فلاش

“ليدات كهربائية” و”بلجكتورات” .. تجاوزات جديدة تقتل السوريين في زمن الحرب

على طرقات السفر، الطرقات الجبلية، داخل المدن في الأزقة وعلى الشوارع الرئيسية، يقابلهم السوري وجها لوجه او وجها لظهر في كل مساء. أصحاب السيارات المزودة ب “ليدات” و “بلجكتورات” إضافية تعمي عيون كل من يمشي في طريقها.

شكل متجدد من أشكال الموت تفاقم في زمن الحرب، جاء بهيئة نوع جديد من التباهي و”الفنطزة” والتمرّد على كل شكل من أشكال القانون والنظام، يستخدمه كثر من أصحاب السيارات والشاحنات مؤخراً، وبكثافة في محافظة اللاذقية.

عند الساعة التاسعة مساءاً، في أحد الأحياء السكنية المكتظة والمعروفة أنها “خرج مشوار”، تمر سيارة “مفيمة” و(هو منظر اعتاد رؤيته سكان الحي)، تمر مع “طابق” جديد من الليدات فوق سقف السيارة وتحت أضويتها الأساسية وأمام صادمها الأمامي والخلفي لتبدو بحسب ما وصفه أحد المشتكين “مدينة ملاهي”.

وعن “مدينة الملاهي” تلك قال المشتكي لتلفزيون الخبر “كل من كان في الشارع وعلى الرصيف انشل عن الحركة لثوان قليلة و”تشنكرت” عيون الجميع من شدة الوهج والانارة العالية”.

وتابع المشتكي” إحدى الفتيات كانت تقطع الشارع برفقة طفل صغير وقفت في منتصفه لانعدام الرؤية نتيجة سيارة اخرى بليدات وكشافات أعمت كل الطريق، وبدأت السيارات تطلق “الزمامير” لتتحرك الفتاة التي دخل الطفل معها بحالة هلع وبكاء لم تنتهي الا بمشكلة وشتائم وتبويس شوارب”.

يقول يوسف، سائق تكسي في مدينة اللاذقية، لتلفزيون الخبر “أضواء هذه السيارات، كادت أن تقتلني عدة مرات أثناء قيادتي ليلاً، فهي تمنعني من الرؤية كلياً ويستحيل علي تقدير التصرف الصحيح، وكل مرة الله بيسترها بحسنة أولادي” .

ويتابع يوسف “بعض هذه السيارات لا تحمل نمر، وتكون “مفيمة” وتعلوها الكشافات و”الليدات”، وهي تثير القلق بالنسبة لي، فأنا أقف على جانب الطريق حتى تمر لأكمل طريقي بحال تمكنت من ذلك وإن كنت على طريق سفر وتضاعف عوامل الخطر” .

واعتاد أغلب المسافرين على الطرقات بين المحافظات، رؤية عشرات السيارات والشاحنات مع “ليدات” و”بلجكتورات”، وهو ما تسبب ولا يزال بعشرات حوادث السير بما تشملهم من أضرار ومصابين وقتلى.

يقول أبو حازم (سائق تكسي على طريق حلب دمشق): “يمكن للسائق المحترف أن يتجنب بعض المخاطر باستخدام الحيلة كأن يحتاط بنظارة خاصة “لليدات” لكنها أيضا تزيد عامل الخطر لتقليل جودة الرؤيا في الظلام”.

ويكمل ابو حازم “الطرقات غير مخدمة جيدا فالمنصفات لمئات الكيلومترات غير موجودة وبخاصة في طريق مثل طريق سلمية حلب المار بأثريا وخناصر، وبحال وجودها على الاتوستراد الدولي دمشق حمص فإن السواتر المعدنية العاكسة غير موجودة، والمنصف قد يساعد بحال الضوء العالي للسيارة وليس بحال إضافة “ليدات وبلجكتورات” وبخاصة للشاحنات وأرتالها”.

ابو حازم الذي التقاه تلفزيون الخبر أمام أحد محال زينة و”اكسسوار” السيارات كان يضيف لسيارته “زنارين تلاتة ليدات” بحسب تعبيره وقال :”أغلب سائقي الشاحنات، تخلوا عن كشافاتهم وأضوائهم العالية (المخالفة طبعاً)، ليستبدلوها بمثل هذه الليدات، لتتحول سياراتهم وشاحناتهم الى سلاح قاتل يجول الشوارع دون أي رادع”.

ويقول ابو حازم رداً على سؤاله حول خوفه من المخالفة وتجاوزه للقانون”سعري بسعر هالعالم الي ما حدا سألها من أين لك هذا… كل ما أقوم به هو محاولة تخفيف معاناتي وأحل مشكلتي التي قد تفقدني حياتي وحياة الركاب معي”. ويكمل ابو حازم “بدال ما ضل حاسب حساب العالم هلا بيشوفوني من بعيد بيخافوا مني “.

مع انتهاء الامتحانات المدرسية وبدء العطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة تبدأ الفترة السنوية للسفر ليلا وبخاصة مع تحسن الوضع الأمني وازدياد رقعة الأمان على اتساع البلاد.

عدد من الشكاوي تلقاها تلفزيون الخبر تحمل خوفا وخشية من ظواهر مماثلة وحمَل أصحابها على اختلاف تفاصيل شكاويهم سؤالا موحّداً.. من المسؤول عن تكريس حالة تجاوز مماثلة؟ وهل ستترك باباً يومياً للموت يعبر منه السوريون؟!

يزن شقرة _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى