العناوين الرئيسيةثقافة وفن

فرقٌ سورية علقت موسيقاها في أذهان الشباب السوري واستحوذت على قلوبهم

ظهرت في سوريا، فرق موسيقية عدة، اتبعت أنماطاً كانت غير معتادة في الشارع السوري، فما أبرز الفرق التي علقت موسيقاها بأذهان الشباب السوري واستحوذت على قلوبهم؟.

“جاز كوارتر”

تأسست “جاز كوارتر”، أول فرقة جاز سورية كبيرة Big Band، في حلب سنة 1978، وهي تابعة لنقابة الفنانين السوريين.

وضمّت الفرقة خيرة عازفي حلب، ومنهم: هراتش قسيس، سالم بالي، بيرج قسيس، مروان طويل، كربيس أورديكيان، ديكران جامكوسيان، فيكين استبانيان، جورج بالي، سركيس ماتوسيان، رامي قمر، المغني هاكوب، كابو، وطارق الفحام.

“الأنامل السحرية”

“لمّا بسمع صوتك”، “نام يا قلبي”، “أمان الحب”، “اشتقت لعيونك”، وغيرها من الأغاني التي حفظها سكان اللاذقية، وباقي سكان المحافظات السورية لاحقاً، ورددوها جيلاً بعد جيل، كانت من تأليف وتقديم فرقة “الأنامل السحرية”، التي تأسست عام 1979.

وأسس الفرقة “محمد درويش” – عازف كيتار بيز، و “مصطفى ريحاوي” – عازف كيتار سولو، وانضم معهم في نفس العام “يحيى سباهية” – كيبورد، و “مالك شخاشيرو” – درامز، و “مصطفى يوزباشي” – كعازف كيتار سولو ومطرب غربي.

وبدأت فرقة “الأنامل السحرية” باللون الغربي والفرانكو، في تحدٍ كبير لتقديم لون غنائي مختلف عمّا اعتاد عليه الناس، وفي العام 1980 أصدرت الفرقة أول ألبوم لها، وكان بعنوان “نام يا قلبي”، والذي حقق نجاحاً كبيراً على مستوى سوريا والوطن العربي.

وأصدرت “الأنامل السحرية” ألبومين حققا نجاحاً كبيراً، وهما “على مهلك”، “ياقمر سلّم”، سجّل الأول في شاليه على البحر، وعلى آلات تسجيل بسيطة جداً.

وجميع الأغاني كان يكتبها مصطفى يوزباشي لحبيبته، وكان الكاسيت مثل رسالة حب أراد أن يوصل حبه لها عن طريقه”، وفق ما ذكره عازف الكيبورد في الفرقة، “يحيى سباهية”، لتلفزيون الخبر، في وقتٍ سابق.

“كلنا سوا”

ظهرت في عام 1995 فرقة “كلنا سوا”، والتي قدّمت عدة أغانٍ تراثية بتوزيع موسيقي جديد، إضافةً لموسيقاها الخاصة، والمعتمدة على الروك البديل، قبل أن تنشط بعض الفرق الموسيقية في الأعوام اللاحقة.

وتراوحت الأنماط الموسيقية، مابين الروك والجاز، وهو ما انعكس أيضاً على أغاني شارات المسلسلات السورية، والتي أصبحت أغانيها منتشرةً أكثر من العمل الدرامي نفسه، مع “طاهر مامللي” و “إياد الريماوي”، عضوا فرقة “كلنا سوا”.

قدمت الفرقة أول ألبوماتها عام 1998، وحمل عنوان “سفينة نوح”، ليتبعه ألبوم “شي جديد” في عام 1999، وألبوم “كلنا سوا” في عام 2001، و ألبوم “موزاييك” في عام 2003.

ألبوم الفرقة الأخير كان في عام 2008، والذي صدر تحت عنوان “إذاعة كلنا سوا”، وناقش حرب العراق في عام 2003، وصولاً إلى حرب غزة في عام 2008، طارحاً تداعيات الغزو الأمريكي لبغداد، وقضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب ساخر.

ومن أشهر أغاني هذا الألبوم، “شباكك مطفي يا يما”، “شرق وغرب”، “وصلوا العسكر”.

بدأت فرقة “كلنا سوا” عبر مجموعة من الشباب في كلية الفنون الجميلة – جامعة دمشق، إذ تضمنت أكثر من 10 موسيقيين، منهم: أيهم العاني، إياد الريماوي، رافل حفار، مروان نخلة، بشار موسى، سونيا بيطار، بسمة جبر، نزار عمران، وغيرهم، قبل أن يتفرق معظمهم بسبب استقرارهم بين تركيا ولبنان وأوروبا بعد الحرب على سوريا.

“إطار شمع”

أسست أستاذة الغناء الأوبرالي في المعهد العالي للموسيقى بدمشق، “رشا رزق”، فرقة “إطار شمع” مع زوجها الموسيقي “إبراهيم سليماني”، وأطلقت معه ألبوم “بيتنا” في عام 2007، وضمّت الفرقة أيضاً، عازف الناي “محمد فتيان”.

وتعتبر فرقة “إطار شمع” من الفرق الموسيقية السورية المعروفة التي قدمت مجموعة مميزة من الأغاني التي عكست الصورة الحقيقية للشباب السوري وطموحاته من خلال الكلمة المتحررة، وأقاموا سلسلة من الحفلات الموسيقية في مختلف المدن السورية وبيروت وعمان ودبي.

واعتمدت فرقة “إطار شمع”، التي تأسّست عام 2000، أسلوبَ المزج بين الروك والجاز والصول والإيقاع اللاتيني، وقليلاً من الحضور الشرقي.

“حوار”

تندرج تجربة فرقة “حوار” الموسيقية ضمن التجارب الموسيقية الشبابية السورية الفاعلة في الحراك الموسيقي السوري المعاصر، والتي عكست صورة الموسيقا السورية في أغلب مدن العالم عبر الحفلات التي أقامتها والمشاركات الأساسية في المهرجانات الموسيقية العالمية.

أسس الفرقة الدكتور في الفنون الموسيقية “كنان العظمة” (العربي الأول والسوري الوحيد الذي تمكن من الفوز بجائزة نيقولاي روبنشتاين الدولية في موسكو عام 1997)، مع مغنية السوبرانو المعروفة “ديما أورشو”.

بدأ هذا المشروع الموسيقي عام 2003 مع أولى حفلات الفرقة في كنيسة “الزيتون” بدمشق القديمة، إذ لاقت نجاحاً باهراً وسط جمهور زاد على 1500 متفرج، هذا ما أتاح للفرقة فرصة لإقامة حفلة أخرى على مسرح الجامعة الأمريكية في بيروت.

أما المحطة الأهم في مشوار الفرقة، كانت جولتها في الولايات المتحدة الأمريكية في شهري شباط وآذار عام 2004، برعاية السفارة السورية في واشنطن، إذ قدمت حفلاتها في عشر ولايات أمريكية وعلى أهم المسارح في أمريكا كمسرحي كينيدي ومعهد (MIT)، ولاقت الجولة نجاحاً لافتاً بين الجمهور الأمريكي.

تمكّنت فرقة “حوار” من إطلاق أول ألبوماتها من إنتاج CD-Theque، في بيروت عام 2005 وضم 8 مقطوعات موسيقية، وهي: (رحيل، مساء، مشروع، ثرثرة، رقصة، صلاة، طقوس، حبر)، تلاه حفل لإطلاق الألبوم في دمشق على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون في 16 كانون الأول 2005، حيث لاقى الألبوم نجاحاً كبيراً، وفي عام 2006 أطلقت الفرقة ألبوم (9 أيام من العزلة).

فرقة “جين”

فرقة سورية تأسست عام 2005، وتضم ستة موسيقيين: شادي علي في الغناء، وعمر حرب على الـBase Guitar، حازم العاني على الـPiano Keyboard، أنس عبد المؤمن ومعن رجب على الـGuitar، سهل زين الدين على الـDrums.

ويأتي أعضاء هذه الفرقة من خبرة طويلة في العمل في مجال الفرق الموسيقية، ومن أنماطٍ موسيقية متنوعة، ️وتتخذ الـProgressive Rock شكلاً فنياً لها، وهو نمط موسيقي عالمي يتميّز بقدرته على استيعاب وتوظيف الأنماط الموسيقية الأخرى بقوالب حرة تتناسب مع القضايا المطروحة على اختلاف مستوياتها.

ولم يجتمع أعضاء “جين” ليقرروا هذا النمط ومن ثم يصوغوه في حكاياتٍ موسيقية، إنما اجتمعوا بقصد الموسيقى التي يحبونها، والتي تعكس وتترجم آرائهم التي تعبر عن هواجسهم وأحلامهم، وأن يقدموا في الوقت ذاته ما يعبر تقنياً عن هذه المجموعة.

واختارت “جين” هذه التسمية انطلاقاً من هاجس أعضائها بأن تكون جيناً مسؤولاً عن إبراز التغيّرات الإيجابية الحاصلة في جسد سوريا، وأن تكون إحدى ثمار تلك التغيرات، ضمن شكل فني احترافي عصري، ونوعية قادرة على التنافس عالمياً ومضمون فكري ناضج ومسؤول.

يُذكر أن الفرق الموسيقية السورية التي استمرت في مسيرتها الفنية بعد اندلاع الحرب على سوريا، قليلة، إذ شهدت البلاد ما يشبه نزوحاً كبيراً بين صفوف التجمعات الموسيقية نحو الخارج، وكانت على رأسها فرقة “مقام” لمؤسستها ماريا أرناؤوط، وفرقة “حرارة عالية” لمؤسسها معن خليفة.

لكن بعض الفرق الموسيقية عملت على ترميم كوادرها، وكانت فرقة “التخت الشرقي النسائي السوري” في مقدم تلك التجمعات التي حرصت على استمرارية أنشطتها داخل سوريا وخارجها، وأكملت مسارها الفني الذي امتد منذ تأسيسها عام 2003 وهي مستمرة في أنشطتها حتى اليوم.

“التخت الشرقي النسائي السوري”

وتشكّلت هذه الفرقة من خريجات وطالبات من المعهد العالي للموسيقى بدمشق، وعني هذا التجمع الفني النسائي بتقديم الموسيقى الآلية والغنائية معاً، والتعريف بالتراث السوري وشتى قوالب الغناء والموسيقى الشرقية العربية، إذ تألفت في البدايات من 8 عازفات، إضافةً إلى مشاركة العديد من المغنيات السوريات، مثل: وعد بوحسون، رشا رزق، ليندا بيطار، ريم رافع، همسة منيف، وأخريات.

يُشار إلى أن قلّة من السوريين التوّاقين للثقافة على علم بنشاطات هذه الفرق، لعدم وجود منابر لاستقبالها أو لضعف التسويق الإعلامي وعدم تسليط الأضواء على أعمالها، ولاقتصار الإعلام الراعي لفعالياتها في أحسن الأحوال على الإعلام الإلكتروني.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى