العناوين الرئيسيةمجتمع

كيف علّق السوريون على قرار إلغاء التوقيت الشتوي؟

أثار قرار صادر عن رئاسة مجلس الوزراء حول اعتماد التوقيت الصيفي على مدار العام، وإلغاء التوقيت الشتوي، الكثير من ردود الأفعال بين السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مرحب بالقرار ورافض له.

وجرت العادة في سوريا قيام الحكومة بإصدار قرارات تأخير وتقديم الساعة مرتين سنوياً، ولمدة عدة أشهر من كل سنة، حيث تتم إعادة ضبط الساعات الرسمية بداية الربيع، حيث تقدّم عقارب الساعة 60 دقيقة، والرجوع إلى التوقيت العادي (الشتوي) في موسم الخريف.

والهدف من زيادة ساعة للتوقيت الرسمي تبكير أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى، لكي تنال وقتاً أكثر أثناء ساعات النهار، والتي تزداد تدريجياً من بداية الربيع حتى ذروة الصيف، وتتقلّص من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء.

كيف علّق السوريون؟

وعلّق “صهيب” عبر منصة “فيسبوك”: “كتير متفاجئ باللي مو عاجبهم قرار الكف عن تقديم وتأخير الساعة، ومتفاجئ أكتر باللي مو عارفين أسباب القرار؟!”.

وتابع متعجباً: “بتعرفوا أن عدد من الدراسات والأبحاث والإحصاءات أكّدت أن تغيير التوقيت من شتوي إلى صيفي وبالعكس يسبب الكثير من الاضطرابات النفسية؟ هل تتوقعون أن تتساهل الحكومة مع هذا الأمر وتترككم عرضة للاضطرابات النفسية!”.

وذكر “خالد” عبر “فيسبوك”: “بالنسبة للتوقيت الشتوي والصيفي.. وللعلم فإن أبرز أسباب ولادة التفكير بالتوقيت الشتوي والصيفي كانت مسألة توفير الطاقة، فهل عرفتم لماذا قررت الحكومة الاستمرار بالتوقيت الصيفي؟.. الجواب: لأنو أصلاً ما في طاقة”.

وعبّر “غياث” عن تأييده للقرار، قائلاً: “بالتوقيت الحالي ينتهي النهار عند الخامسة مساء في فصل الشتاء، أما بالتوقيت الشتوي ينتهي النهار الرابعة مساء، إذاً هناك فرق ساعة عمل لمن يعمل، والأكثرية بحاجة لعمل إضافي”، مُضيفاً: “قرار صائب”.

وتداول عدد كبير من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي صوراً تظهر الموظفين وطلاب المدارس والجامعات بانتظار السرافيس وباصات النقل، ومجهزين بـ “بروجكترات رأسية” في ظلام دامس، مُتسائلين هل سيتم إصدار قرارات بتأخير مواعيد الدوام الرسمي في الجهات العامة؟

وتصّدرت مطالبات العاملين في القطاع التربوي المشهد، وناشد عدد من الأهالي والمعلمين والطلاب ببدء الدوام في المدارس والجامعات الساعة 9 صباحاً، في حين لم يصدر عن وزارتي التربية والتعليم العالي أي قرار أو توضيحات بهذا الشأن حتى الآن.

ورفضت “ريما” القرار، قائلة: “منطقياً، وبالفيزياء والفلك والرياضيات، كان لازم التوقيت الشتوي هو اللي يصير توقيت عام لكل السنة، وليس العكس”.

وأضافت: “التوقيت الشتوي مصمّم بحيث تتم الاستفادة من ضوء النهار بأكثر مقدار ممكن خلال العمل، وهو لا يخلق مشكلة في الصيف، فهو الأساس، أما التوقيت الصيفي سيكون مبكراً في فترة الشتاء، فدوام العمل سيبدأ قبل أن تشرق الشمس حتى”.

يُذكر أن أول من قدَّم التوقيت الصيفي الحديث هو عالم الحشرات النيوزيلندي، جورج فيرنون هدسون، الذي أعطاه عمله متعدّد الورديّات أوقات فراغٍ لجمع الحشرات، وجعله يُقدِّر ساعات ضوء النهار.

وقدَّم “هودسون” في سنة 1895 ورقة إلى جمعية الفلسفة في “ولينغتون” لاستغلال ساعتين من وقت النهار، ولاقت اهتماماً كبيراً في مدينة “كرايستشرش” بنيوزيلندا، فأتبعها بورقةٍ أخرى سنة 1898.

وأخذ الاقتراح عضو البرلمان اليساري، روبرت بيرس، وقدّم بدوره ورقة استغلال الوقت إلى مجلس العموم – مجلس النواب في 12 شباط سنة 1908.

حتى تبنّت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي عام 1918، ومنذ ذلك الوقت، شهد العالم العديد من التشريعات والتعديلات والإلغاءات لتحسين التوقيت، علماً أن التوقيت الصيفي أثار الجدل منذ بدايته.

ويفضّل عموماً أصحاب الاهتمامات التاريخية والرياضية والسياحية والتجارة الجزئية التوقيت الصيفي، بينما يخالفهم أصحاب الاهتمامات الزراعية والترفيه المسائي، إلا أنّ أول ما دفعهم إلى التكيّف مع التوقيت الصيفي هو أزمة الطاقة خلال الحرب.

يُذكر أن مؤيدي نظام التوقيت الصيفي غالباً ما يناقشون مسألة فائدة هذا النظام في حفظ الطاقة، وملائمته لأوقات الخروج للاستمتاع بالأنشطة في المساء، فهو مفيدٌ للصحة بدنياً وصحياً، ويساعد في تخفيف حركة السير والجرائم، كما أنه يساعد أصحاب الأعمال.

أما المعارضون، فيقولون أن مسألة توفير استهلاك الطاقة من خلال اتباع النظام الصيفي ليست بالمفنّدة، فالنظام يعكّر أنشطة الصباح، والقيام بتغيير الساعة مرتين في السنة يُسبّب اختلالاً في الأمور الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي أيّ إيجابية هناك ما يقابلها من سلبية، وبالتالي ليس هناك فائدة.

الجدير ذكره أنه في كثير من بلدان العالم ألغي العمل بتغيير التوقيت، وفي السنوات الأخيرة ألغاه كل من المغرب، العراق، مصر، ومؤخراً سوريا.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى