ثقافة وفن

“غابالا” تغزل الفرح في “ألوان” على مسرح ثقافي جبلة

قدمت فرقة “غابالا” للفنون على مسرح المركز الثقافي بمدينة جبلة عرضاً مسرحياً فنياً متكاملاً بعنوان “ألوان” تضمن عدة فقرات غنائية وتمثيلية تنوعت بين الوطني و الوجداني والتراثي بمشاركة ثلاثين راقصاً وراقصة.

ساعةٌ كاملة مرت سريعاً على الجمهور الذي صفق بحرارة على إيقاع الأغنيات التراثية والرقصات الشعبية التي عبّرت عن الهوية السورية منذ الأزل وحتى الوقت الراهن، ليكون العرض اختزالاً تاريخياً وقيمياً للإنسان السوري وعنواناً يجمع بين الأصالة والحداثة.

وقالت مديرة فرقة “غابالا”، عفاف عبد الله، لتلفزيون الخبر: “قدمت الفرقة خلال عرض “ألوان” فقرات من عروض “غابالا” التي قدمتها منذ تأسيسها عام 2014 ولغاية اليوم، بالإضافة إلى عروض حديثة كالباليه والرقص المعاصر”.

وأضافت عفاف: “بعد أن أكتب النصوص أختار الموسيقا ومن ثم أنتقي، بمساعدة مصمم الرقصات، الرقصات التعبيرية المناسبة سواء رقص شعبي أو حديث”.

عفاف التي تعمل في المسرح الراقص منذ عام 1988، تؤكد أن “خبرتها في مجال العمل المسرحي جعلتها تدرك جيداً ماذا يفضّل الجمهور أن يشاهد وما هي طبيعة الرقصات التي تثير تفاعله”.

وأردفت: “الناس في هذه الفترة تعبت من الإحساس بالحزن وهي بأمس الحاجة إلى الفرح ولذلك حرصنا أن نقدم عروضاً تتسم بالفرح”.

وتابعت عفاف: “نحرص دائماً على تقديم رقصات من مختلف المحافظات السورية، فرغم أن مقر الفرقة في جبلة إلا أنها تقدم رقصات من الفولكلور الدمشقي والحلبي وغيرهما لتمثل النسيج السوري بمختلف مشاربه”.

وعن الصعوبات التي تواجهها فرقة “غابالا”، قالت عفاف: “لا تحظى الفرقة بأي دعم من أي جهة، لا نريد دعماً مالياً من أحد وإنما نحن نطالب بإيلاء الفرقة الاهتمام والرعاية”.

ويتجلى الدعم الذي تنشده “غابالا”، بحسب عفاف، “بدعوة الفرقة للمشاركة في المهرجانات والمعارض أسوة ببقية الفرق وخاصة الموجودة في دمشق”.

ودللت عفاف على قولها بالإشارة إلى مشاركة “غابالا” في معرض دمشق الدولي الأخير والذي لم تكن لتشارك فيه الفرقة لولا أنه تم التواصل مع أكثر من جهة معنية بالأمر.

وأضافت “رغم مشاركتنا في المعرض إلا أن الأجر الذي تقاضيناه لم يكفِ أجور النقل والإقامة لأعضاء الفرقة”.

واختتمت بالقول: “غابالا ظاهرة حضارية ثقافية ورسالة لنا، نحن السوريون أبناء حضارة وثقافة وأصالة لا يخيفها الإرهاب ولا يطفئ نورها الموت والحرب”.

محمد عثمان، مصمم ومدرب لياقة في “غابالا”، قال لتلفزيون الخبر: “أمضينا أربعة أشهر في تجهيز الجيل الجديد الذي انضم حديثاً إلى الفرقة ويشارك اليوم في العرض الأول”، مبيناً أنه “شارك 30 راقصاً من أعمار مختلفة بالعرض من أصل 50 راقصاً ينتمون إلى الفرقة”.

وحول عملية تصميم الرقصات، أكد عثمان أنه “يحرص على اختيار الرقصات التي تتسم بالفرح والعطاء وأن القادم أجمل”، مضيفاً “يقال إن فاقد الشيء لا يعطيه لكن نحن أثبتنا العكس وأننا قادرون على منحه لمن يشاهدنا”.

وبين عثمان أن “العرض كل متكاملاً بدءاً من النص مروراً باختيار الموسيقا والملابس وانتهاءً بالرقصات التي تتنوع بين الرقص المعاصر التعبيري الذي يعتمد على حركات الجسد لإيصال الرسالة للمتلقي وبين الرقص الشعبي الذي يعتمد على الحضور والقوة البدينة والابتسامة العريضة التي تمنح الفرح”.

وعن ديكور المسرح، قال بسام جديد المدير الإداري للفرقة ومصمم الديكور لتلفزيون الخبر: “حرصنا أن يكون التصميم الخلفي للفرقة عبارة عن معالم أثرية لمدينة جبلة التي لا تقل جمالاً وأصالة عن معالم دمشق وحلب”.

بدورها، قالت الراقصة رقية عبدو لتلفزيون الخبر: “إنها انتسبت إلى الفرقة لأنها تحب مجال الرقص والتعبير”، مضيفة “غابالا مثالية ورائدة على مستوى سوريا فهي الفرقة الوحيدة الراقصة في الساحل السوري التي وصلت إلى هذا المستوى من الإبداع والحرفية”.

وتابعت “كل ما نقدمه هو لإثبات إرادة الحياة والمقاومة عند كل سوري وسنستمر في عملنا لنقدم للوطن كل ما هو جميل”.

وقالت الراقصة زينب محمود لتلفزيون الخبر إن “الفرقة والتفاعل المباشر مع الجمهور ساهم في تقوية شخصيتي وساعدني على تكوين علاقات جديدة من المعجبين بالعروض التي نقدمها”.

بدورها، قالت الراقصة هيا محمود لتلفزيون الخبر “انتميت لفرقة غابالا حتى أشارك في صنع الفرح وزرع الأمل في نفوس الجمهور الذي يتفاعل معنا حتى نتشارك الفرح ونتبادله ونعيد اعمار أنفسنا بحب بعضنا وحب وطننا”.

يذكر أن فرقة “غابالا” تأسست في مدينة جبلة السورية عام 2014 من مجموعة من الشباب والشابات ممن يعشقون المسرح ويطمحون لمعرفته وخوض تجربته، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة جبلة التي أطلق عليها الفينيقيون اسم “غابالا”.

صفاء إسماعيل -تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى