“سيدات الاتحاد تعرضن للشتم والتنمر وشتمت المدينة أمام نادي الساحل”..من يعيد “لعبة العائلة” للعائلة؟
عاد الجدل مجدداً لميادين كرة السلة في سوريا، مع تفشي ظاهرة الهتافات المسيئة، والتي تقود للكثير من حالات الشغب، في صالات اللعبة.
وحضر الجدل هذه المرة في منافسات دوري السيدات، بعد الهتافات المسيئة التي ظهرت خلال لقاء الساحل والاتحاد، والتي أقيمت بطرطوس، مساء الأربعاء .
ولم تمنع خصوصية المسابقة وطبيعتها الأسرية، حساسيات الجماهير وهتافاتها المسيئة، من الولوج إلى صالاتها، وانتقال العدوى من صالات دوري الرجال إليها.
وقال عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد، الدكتور صالح عجلة، لتلفزيون الخبر، إن: “لاعبات فريقنا السلوي، تعرضن لهتافات مسيئة وللتنمر على اللاعبة سوزان عبد العزيز، من قبل بعض مشجعي الساحل، خلال مباراتنا، مع سيدات ناديهم”.
وتابع “عجلة”: “تعرض الكادر الاحتياطي لفريقنا بداية لبعض المضايقات، من قبل بعض أنصار الساحل، الجالسين خلف مقاعد بدلائنا، وهذه هي المرة الثانية، التي نتعرض فيها لإساءات في لقاء الساحل بطرطوس، بعد لقاء العام الفائت”.
وأضاف “عجلة”: “بعد نهاية اللقاء، توجه بعض مشجعي الساحل بالهتافات المسيئة لفريقنا ولمدينة حلب، وهو الأمر الذي أثار حفيظة والدة إحدى اللاعبات الحلبيات في فريق الساحل، حيث تواصلت معنا، وطلبت المغادرة مع فريقنا، خارج الصالة، كي لا تتطور الأمور لما لا يحمد عقباه”.
وأكمل “عجلة”: “لم نستطع التواصل مع مراقب المباراة بعد اللقاء، لأننا بحثنا عنه ولم نجده، وكنت أتمنى منه أن يحذو حذو مراقب مباراتنا مع بردى، الذي تعامل بحزم ومباشرة، مع هتافات مسيئة، أطلقها بعض مشجعي الوحدة، الحاضرين للقاء، الأسبوع الفائت”.
وقال “عجلة”: “رئيس نادي الساحل عماد سليمان تواصل معنا بعد اللقاء، حيث قال لنا هاردلك، لكنه عند الاساءات وحينما طلبنا منه التدخل لوقفها، اكتفى بدور المتفرج، وتعامل معنا بطريقة غير لائقة”.
وبين “عجلة” أن: “إدارة نادي الاتحاد أرسلت كتاباً للاتحاد الرياضي العام، واتحاد كرة السلة، للاعتراض على سوء المعاملة والاستقبال، من قبل إدارة نادي الساحل، وتكرار ذلك، للعام الثاني على التوالي”.
وختم “عجلة”: “السبب في تمادي الجماهير بالإساءات، هو أنها أمنت العقوبة فأساءت الأدب، كون اتحاد السلة لم يتعامل بحزم مع حالات الشغب والإساءة السابقة، خاصة بلقاء الوحدة والاتحاد بدوري الرجال مؤخراً”.
من جانبه قال رئيس نادي الساحل عماد سليمان لتلفزيون الخبر: “أنفي الكلام المتداول عن اساءات تعرض لها فريق الاتحاد ومدينة حلب خلال اللقاء، ونذكر بأن حلب في قلب كل طرطوسي، ومحبة أهل حلب مشهود لها في قلوب أبناء محافظة طرطوس، خاصة في المنافسات الرياضية”.
واعتبر “سليمان” أن: “ما صدر من بعض جمهورنا لم يكن سوى نكايات عادية بين مشجعين، لم تتخط الجانب الرياضي، وتقال في كل منافسة فيها فائز أو خاسر، ولم تخرج عن حدود الأخلاق”.
وأضاف “سليمان”: “لم يتواصل معنا أي شخص من كوادر نادي الاتحاد، للحديث عن واقعة الإساءة، والتي لا نقبل بها بكل تأكيد، بحال وقوعها مستقبلاً”.
وأشار “سليمان”: “للأسف في ظل الوضع العام حالياً، فإن إدارات الأندية يكاد ينحصر دورها في تأمين مستلزمات استمرارية فرقها المادية والمعنوية، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يكاد لا يكون لدينا متسع من الجهد، لفرض التوعية ونشر ثقافة التشجيع السليم”.
وقال “سليمان”: “الوضع العام الاقتصادي يؤثر على مشاعر المشجعين، فينفسون عن غضبهم في الملاعب والصالات، وبحكم الشعور الجمعي، نجد عشرات المثقفين في الملاعب، ينجرون وراء أناس، وينجرفون بالهتاف الجماعي، مهما كان، بحكم اللاوعي”.
وختم “سليمان”: “الحل الإسعافي للوضع الحالي، هو أن يكون حضور كل مباراة بين أي فريقين، حكراً على جمهور الفريق المستضيف، ريثما تنجح جهود التوعية، والتي يجب أن يضطلع بها، اتحاد اللعبة، وكوادر الأندية”.
بدوره، قال أمين سر اتحاد كرة السلة، ومراقب المباراة، شحادة آل رشي، لتلفزيون الخبر، إنه: “لم الحظ أي إساءة بدرت من قبل أي طرف سواء أنا أو طاقم الحكام، والمشجعون الذين كانوا خلف بنش الاتحاد، طلبنا منهم التراجع للوراء، رغم عدم تسجيلنا لأي إساءة صدرت من قبلهم”.
وتابع “آل رشي”: “إدارة نادي الاتحاد لم تسجل أي اعتراض خلال المباراة أو بعدها، بخصوص اساءات تعرض فريقهم لها، ونحن نرفض أي إساءة لأي مدينة سوريّة، ولو سجلنا خروقات لوجهنا إنذار، وبحال تكرار المخالفة من أشخاص، نطلب من المعنيين إخراجهم من داخل الصالة”.
وأكمل “آل رشي”: “اللائحة الانضباطية التي وافقت عليها الأندية في المؤتمر السنوي تطبق بحذافيرها، وهي بنيت على روحية فكرة الإصرار على حضور الجماهير، لذا نفرض العقوبات المادية بدلاً من إقامة المباريات بدون جمهور”.
وختم “آل رشي”: “بناء على تكرار حالات الشغب والإساءات في صالات السلة، قد نعيد النظر باللائحة الانضباطية ونتشدد بها، في محاولة جديدة لضبط وتيرة مسار اللعبة وإعادتها لتكون لعبة العائلة، على أن نسعى لنشر ثقافة التشجيع، وثقافة اللعبة وقوانينها، بالتعاون مع الأندية وروابط مشجعيها”.
وتبدو لعبة كرة السلة اليوم، بالتزامن مع تزايد انتشارها وجماهيريتها، بحاجة لاتخاذ إجراءات استثنائية، تعيد الأمور لنصابها، بالقدر الكافي، والمناسب لانتشار اللعبة ومزاحمتها لعبة كرة القدم، على لقب الأكثر شعبية.
وينبغي في مثل تلك الحالات، وضع أسس وقوانين واضحة، تناسب طبيعة المرحلة الحالية، والتي تختلف عن مرحل سابقة، عاشت فيها لعبة السلة في سوريا، في ظل لعبة كرة القدم، على ألا تؤثر تلك الإجراءات على شعبية اللعبة المتنامية.
وسبق أن أيد رئيس اتحاد كرة السلة، طريف قوطرش، من خلال حوار مع تلفزيون الخبر، فكرة الاستعانة بكاميرات مراقبة، لضبط الأشخاص المسيئين، والتعامل معهم وفقاً للقوانين الصارمة، كواحدة من الأفكار اللازمة، لضبط المسار العام لكرة السلة في البلاد.
يذكر أن دوري السيدات وصل لجولته الثانية عشر، حيث تتقاسم أندية الثورة، تشرين، وقاسيون الصدارة، وبرصيد 22 نقطة لكل فريق.
تلفزيون الخبر