فلاش

صحيفة بلغارية: استمرار توريد أسلحة بلغارية إلى “جبهة النصرة” عبر دولة خليجية

كشفت صحيفة “ترود” البلغارية عن وقائع تؤكد أن “التنظيمات المتشددة المقاتلة في سوريا، وعلى رأسها “جبهة النصرة”، تتزود وباستمرار بأسلحة بلغارية المنشأ عبر إحدى الدول الخليجية”.

وذكرت الصحيفة في تحقيق لها أن “هناك رحلات بحرية دورية تنفذها سفينة “ماريان دانيكا”، وهي محملة بالأسلحة البلغارية الصنع، من ميناء بورغاس شرق بلغاريا إلى دولة في الشرق الأوسط، مرتين في كل شهر”.

وأضاف التحقيق أنه “وصلت هذه السفينة، حاملةً علم الدنمارك، إلى ميناء في المنطقة 06/04/2017، وذلك بعد أن تركت بورغاس في يوم 28/03/2017 محملة بأطنان من الأسلحة البلغارية”.

وبينت الصحيفة أن “معطيات الرصد من الأقمار الاصطناعية المنشورة بشكل دائم في موقع “marinetraffic.com” أكدت ذلك”.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه السفينة “كانت نقلت رسمياً شحنات خطيرة ذات علامة (Hazard A (Major، التي يتم منحها، وفقاً للتصنيف الدولي للشحنات، للسفن المحملة بالمتفجرات والأسلحة”.

وأضافت الصحيفة أنه “تم تفريغ هذه الشحنات الخطيرة من على متن السفينة المذكورة بعد مرور 8 ساعات من وصولها إلى النقطة المحددة في دولة خليجية، لتعود إثر ذلك إلى ميناء بورغاس البلغاري”.

وأشار تحقيق الصحيفة إلى أن الأسلحة البلغارية “غير ملائمة تماماً لقوات تلك الدولة التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع سوريا وتستخدم فقط المعدات العسكرية المصنوعة في الدول الغربية”.

وكانت صحيفة “ترود” نفسها كشفت في كانون الأول من العام 2016، عن كميات ضخمة من الأسلحة البلغارية، التي تم إنتاجها في مصنع “ف إم ز – سوبوت” وسط البلاد، في 9 مستودعات لتنظيم “جبهة النصرة”، المصنف إرهابياً على لوائح المنظمات الارهابية عالمياً، كانت تركت في شرق مدينة حلب بعد خروج التنظيمات المتشددة من هناك.

وعثر فريق الصحيفة، حسب قولهم، على “مليوني ذخيرة قتالية و4 آلاف صاروخ من طراز “غراد”، كانت وصلت إلى أيدي المسلحين الجهاديين في حلب”.

وذكرت الصحيفة أن “الصناديق المحتوية على هذه الأسلحة كانت عليها كتابات باللغة البلغارية والانكليزية، تشير إلى أن هذه الذخائر تم نقلها من بلغاريا، ومن بينها صواريخ “غراد” المذكورة من العيار 122 ميليمتراً ذات مدى العمل الذي يصل إلى عدة كيلومترات، والتي تعتبر الأكثر فتكاً بالنسبة للسكان المديين خلال سقوطها على المباني السكنية”.

وكانت النيابة البلغارية فتحت حينها تحقيقاً في هذه القضية، فيما تابع صحفيو “ترود” العثور على آثار جديدة لعمليات نقل الأسلحة من بورغاس إلى الشرق الأوسط.

وكشف تحقيق الجريدة أن سفينة “ماريان دانيكا” “قامت برحلتين على الأقل من بورغاس إلى الخليج في الآونة الأخيرة، ونفذت الأولى منهما في الفترة بين يومي 07/03/2017 و17/03/2017، وذلك من دون أي توقفات في طريقها”.

وقالت إدارة تحرير الصحيفة البلغارية أنها “طالبت مصنع “ف إم ز – سوبوت”، الذي أنتج الأسلحة المذكورة أعلاه، والواقع في منتصف بلغاريا، التعليق على هذه القضية”.

وبحسب الصحيفة، فإن أحد قياديي تنظيم “الجيش الحر”، المدعو “ملك الكردي”، قال في حديث خاص لها أن “الدولة الخليجية وبالتعاون مع استخبارات 15 دولة أخرى، تقوم بتصدير الأسلحة للجهاديين في سوريا بذريعة مساعدة “المعارضة المعتدلة”، حسب قوله.

وكشف فريق التحقيق التابع للصحيفة أن “مصنع “ف إم ز – سوبوت” أبرم صفقات خاصة بتوريد الأسلحة البلغارية مع شركتين أمريكيتين، وهما “Chemring” و”Orbital ATK”، اللتان تنفذان طلبيات الحكومة الأمريكية في مجال نقل الأسلحة “غير التقليدية” (أي مصنوعة خارج الولايات المتحدة) لتلبية احتياجات الولايات المتحدة وحلفائها”.

وأكدت الصحيفة أن “إدارتي كلا الشركتين الأمريكيتين رفضتا أن تكشفا لصحفيي الجريدة هوية هؤلاء الحلفاء، قائلةً: “إن هذه المعلومات سرية”، كما رفضت شركة “H.Folmer & Co”، التي تملك سفينة “ماريان دانيكا”، التعليق على التحقيق”.

يذكر أن تقارير صحفية واستخباراتية كثيرة كانت كشفت عن تورط عدة دول بدعم التنظيمات المتشددة التي تحمل فكراً جهادياً تكفيراً في سوريا بالأسلحة والأموال أو عن طريق فتح الحدود مع سوريا لتهريب العناصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى