موجوعين

تفاقم أزمة الغاز يهدد “أبواب رزق” المواطنين .. والمسؤولون يغردون في واد وردي

تتوالى تبعات أزمة توزيع مادة الغاز والحصول عليها التي تشهدها معظم المحافظات السورية منذ بداية الشهر الحالي، لتصيب أصحاب المهن التي تشكل مادة الغاز أساسا لعملهم إلى الحد الذي حول أسطوانة الغاز إلى “حلم”،بحسب وصف المواطنين، فيما تؤكد فيه الجهات المعنية عدم وجود أزمة بل ضغط على المادة.

وقال سائر وهو صاحب أحد أفران المعجنات في مدينة اللاذقية أنه “يحتاج في عمله إلى أسطوانتين كمعدل وسطي في اليوم الواحد، واعتمد في أوائل أيام الأزمة على الأسطوانات التي كان يملكها” مضيفا “أنه يضطر في بعض الأيام لإيقاف العمل بالكامل نتيجة عدم توفر مادة الغاز”

وتابع “أمامنا حلان أحلاهما مر, الأول هو إغلاق المحل والانتظار على أحد طوابير مراكز توزيع الغاز، والثاني هو شراء الأسطوانة في السوق السوداء وهو أمر مكلف فالسعر يصل للضعف أو الضعفين” ، مضيفا “هيك ما بتوفي معنا” “

ودفعت الأزمة أصحاب المهن للبحث عن وسائل أخرى تعينهم على اكمال عملهم، وتحول بعضهم إلى استخدام مواد بديلة عن الغاز، حيث تستخدم بعض المطاعم “بوابير الكاز” كأفضل البدائل المتوافرة عن الأفران العاملة بالغاز”.

وقال فادي صاحب أحد المطاعم الشعبية “ألغيت بشكل كامل اعتماد المطعم على مادة الغاز التي أصبحت نادرة ومكلفة، واصبحنا نعتمد على مادة الكاز أو المواد النفطية المشابهة كـ”التنر”، وهو مادة نفطية خليطة من الكيروسين الأبيض والبنزين”.

وتابع “لم نتمكن من التحول إلى الأفران العاملة بالكهرباء فتلك تعاني من أزمة أيضا، وفي الوقت نفسه لا نستطيع البقاء تحت رحمة انتظار أسطوانة الغاز وتحكم تجار السوداء بأسعارها فكان التحول إلى الكاز هو الحل الأفضل”

وأضاف “مادة الكاز أو أي مواد نفطية مشابهة ليست بسعر أقل فهي أيضا مكلفة وبنفس سعر مادة الغاز تقريبا أو أكثر بقليل إلا أنها على الأقل متوافرة بشكل أكبر”

وأشار إلى ان “المطعم يمتلك قرابة العشرين عامل وهؤلاء لديهم عائلات يعينونها” مضيفا “هاد باب رزق مافينا نسكروا”

ويشكك المواطنون وأصحاب المهن، في ظل أزمة واضحة في الحصول على مادة الغاز، بمدى صحة كلام المسؤولين عن عدم وجود الأزمة، متسائلين “كيف يقولون بعدم وجود أزمة والبعض يجد نفسه لأيام بلا غاز حتى للمطبخ ومتنقلين من مركز لآخر بحثا عن أسطوانة غاز”

وقال أبو عامر الذي يملك عربة لبيع الذرة “تصريحات المسؤولين عن عدم وجود أزمة أو التي تؤكد بأن الحلول قادمة لا نجد لها أساسا على أرض الواقع، فالأزمة دفعت بنا للاستغناء عن الغاز في المنزل كي نستطيع متابعة عملنا”

وأضاف أن “مدة الانتظار على طوابير الغاز تمتد لساعات وتنتهي غالبا بدون الحصول على المادة” متسائلا “اذا كانت المراكز فعلا لا تملك الكمية المطلوبة من المادة، كيف نجدها متوافرة بأسعارها المضاعفة في السوق السوداء؟”

وجعلت أزمة الغاز تجار السوق السوداء يتحركون بسرعة، ويجهزون اسطواناتهم، ويعملون على استغلال حاجة المواطن وطلب مبلغ يصل إلى ضعف أو ضعفي السعر الأصلي للاسطوانة.

وصرح مصدر مسؤول في الشركة العامة للغاز في دمشق وريفها لتلفزيون الخبر في وقت سابق أن أزمة الغاز في المحافظة ستشهد “انفراجا”، موضحا أنه تمت مضاعفة عدد الاسطوانات المنتجة بشكل يومي إلى 45 ألف أسطوانة لسد حاجة السوق.

وكان مدير فرع محروقات اللاذقية حسن بغداد صرّح مؤخراً أن الاختناقات الحاصلة في عملية توزيع مادة الغاز “ستحُل” قريباً عبر توزيع المادة على المراكز الحكومية التابعة للفرع والمعتمدين وفق لوائح إسمية موقعة من رئيس الوحدة الإدارية والمختار، في حين أن الازمة مستمرة في المدينة.

وكان عدة مواطنين في دمشق اشتكوا لتلفزيون الخبر من عدم حصولهم على مادة الغاز المنزلي في دمشق وريفها، مضيفين أن التبرير من شركة الغاز كان قلة عدد إسطوانات الغاز وكثافة الطلب عليها.

وتعاني مدينة جبلة تعاني أيضاً من نقص مادة الغاز وعدم توّفرها، وعمد سكانها إلى دفع مبلغ 7000 ليرة ثمن إسطوانة غاز يبيعها تجار السوق السوداء في اللاذقية بحجة أجرة النقل والتوصيل.

وكانت مواقع التواصل الإجتماعي تداولت خبراً عن قيام شاب في منطقة سقوبين باللاذقية، يقود دراجة نارية بقطع الطريق على سيارة تحتوي أسطوانات غاز، ويأخذ اسطوانة بالقوة، مهدداً بإشعالها بالسلاح الحي.

 

حمزه العاتكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى