خميس الحلاوة في حمص.. تقليد يقاوم الاندثار
يحتفل أهالي مدينة حمص بتاريخ 25 نيسان من كل عام بخميس الحلاوة أو ما يعرف “خميس الأموات”، ويعتبر هذا الطقس الاحتفالي من أكثر الطقوس الشعبية التي تتفرد به مدينة حمص، إذ يتم زيارة المقابر وتوزيع الحلاوة بكافة أنواعها سيما الحلاوة الخبزية المعروفة بلونيها الزهري والأبيض.
وتبدأ المحال التجارية والبسطات قبل حلول هذا اليوم بعرض منتجاتها من الحلاوة الخبزية والتي تأخذ الشكل المخروطي، بالإضافة إلى حلويات معروفة في حمص كالبشمينة والسمسمية والراحة و بلاط جهنم.
وقال أبو مؤيد (متقاعد، 60 عاما ً) لتلفزيون الخبر إن: “العادة درجت بخروج النساء في هذا اليوم لزيارة القبور ووضع الآس والرياحين عليها وكذلك توزيع الحلاوة على الفقراء والأطفال”.
وأضاف الرجل الذي يعد من أقدم سكان حي الزهراء بأن: “طقوس خميس الحلاوة باتت شبه مختفية خلال السنوات القليلة الماضية لعدة أسباب، أهمها تراجع القوة المالية في وقت ارتفعت أسعار الحلويات مئات المرات مقارنة بالسابق”.
وأشار أبو مؤيد إلى أن: “مدينة حمص تحتفل بعدة خميسات بشكل متفاوت، لكن أشهرها يبقى خميس الحلاوة مع اندثار باقي الخميسات، كما اندثرت الكثير من طقوس الاحتفالات في معظم الأعياد”.
من جهته، بين مصطفى (صاحب محل لبيع الحلويات) أن بيع أصناف الحلويات المرتبطة بخميس الحلاوة شهد تراجعاً واضحاً نتيجة الغلاء في أسعار كل السلع الغذائية من جهة، وانتشار أنواع كثيرة من الحلويات في السوق جعلت منه صنفاً ثانوياً من جهة أخرى”.
وأضاف البائع لتلفزيون الخبر أن: “خميس الحلاوة تقليد تراثي تنفرد به مدينة حمص، حيث يزور الحماصنة أمواتهم و يوزعون عن أرواحهم الحلويات للجميع و تكون حلويات محلية خاصة بحمص بلونين ربيعيين الأبيض و الزهري و هي أنواع كثيرة تقدم منها الخبزية والبشمينة والسمسية والراحة والغريبة”.
يذكر أن خميس الحلاوة جزء من أخماس سبع تتميز بها حمص منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي خميس التايه أو الضايع و خميس الشعنونة وخميس المجنونة وخميس القطاط وخميس النبات وخميس المشايخ.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر