اقتصاد

الـ “Black Friday” وخدعة التخفيضات

اقترب موعد “الجمعة السوداء” الذي يصادف هذا العام في الـ23 من الشهر الحالي، حيث تقوم الشركات الموزّعة والتي تعمل في مجال التسوّق الالكتروني بعرض منتجاتها بأسعار قليلة مقارنةً بالسعر الأصلي، بالإضافة إلى تقديم أغلب المتاجر عروض وخصومات كبيرة، على منتجاتها، بحسب تعبيرها.

وتعود فكرة “الجمعة السوداء” إلى القرن الـ19، بسبب الأزمة المالية التي تعرض لها الاقتصاد الأمريكي، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء، مما دفع أمريكا لاتخاذ عدد من الإجراءات.

كان أحد أهم هذه الإجراءات، الإعلان عن تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات، وبيعها بدل من كسادها، لتقليل الخسائر على القطاع الاقتصادي قدر المستطاع.

أما سبب تسمية “الجمعة السوداء” فيعود إلى ستينات القرن الماضي، حيث أطلقت شرطة فيلاديلفيا في العام 1966هذا الاسم بشكل رسمي على أول جمعة بعد عيد “الشكر”، حيث كانوا يرونه يومًا أسودًا من كثرة الحوادث التي تحصل نتيجة تدافع الناس للتسوّق، وازدحام السير، والمشاجرات وخاصة بين “النساء”.

ولا تقتصر فعاليات “الجمعة السوداء” على أميركا فحسب، بل تبنت العديد من الدول الغربية هذا اليوم، مثل “بريطانيا، كندا، المكسيك، رومانيا، الهند، فرنسا، النرويج، أستراليا”.

أما عربياً، اختلفت التسمية فبدل “الجمعة السوداء” سميت “الجمعة البيضاء”، وذلك بعد إطلاق أحد المواقع العربية للتسوق الإلكتروني (سوق كوم)، مبادرة في العام 2014 كرد على يوم “الجمعة السوداء” الخاصة بأسواق ومتاجر أمريكا وتحديداً موقع “أمازون”، واختير اللون الأبيض لخصوصية يوم الجمعة لدى أغلبية العرب وخاصة المسلمين.

وتباينت الآراء في المنطقة العربية حول جدوى اختيار مناسبة أمريكية لإعادة استهلاكها عربياً، حيث اقترح البعض استخدام المناسبة بطريقة تتماشى مع الثقافة العربية والإسلامية، على أن تكون مثلاً يوم الجمعة السابق لشهر رمضان أو عيد الفطر أو عيد الأضحى.

وأطلقت هذا العام كلاً من السعودية والإمارات وعُمان ومصر وقطر والكويت عروضا كبيرة في “الجمعة السوداء” أو ما يسمى عربياً “البيضاء”.

أما عن الحيل التسويقية التي ترافق “الجمعة السوداء”، وبحسب تقارير نشرت في العديد من المواقع الالكترونية أن تخفيضات “الجمعة السوداء” تشكل “خدعة كبيرة للمستهلكين”.

و كشف تحقيق صحفي قامت به شركة “Home Products and Services” ، أن العديد من المنتجات التي عرضت في “الجمعة السوداء” كان أقل تكلفة في أوقات أخرى من السنة.

وشمل التحقيق 94 منتجاً ذو إقبال عالٍ بين المستهلكين، مثل شاشات التلفزيون والكاميرات والساعات التكنولوجية، مبيناً أن 87 % من هذه المنتجات كانت أقل تكلفة من عرضها خلال “الجمعة السوداء”، مما يكشف “خدعة كبيرة” تستخدمها الشركات لتسويق المنتجات خلال هذه الفترة.

بينما نشرت تقارير على مواقع أخرى أن “الجمعة السوداء” هي عبارة عن إنفاق للمال لا داعٍ له، حيث يجهّز المستهلك قائمة بالمشتريات التي يريدها، إلا أن ما يحدث هو الضياع وسط دوامة العروض، لينتهي الحال إلى شراء العديد من المنتجات دون حاجة حقيقية لها، ليتفاجأ في نهاية اليوم أنه أنفق الكثير من المال دون داعي.

وبحسب التقارير تكون عروض التخفيضات الكبيرة فقط على المنتجات المغمورة أو الخاصة بشركات صغيرة، ويندر أن تطلق شركة عملاقة مثل “سامسونغ” أو “آبل” تخفيضات كبيرة .

يذكر أن موعد “الجمعة السوداء” يختلف من سنة لأخرى، ويصادف الجمعة الأخيرة من شهر تشرين الثاني من كل عام، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد، حيث تقوم أغلب المتاجر، بفتح أبوابها مبكراً ولا تغلق إلا في صباح اليوم التالي.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى