الطوابع… حكاية “تأريخ” الماضي واليوم
يُعرَّف “التأريخ” بأنه توثيق الأحداث والحالات التي يمر بها مجتمع ما في حُقب متعددة من العصور، وينتمي التأريخ إلى أنظمة زمنية متعاقبة بهدف إرجاع الأحداث إلى زمان وقوعها، وتتعدد حالات التأريخ والأرشفة ومنها الطوابع التي تعتبر وثيقة لتسجيل المناسبات والأحوال وأرشفتها لتخليد ذكراها.
يقول الأكاديمي ابراهيم مصطفى لتلفزيون الخبر: الطابع البريدي هو علامة مميزة توضع على زاوية ظرف الرسائل المرسلة بريدياً لتوضّح بأن أجرة البريد مدفوعة سلفاً.
ويتابع مصطفى: تقوم الدول بإصدار الطوابع البريدية لأرشفة وقائع وطنية معينة أو مناسبات وتباع إما لاستخدامها في الرسائل أو لهواة جمع الطوابع الذين يستعينون بهوايتهم لتأريخ المناسبات والأحداث المصوّرة بالطوابع.
وعن تاريخ الطوابع يذكر مصطفى: في النصف الأول من القرن التاسع عشر اقترح مدير البريد البريطاني طريقة لجباية مستحقات البريد وذلك بأن يقوم المرسل بشراء صورة صغيرة ويقوم بلصقها على ظرف البريد لتثبيت بأن خدمته مدفوعة، ووافق البرلمان البريطاني على هذه الفكرة وتقرر تسمية الصورة ب “الطابع”، ومنه انتشر للعالم وأصبح هوية ينفرد بها البريد ووثيقة تؤرخ للأوطان.
وفي ذات السياق يقول سامر سليمان وهو هاوي جمع طوابع لتلفزيون الخبر: الطوابع تؤرشف حُقب زمنية واسعة وذكريات سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة تمر بها البلدان.
وعن هوايته يقول سليمان: هذه الهواية جعلتني أتعلّق بحضارات الشعوب وتاريخهم ويصل الأمر حتى الشغف، لدرجة أننا كهواة جمع طوابع نسافر بين المحافظات في سبيل الحصول على طابع ثمين يؤرخ للحظة أو مناسبة هامة، وهذا الأمر لا يدركه بشدّة إلا أصحاب هذه الهواية.
ويتابع سليمان: أمتلك في مجموعتي طوابع تشير إلى أحداث وقصص تاريخية مختلفة مثل طابع المؤتمر الإقليمي الرابع للأغذية والزراعة دمشق 10-20 كانون الأول 1958 “الجمهورية العربية المتحدة”، وطابع حقوق الإنسان الشهير بدلالة “الجمهورية العربية المتحدة”، وطابع مؤتمر الشباب الافريقي الآسيوي 1959 القاهرة.
وذكر سليمان: كما أملك في مجموعتي طوابع سورية هامة مثل طابع معبد بعل شمين من تدمر وطوابع عراقية ولبنانية وليبية ورومانية وأرجنتينية وأمريكية “طابع اينشتاين” الشهير وطابع سان مارينو الهرمي الشهير والعديد من الطوابع التي تؤرخ لمناسبات تشير إلى فترات زمنية متعددة.
وختم سليمان: حاليا أصبحت الطوابع فقط للذكرى بعد اندثار البريد بمعناه الحرفي الورقي في زمن الشبكة العنكبوتية التي وفّرت كل شيء، ولكن تبقى الطوابع لها أهميتها في تأريخ ذكريات الشعوب ومناسباتهم وأزمنتهم المتعددة.
حسن الحايك-تلفزيون الخبر