فلاش

أترع الكاس .. أبو زيكار يتحدث لتلفزيون الخبر عن طريقة تحضير العرق بـ”الكركي”

من منا لم يسمع أغنية مارسيل خليفة “الليلة بدي خلي الكاس يفز يبوس القنينة”، أو أغنية جورج وسوف “وحدي أنا والكاس”، أو فيروز “حنا السكران”، وكم من القصائد وأبيات الشعر كتبت عن الخمر وتأثيره النفسي “عيناك وتبغي وكحولي والكاس العاشر أعماني” .

تختلف أذواق الناس، فمنهم من يفضل النبيذ أو الويسكي أو الفودكا، ولكن يبقى العرق المشروب الأصلي والأساسي، كما يسميه “الشريبة”، والذين ينتظرون موسم صناعته، للتباهي بجودة هذه “الكركي” “الكلكي” او “الكلكة”،و مذاق هذا الليتر.

ويقول عصام، الملقب أبو زيكار، أحد صناع العرق بواسطة “الكركي” لتلفزيون الخبر، “صناعة العرق فن، وتحتاج إلى خبرة حقيقية، فنحن نملك “كركي” من عام 1830، وإنتاج العرق يحتاج إلى حسابات علمية لنحصل على أفضل النتائج”.

وتترافق صناعة العرق، بأجواء غنية بالأغاني التراثية والمواويل، وحفلات الشواء، فأبو زيكار ينصحنا بحضور عملية التقطير (صناعة العرق بواسطة الكركي)، حتى نتمكن من فهم هذه الحالة، لأن “الكلمات لا توصف حقيقة المتعة مهما تكلمنا”.

وتختلف أنواع العرق حسب الفاكهة المستمدة منها، ويختلف مذاقها عن بعضها، فمثلاً عرق العنب معروف في سوريا ولبنان، وعرق التين (الراكي) في تركيا، وعرق الخوخ (ماستيكا أو أوزو) في أوروبا.

وينصح أبو زيكار عند صناعة العرق، استخدام عناقيد العنب الأكثر حلاوة، فهي تعطي كمية كحول أكبر، ومذاق أثقل وأشهى، والتي يجب تخميرها لمدة 21 يوم ببراميل، دون أي تحريك كي لا تتحول الى خل.

ويتابع عصام شرحه “تشعل النار تحتها ويفرّغ فيها عصير العنب، فيبدأ بالغليان، عندها تخفف النار، فيتكاثف البخار ويتحول إلى سائل، وينتقل عبر أنبوب موصول بالقسم العلوي من الكركي ليصل إلى قسم التبريد وهو عبارة عن برميل فيه ماء، وبعدها يضاف اليه اليانسون، والعملية تأخذ ساعات للحصول على العرق”.

ولم يتوقف أبو زيكار، عند طريقة صناعة العرق، بل أخذنا بجولة تاريخية بحديثه، حين قال “جابر بن حيان أول من اخترع التقطير عام 780 ميلادي، وقبله كان المتعارف عليه التخمير فقط”.

ويعتبر أغلب “الشريبة”، أن أنسب يوم لشرب العرق هو يوم الخميس، وفي فترة الليل تحديداً، فهو غير مناسب لفترة الظهيرة أو غيرها، الا في حال وجود استثناء كحفل شواء أو “مشوار” صيد.

ولشرب “حليب السباع” أصول وعادات، يتبعها “الشريبة”، تتعلق بحجم الكأس وطريقة قرعه، عند شرب نخب معين، فمثلاً لا يجب رفع الكأس أعلى من مستوى كأس الأكبر سناً أو قيمةً، أو صاحب “العزيمة”.

يقول أحدهم: “كأس العرق يجمع بدون أي خطة، وعلى طاولة واحدة، كل المختلفين سياسياً وثقافياً واجتماعياً من فقير وغني، ويوحدهم عند كل “كاس عالصافي”، ولعل حنا السكران كان متفق مع من أعماه الكأس العاشر، أو من جلس وحيداً مع الكاس، بأن العرق هو فقط، طريق آخر للحب”.

يزن شقرة_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى