العناوين الرئيسيةمجتمع

“لمواجهة الزمن والواقع”.. هل تحوّل “تجميد البويضات” في سوريا إلى ظاهرة؟

بدأت “ظاهرة” إجراء عمل جراحي بهدف ”تجميد البويضات” تنتشر في المجتمع السوري بين فئة الفتيات غير المتزوجات وخاصةً بين اللواتي اقتربن إلى سن الحكمة، وغدت مسألة اشتد النقاش حولها مؤخراً، وباتت تؤرق البعض وتشكّل حلاً مناسباً للبعض الآخر.

بهذا الشأن، قال الدكتور رامي عبيدالناصر، رئيس المركز البريطاني السوري للإخصاب المساعد، لتلفزيون الخبر، أن: “تجميد البيوض هي الحفاظ على بيوض الآنسة أو السيدة الراغبة بهذا الإجراء لفترة متفق عليها، ومعاودة استخدامها حين الطلب من قبل ذات السيدة، وحدثت أول ولادة بعد عملية تجميد للبيوض عام 1986”.

وحول ازدياد الإقبال على استخدام هذه الآلية في سوريا، مؤخراً، قال استشاري العقم والإخصاب المساعد: “لا اعتقد أن الزيادة في الإقبال على هذا الإجراء كبيرة، ولكن نستطيع أن نقول أنها أكثر منذ عام 2018”.

وأضاف الدكتور “عبيدالناصر”: “يعزى هذا الأمر إلى ازدياد ثقافة المجتمع والثقافة البحثية لبعض الآنسات أو الطالبات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يلعب تأخّر الزواج عاملاً لا استطيع أن أحمله نسبة مئوية كونني لا امتلك إحصائيات دقيقة”.

وحول فوائد تجميد البيوض، أجاب: “الحفاظ على الخصوبة، فالمرأة السليمة قادرة على حمل طفل التلقيح الاصطناعي حتى تنضج بأمان حتى سن 50، لذا فإن وجود البويضات المحفوظة بالتبريد من العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات يعني أنها تستطيع تأخير الحمل، آملة في حمل وإنجاب طفل سليم”.

وتابع “عبيدالناصر”: “من الفوائد أيضاً تفادي مخاطر بعض المشاكل الصحية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، وجراحة الحوض باعتبارها عوامل تشكّل خطر للإصابة بالعقم، إضافةً إلى مشكلات طبية أخرى كالطفرات الجينية، فشل المبيض المبكر، فقر الدم المنجلي، وغيرها..”.

وأشار الدكتور إلى أن: “العملية التحريضية لتجميد البويضات تستغرق حوالي الأسبوعين، تبدأ بتحفيز المبايض بأدوية الخصوبة لمدة 10 إلى 12 يوماً عن طريق الحقن اليومية لإنتاج بويضات ناضجة متعددة في وقتٍ واحد، علماً أن عدد البويضات المنتجة تختلف حسب كل حالة”.

وأضاف استشاري العقم والإخصاب المساعد: “بالنسبة للمرأة في أواخر العشرينيات من عمرها إلى أوائل الثلاثينيات فإن المجال الطبيعي لعدد البويضات التي يجب أن تنتجها دورة أدوية الخصوبة هو من 10 إلى 20 بويضة”.

وعن آلية هذا الإجراء، وتأثيراته، قال “عبيدالناصر”: “تتم العملية عبر البطن للعذراء وهذا ينفي هواجس بعض الآنسات حول خطورة العملية على عذريتها أو عبر المهبل حيث يتم سحب وتفريغ الأجربة المبيضية تحت التخدير وعن طريق إبرة موجهة بالإيكو، وقد تشعر السيدة بانزعاج أسفل البطن من الممكن أن يستمر لأسبوع”.

وعن المدة الزمنية للتخزين، قال الاستشاري: “من غير المعروف المدة التي يمكن أن تستمر فيها البويضات في التخزين، لأن تجميد البويضات ليس له تاريخ طويل أو عدد كبير بما يكفي من المرضى لاستعادة البويضات لإنتاج بيانات قاطعة، لكننا نعتقد أن البويضات ستستمر على الأقل طوال العمر الإنجابي للمرأة”.

وأشار استشاري العقم والإخصاب المساعد إلى أن: “التنبؤ في إمكانيّة الحمل في المستقبل يعتمد على عمر المرأة عند جمع البيوض، وحالة الرحم عند إرجاع الأجنة، وهما عاملان رئيسيان للتنبؤ بالنجاح في محاولة الحمل من تجميد البويضات، وحسب دراسة تبيّن أن ربع البيوض المجمدة لم ينجو”.

وعند السؤال عن أمان هذا الإجراء على الأم والطفل، قال “عبيدالناصر”: “بالنسبة للمرأة التي تخضع لتحفيز المبيض بهرمونات الخصوبة لإنتاج التبويض الزائد فإن الخطر الأكثر إلحاحاً هو حالة تعرف باسم متلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS)”.

وأضاف الاستشاري: “تتميّز هذه الحالة بعدم الراحة حيث تنتفخ المبايض وتتجمع السوائل في البطن، وفي حالاتها الشديدة والتي تشكّل حوالي 1% فقط يلزم الاستشفاء لعلاج الغثيان والقيء والجفاف”.

وتابع “عبيدالناصر”: “يمكن أن يؤدّي تحفيز المبيض أيضاً إلى التواء المبيض، مما قد يؤدّي إلى تنخر المبيض المُصاب إذا لم يتم تصحيحه جراحياً، لكن هذا التأثير الجانبي نادر جداً”.

وأوضح الاستشاري أن: “المجهول الأكبر هو المخاطر التي قد يتعرّض لها الطفل، واستناداً إلى النتائج الحالية لا يبدو أن العيوب الخلقية لدى الأطفال المولودين نتيجة لتجميد البيوض أكبر مما هي عليه في عموم السكان”.

وأضاف “عبيدالناصر”: “ومع ذلك، يلاحظ الخبراء أنه لا توجد دراسات متابعة طويلة الأجل على الأطفال المولودين من البويضات المجمدة، وهناك ما يبرر إجراء مزيد من البحوث بهذا الخصوص”.

وحول إن كان هناك تراخيص أو قوانين تنظّم عمليات “تجميد البويضات” في سوريا، قال الدكتور “عبيدالناصر”: “ضمن قوانين وزارة الصحة السورية يوجد قانون ينظّم طفل الأنبوب، ومن ضمنه تجميد البويضات، لكنه غير خاص بتنظيم تجميد البويضات فقط”.

يُشار إلى أن تكلفة إجراء هذه العملية محلياً حوالي 3 ملايين ليرة سورية، دون كلفة الدواء، ويعتمد ذلك على عمر السيدة واستجابتها لأدوية التحفيز الهرمونية، بحسب رئيس المركز البريطاني السوري للإخصاب المساعد بمشفى الرشيد، الدكتور رامي عبيدالناصر.

يُذكر أن سوريا شهدت أول عملية تجميد بويضات عام 2009 وبقي الأمر علاجياً حتى عام 2018 حيث ارتفعت النسبة لتصل إلى نحو أربع أو خمس عمليات شهرياً بعد أن كانت لا تتجاوز أربع أو خمس حالات سنوياً.

يُشار إلى أن الأمر يتم بعقد معتمد من قبل محامٍ يتضمن موافقة الفتاة على سحب بيوضها بناء على رغبتها، إضافةً إلى رسوم سنوية يترتب عليها دفعها تتراوح بين 15 و 20 ألف ليرة مقابل الحفاظ على البيوض إلى حين استخدامها.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى