العناوين الرئيسيةمجتمع

في ضيافةِ “حنين”..ومتلازمة الحب والمسرح والرسم في حمص

“أهلاً وسهلاً أنا حنين تفضل”، بابتسامةٍ تعلو عينيها الزرقاوتين وجدائل شعرٍ حد الكتف وأكثر، ترحّب حنين ذات 15ربيعاً في منزل ذويها في حي كرم اللوز بمدينة حمص.

بخجل بادٍ على وجهها، تاركةً إياه يغرق بين أحضان والدتها، تجلس حنين منتظرة بدء الحديث والإجابة عن سيل من الأسئلة المدرسية البسيطة كالجمع والضرب.

mde

“بحب المسرح كتير بس ما بقا أخدوني عليه”، تجيب حنين عن سؤال متوقع عند أي طفل حول ما يحبه ويهواه، إلا أن حزنها طغى بشكل واضح على فرحها، لعدة أسباب شرحتها والدتها لتلفزيون الخبر.

 

“أسميناها حنين وكانت فوق الحنين والحنان معاً”، تبدأ السيدة فاتن حديثها لتلفزيون الخبر، ونظرات عينيها موجهة نحو طفلتها، لتسرد بعدها ذكريات بدَت مؤلم إلا أنها بقيت متلازمة مع نظرات الحب نفسها، وليست كتلك التي أصابت طفلتها”

 

“كانت حالتي النفسية بالويل يوم ولادتها”، تقول فاتن، حيث فاجأني الطبيب أن حنين ستصاب بالشلل لاحقاً ولن تمشي أو تنطق أبدا ً الا أنني لم أقتنع بكلامه لإحساس ما بداخلي”.

 

وتكمل فاتن “لم أعطها أيّاً من الأدوية التي وصفها الطبيب، بل عملت على قراءة الكتب التي تتحدث عن الشلل الدماغي وطرق معالجته منزلياً وهو ما جاء بنتيحة ممتازة بعد المتابعة المستمرة”.

 

وعن المعاناة الإجتماعية المحيطة، تشير فاتن أنها “كانت كبيرة وخصوصاً من المقربين والجيران والمعارف، ورفضٍ اجتماعي لحالة حنين، ووصلت أن بعضهم كانوا يتعمدون إبعاد أطفالهم عند وجودها، ناهيك عن استخدام مصطلحات جارحة بشكل كبير”.

 

وتضيف فاتن لتلفزيون الخبر “أخذت القرار بالإبتعاد عن الجميع والاهتمام بطفلتي، ولاحظت التحسن وهو ما أريد التركيز عليه بأن فئة الأطفال المصابين بمتلازمة داون يملكون ذاكرة قوية وإبداعاً ومهارات فريدة من نوعها”.

 

“العلاج هو البيئة المحيطة بالطفل” تؤكد فاتن، حيث أن سلوك الاطفال المصابين بمتلازمة (داون) العدواني أحياناً يكون نتيجة تقصير الأهل، وقناعتي كانت وستبقى أن حنين نعمة وأمانة بالنسبة لي.

 

وعن حلمها في المستقبل، تشير فاتن أن رغبة حنين أن تكون عارضة أزياء، فما يميزها أنها اجتماعية وتحب الأناقة وتبديل الملابس بشكل دائم، مع حبها الكبير للمسرح والغناء والرسم إضافة لمهارات كبيرة بالجمباز والسباحة”.

 

“بدي أطلع عالمسرح” تقاطع حنين الحديث حول رغبتها في المستقبل، لتعود والدتها وتؤكد أن أول ما تطلبه طفلتها هو الورقة والقلم للكتابة والرسم، إلا أن الجهات المعنية في حمص لم تهتم بها كما يجب رغم أنها قدمت العديد من المسرحيات في المركز الثقافي.

 

وعن معاناة تحصيل حنين الدراسي، تؤكد فاتن لتلفزيون الخبر أنه “لم يقبل أي مركز رعاية حكومي أو خاص باستقبال حنين كونها فوق السن المسموح به حسب الذرائع المقدمة إلا أننا نعرف أشخاصاً بأعمار أكبر يتم قبولهم ومتابعتهم دراسياً”.

 

وتابعت فاتن “كما أن غرف المصادر غير موجودة في المدارس القريبة من منزلنا وهذا ما أطلبه بضرورة التركيز على دمج الأطفال المصابين بمتلازمة داون مع الأطفال السليمين لأنهم قادرون على التعلم مثلهم بل وأفضل”.

 

وتختم فاتن لتلفزيون الخبر بأن “هدول الأطفال نعمة”، أحبوهم واقتربوا منهم لتكتشفوا نقاء حبهم ومشاعرهم والأهم هو متابعتهم لأنهم لا يختلفون عن أي شخص سليم، فهم جزء من المجتمع وقادرون على التقديم والعطاء.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى