اقتصادالعناوين الرئيسية

خبراء يتحدثون عن الطاقة البديلة في سوريا .. الشمسية والريحية وحال السوق

كثُرت مؤخرا الأحاديث في الأوساط الإجتماعية والتجارية عن الترويج لاستخدام ألواح الطاقة الشمسية لتعويض فاقد الكهرباء الحاصل مع وجود صفقات ضخمة لبيعها في الاسواق السورية كما حدث سابقا مع البطاريات واللدات حسب تلك الأوساط.

أحاديث أخذت بالانتشار تزامنا مع سوء واقع التغذية الكهربائية وزيادة ساعات التقنين في سوريا عموما بشكل غير مسبوق،و عجز الجهات المعنية عن قطاع الطاقة بتأمين حل دائم أو الموازنة بين ساعات الفصل والوصل.

ومع تراشق المسؤوليات بين المعنيين ووضع الأسباب المختلفة وإن لم تعد تقنع المواطن، بات الأخير يبحث عن حل مع اقتراب الشتاء وتوقعات بزيادة الواقع سوءا كما هي العادة كل عام مع أول نسمة هواء تصل البلاد.

والسؤال الأول المطروح متعلق بتكلفة هذا الحل البديل، مع أرقام تصل ادناها الى 11 مليون ليرة بحسب بعض المختصين، لتأمين كهرباء كافية الإنارة وتشغيل بعض الاجهزة الكهربائية وسط استفسارات حول استدامتها وطول عمرها التشغيلي ودورها في حل الطاقة المستنزفة من الشبكة الكهربائية اللازمة لتشغيل المناطق الصناعية.

مدير شركة: الطاقة الشمسية غير مجدية اقتصاديا

ويوضح ربيع الياس المدير التنفيذي في شركة “WDRVM” للطاقات البديلة و الصناعات الثقيلة لتلفزيون الخبر أن” الطاقة الشمسية غير مجدية اقتصاديا وغير مؤهلة لتدعم المدن ”.

May be an image of 1 person, sitting, office and indoor

” كما لن تستطيع إلغاء التقنين الكهربائي في سورية، وتقتصر فائدتها منزليا على تشغيل بعض الأجهزة الكهربائية كالتلفاز والمكيف والإنارة إلى آخره” يتابع الياس.

وضرب “الياس” مثالا أن” بناءً مؤلفاً من /4/ طوابق ،كل طابق مؤلف من شقتين، فتحتاج كل شقة إلى/5/كيلو واط لتشغيل مكيف وإنارة وتلفاز، وللحصول على هذه الطاقة تحتاج لتركيب/10/ ألواح لأن اللوح ينتج حوالي /500/ واط، وبالتالي تحتاج مبلغ 13-15 مليون ليرة لإنتاج 5 كيلو أو أقل حسب تموضع اللواح و المناخ”.

ويضيف” تكمن المشكلة بأن ال5 كيلو لا تصل كاملة بل تنخفض إنتاجيتها حسب الطقس و جودة اللوح الشمسي، وقد تصل إلى 60% أي 3 كيلو واط وهي كافية لتشغيل أجهزة خفيفة فقط”.

ويتابع الياس” هناك عيب آخر يتمثل بالمساحة التي تشغلها الألواح، فإن /10/ ألواح طاقة شمسية تحتاج لمساحة 25 متر مربع، وبالتالي تأمين الكهرباء ل 8 منازل يحتاج مساحة 200 متر مربع على أسطح الأبنية من دون احتساب مساحات للصيانة”.

الغاء التقنين يكون من خلال العنفات الريحية

وعن ميزات الطاقة الريحية عبر العنفات قال ربيع الياس أن” العنفة الريحية المركّبة على اوتستراد حمص – طرطوس تنتج تقريبا 35-50 ميغاواط يومياً، ونحن نضمن أنه باعتماد و تركيب العنفات الريحية سنلغي التقنين الكهربائي في سورية من خلال تركيب 1,500 الى 2,000 عنفة ريحية باستطاعات تتراوح بين 2.5_ 6 ميغاواط للعنفة الواحدة على الأراضي السورية”.

وعن احتياج المدن الصناعية للكهرباء، أشار الياس أن” إنتاج 1 ميغا يحتاج مساحة 20 دونم من الأراضي، وإنتاج 100 ميغا يحتاج لمساحة 2000 دونم وهي مساحة كبيرة، لن نستطع معها الاستفادة من الزراعة أو البناء أو أي نشاط آخر”

ويضيف الياس” تنتج العنفة الريحية الواحدة يوميا مابين 35-50 ميغا وتضخ إلى الشبكة الكهربائية السورية وتكفي لإنارة 5000 منزل، وتركيب 150 عنفة كافية لإنارة حمص وحماه وأريافهما بالكامل على مدار الساعة، علما أن العنفة الواحدة تحتاج مساحة 4 متر مربع فقط لانشاء البرج”.

وأكد الياس” أن إنتاج نفس الكمية من الكهرباء في المدينة الصناعية بعدرا والمقدرة ب100 ميغاواط تحتاج لتركيب 30_35 عنفة لانتاجها، و للمقارنة بين مزرعه شمسية و ريحية كلاهما باستطاعة 2.5 ميغا واط، تنتج المزرعة الشمسية يوميا بما يقارب 10-15 ميغا واط اما الريحية فتنتج بمعدل 35-50 ميغاواط”.

ونوه الياس” توفر العنفة على الدولة مبلغ مالي كبير من حيث توفير الفيول، فالعنفة الواحدة توفر مايقارب 600 لتر مازوت كل ساعة، ويوميا 14,400 لتر وسنويا 5 مليون لتر والتي يبلغ سعرها مليارات الليرات السورية”.

فتحة حمص كافية لإنارة الشرق الأوسط

وفي إشارة مهمة، ذكر الياس لتلفزيون الخبر أن” فتحة حمص وحدها كافية لإنارة الشرق الاوسط مجانا ل25 عاما، وسورية تخسر تريليونات الدولارات سنوياً من عدم استثمار الطاقة الريحية”.

May be an image of 6 people, people sitting, people standing and indoor

وتابع الياس “إذا تم تركيب عنفات ريحية من قبل الدولة واستثمارها فسوف ينخفض سعر الكيلوواط الى 10-30 ليرة ككلفة إنتاج الكيلو الواط الواحد،علماً ان الكلفة الحالية تتراوح بين 200-300 ليرة سورية من دون احتساب تكاليف الصيانة و قطع التبديل و مصاريف القطع الأجنبي” .

وشرح الياس عن عيب آخر في الطاقة الشمسية يكمن في أن ” ألواح الطاقة الشمسية المستوردة ليست بالمواصفات العالمية و تعتبر من الصنف الرابع أو الخامس، وتحتاج الطاقة الشمسية بشكل عام لمدة 10_ 12 عاما لاسترداد سعره تكلفتها بعد إنشاء اي محطة شمسية”

ونبه الياس أن “الالواح تحتاج للغسيل دائما وتقل إنتاجيتها من الكهرباء مع غياب الشمس و تقلب الطقس ما يخفض إنتاجها بنسبة كبيرة تصل إلى 50% ما يشير إلى أفضلية طاقة الرياح خصوصا مع قرب فصل الشتاء وتراجع ساعات النهار وضياع كمية طاقة كبيرة من الشمس “.

مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة يقارن بين الطاقة الشمسية والريحية

من جهته أشار مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة د. يونس علي لتلفزيون الخبر أن ” الطاقة الشمسية والريحية تعتبران من المصادر المتجددة غير قابلة للنضوب، وتمتلك سورية كمونا جيدا من هذين المصدرين لذلك تضمنت استراتيجية الطاقات المتجددة في القطر حتى عام 2030 للإستفادة منهما”.

وأوضح علي أن” المعيار الاساسي للجدوى الاقتصادية من وجهة النظر المالية هو كلفة إنتاج وحدة الكهرباء أي كلفة انتاج الكيلوواط ساعي، وأهم العوامل المؤثرة في ذلك هو قيمة الكمون المتاح من مصدر الطاقة المتجددة المراد تحويلها الى كهرباء”.

وتابع الدكتور يونس “والعامل الثاني هو التكلفة التأسيسية للمشروع، بالتالي لا يمكن الاجابة بطريقة واحدة على السؤال المطروح اي الطاقتين أجدى في توليد الكهرباء؟ لأن موقع المشروع وكمون الطاقة المتاح فيه ونوع التقنية المستخدمة في العنفات الريحية أو اللواقط الكهروضوئية تلعب الدور الاساسي في تحديد الخيار الصحيح من الناحية الإقتصادية الصرفة”.

وأردف علي” العنفة الريحية الموجودة في موقع يتميز بوجود سرعات رياح عالية تكون مجدية، والعكس صحيح، فإن تم تركيبها في موقع لاتتوفر فيه سرعات رياح لن تكون مجدية.”

وبمقارنة بين الطاقتين بيّن الدكتور علي أن” معظم الجغرافية السورية تمتلك كمون شمسي متقارب في كافة المناطق،بالتالي يمكن تركيب اللواقط الشمسية في أي موقع في سورية في حال توفر المساحة اللازمة لذلك”.

وأكمل “أما العنفات الريحية،ليس من المجدي تركيبها إلا في مواقع محددة والتي تمتلك كمون ريحي، فإقامة المزرعة الريحية يحتاج إلى موقع مناسب وإجراء قياسات وتقييم خاص للكمون الريحي وعلى أساس ذلك يتم أخذ القرار لتركيب واقامة المزرعة في هذا الموقع او ذاك”.

وأشار مدير المركز الوطني أنه “في حال اختيار الموقع المناسب للعنفة الريحية فإن إنتاجها من الكهرباء يكون ضعف كمية الكهرباء المنتجة من اللواقط الكهروضوئية في نفس الموقع، على سبيل المثال كل /1/ كيلوواط من اللواقط ينتج سنويا حوالي 1600 كيلوواط ساعي، في حين أن كل/1/ من العنفات الريحية التي يتم تركيبها في موقع مناسب ينتج اكثر من 3000 كيلوواط ساعي”.

مع مشكلة تكمن في اللواقط الشمسية وهي بحسب الدكتور “الحاجة لطبيعة خاصة بالارض المخصصة للمشروع حيث تحتاج إلى تسوية، في حين أن العنفات الريحية يمكن تركيبها في مناطق وعرة وغير مستوية، فالمهم هو توفر سرعات رياح مناسبة”.

واتفق الدكتور مع مدير شركة Wdrvm بأن ” المزارع الشمسية تشغل الارض المخصصة و تمنع الإستفادة منها زراعيا بالشكل التي كانت عليه قبل إقامة المزرعة، أما المزرعة الريحية وإن كانت تحتاج الى مساحات كبيرة من الاراضي، إلا انها لاتعيق إقامة النشاط الزراعي ضمن المساحات الفاصلة بين العنفات الريحية”.

وعن إيجابيات اللواقط الشمسية أشاد د.علي “بسهولة تركيبها واستثمارها وانخفاض كلفة صيانتها، حيث أن تكاليف الصيانة والتشغيل السنوية للمشروع الكهروضوئي لايشكل سوى 1 بالمية من الكلفة التأسيسية، وعملية التشغيل لاتحتاج الى خبرات فنية نوعية”.

وتابع علي” في حين أن تركيب واستثمار وتشغيل العنفات الريحية ليس بالأمر البسيط ويحتاج إلى خبرات فنية وتقنية خاصة ، كما أن تكاليف الصيانة والتشغيل السنوية للعنفة الربحية قد يصل إلى حوالي 4 بالمية من كلفتها التأسيسية”.

الطاقات المتجددة بشكل عام لاتعتبر حلا بديلا

وأكد د يونس أن” الطاقات المتجددة بشكل عام لاتعتبر حلا بديلا عن الطاقة الأحفورية أو التقليدية، إنما هو داعم ورديف لها، لأن الشمس متوفرة نهارا فقط، والرياح لاتهب بشكل دائم،بالتالي لايمكن الإعتماد عليهما بشكل كلي”.

” وبدأ التوجه عالميا للطاقات المتجددة من منطلق الحفاظ على البيئة وليس من منطلق تأمين الكهرباء، لذلك من أهم المخرجات التي ينظر اليها لمشاريع الطاقات المتجددة هو كمية الطونات المتجنب انبعاثها من غاز ثاني اوكسيد الكربون بسبب هذه المشاريع” يشرح علي.

وعلى مستوى اهتمام واستهلاك المواطن، يقول الدكتور أن ” أهم التطبيقات وأجداها هو استخدام السخّان الشمسي المنزلي لتأمين المياه الساخنة، والتطبيق الاخر هو ضخ المياه بالطاقة الشمسية لأغراض الري والسقاية،”

ويضيف” يمكن أن يكون هذين التطبيقين بمتناول شريحة لابأس بها من الاخوة المواطنين إلى حد ما، وخاصة اذا توفرت آليات تمويل ميسرة من خلال منح قروض بدون فوائد أو بفوائد مخفضة “.

وتابع علي “أما استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء فهو خيار تقني وفني، ولن تكون تكاليفه بمتناول إلا شريحة قليلة من المواطنين نظرا لارتفاع أسعار التجهيزات اللازمة ، لذلك فاستخدام المنظومات الكهروضوئية في القطاع المنزلي يبقى خيار تحكمه كثير من العوامل “.

واستدرك الدكتور ” لكن استخدام مثل هذه المنظومات في القطاعات الأخرى لاسيما في القطاع الصناعي والقطاع التجاري والخدمي قد يكون أمرا مفيدا ومجديا بما يضمن استمرار وموثوقية النشاط” .

خبير بتركيب الطاقة الشمسية: شغلتنا صارت شغلة اللي مالو شغلة

من جانبه، أشار كنان ابراهيم وهو خبير بتركيب معدات الطاقة الشمسية أنه” قبل البدء بتركيب الواح، يقوم الشخص بإعلامنا ما يرغب بتشغيله لنقوم بحساب الحمل الكهربائي ومن ثم تركيب(انفيرتر شمسي) وكحد أدنى تبدأ أسعار هذه المنظومة من 4 مليون ليرة”.

وأضاف الخبير أن” هذه منظومة خفيفة وتكلفتها تشمل قيمة الحديد و البطاريات والكابلات وجهاز الانفيرتر، وطبعا لا يمكن إعطاء رقم محدد لأن حسابها يتم على سأساس سعر الدولار غير المستقر”.

وأوضح ابراهيم ” أن هذه المنظومة تكفي لتشغيل شاشة والإنارة والشواحن وقد تشغل البراد خلال فترة النهار، لكن ذلك مرتبط بقدرة الانفيرتر المستخدم”.

وأشار إلى عيوب تركيب الطاقة الشمسية بأن” البضاعة ملأت السوق بشكل كبير، لدرجة لم تعد تعرف النوعيات الجيدة من تلك الرديئة والتجارية( التقليد)، وباتت ” شغلة يلي مالو شغلة”.

يذكر أن التوجه نحو استخدام الطاقات المتجددة لتوليد الكهرباء بدأ يأخذ شكلا تصاعديا باهتمامات الدوائر الحكومية مؤخرا، والتي بدأت بالبحث عن حلول لتعويض النقص الحاد في كميات الكهرباء المولدة تقليديا عبر محطات التوليد ووصول ساعات قطع الكهرباء إلى مستويات غير مسبوقة في البلاد.

عمار ابراهيم_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى