ميداني

آخر تطورات”المنطقة الآمنة” .. هل يلجأ الأكراد إلى دمشق؟

بدأت الخطوات الأولى لمشروع إنشاء “المنطقة الآمنة” من قبل الاحتلالين الأمريكي والتركي على الحدود السورية – التركية في ظل رضوخ كبير من قبل قوات “قسد” و رفض شعبي و رسمي سوري.

واتفق الجانبان التركي والأمريكي، مطلع آب الحالي، بشكل مبدئي على إنشاء المنطقة، في ظل موافقة من قبل “قسد” على الاتفاق، باعتبارها المسيطرة على مناطق شمال شرقي سوريا، لكن وفق شروط رافضة للتصور التركي حول تفاصيل المشروع.

كما اتفق الطرفان على أن تكون “المنطقة الآمنة“ تحت مسمى “ممر سلام” وسيتم بذل جميع الجهود الممكنة من أجل عودة السوريين إلى بلدهم، وللعمل على ذلك قررت أنقرة وواشنطن إنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة، في مسعى لتنفيذ التدابير الأولى بشكل عاجل لإزالة مخاوف تركيا الأمنية على حدودها الجنوبية مع سوريا.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في 13 من آب، وصول وفد أمريكي مكون من ستة أشخاص بدء أعمال إنشاء البنية التحتية لمركز العمليات في ولاية أورفة التركية من أجل البدء بالعمل في أقرب وقت ممكن، كما بدأت الطائرات التركية، دون طيار، بالتحليق في مناطق شمالي سوريا، في إطار الاتفاق مع واشنطن.

في حين بدأ الاحتلال الأمريكي في إنشاء قاعدة عسكرية جديدة مهبط للطائرات المروحية بريف رأس العين شمالي الحسكة والتي ستكون بمثابة أول نقطة مراقبة داخل الأراضي السورية بما يتعلق بالمنطقة الآمنة المزعومة.

وفي ظل التحرك المتسارع لتركيا، عادت واشنطن للروتين الذي كانت عليه قبل الاتفاق، فأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، شون روبرتسون، الخميس 15 من آب، أن “الاتفاق بين تركيا وأمريكا لإقامة المنطقة الآمنة سيتم تنفيذه بشكل تدريجي، وأن آلية الوصول إلى المنطقة سيتم تنفيذه على مراحل”.

من جانبه، أكد القائد العام لقوات “قسد” مظلوم عبدي، لوكالة “هاوار” التابعة لـ”لإدارة الكردية”، في 14 من آب، أن “مشروع “المنطقة الآمنة” كان مطلباً سابقاً للإدارة الكردية، في إشارة لموافقة الأخير على إنشاء المنطقة برعاية أمريكية وبشروط تصب في مصلحتها”.

وأضاف القيادي أن ““قسد” ترى ذلك أمراً إيجابياً، إذ تم الاتفاق على الخطوط العريضة، في ظل عدم وجود تفاصيل بعد، فـ ”المسائل الثلاث الأساسية التي ظهرت في الإعلام هي مسائل أساسية ونحن نتفق مع ما ظهر”.

وتابع “نحن على ثقة أن إطار الاتفاق مناسب للوصول إلى حل، ولكن ما زالت هناك الكثير من التفاصيل”.

في حين دعا المشاركون فيما يسمى “الملتقى الحواري لعشائر إقليم الجزيرة” إلى فتح حوار جدي ومسؤول ما بين الدولة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، بهدف حل الأزمة السورية.

وطالب البيان الختامي للملتقى الذي دعت إليه ما تسمى “هيئة أعيان شمال وشرق سوريا” التابع “للإدارة الكردية” تحت شعار “لا للتهديدات التركية لشمال سوريا، نعم لسوريا آمنة” بمدينة القامشلي، إلى “قطع الطريق على كل محاولة من شأنها المساس بأمن وتراب سوريا”.

من جانبه، اعترف مستشار ما تسمى “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، بدران جيا كرد، في كلمة ألقاها خلال الملتقى بالمفاوضات التي تمت مع الدولة التركية بأنهم قاموا بطرح “المنطقة الآمنة” على أساس تشكيل شريط آمن يحمي مناطق شمال وشرق سوريا.

و”أن تحافظ على المجالس المدنية وإداراتها الذاتية في شمال وشرق سوريا، وأن تكون المنطقة تحت إشراف دولي بمشاركة مكونات شمال وشرق سوريا، وتحافظ على الأراضي السورية من الإرهاب، وانتشار الفوضى”، بحسب جيا كرد

وقال جيا كرد: “نحن على استعداد للحوار مع كافة الأطراف السياسية داخلياً وخارجياً للوصول إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف السورية، والقوى المتدخلة في الأزمة السورية، وعلى الصعيد الداخلي في حال وجود ضمانات حقيقية تضمن حقوق شعوب المنطقة فنحن مستعدون للجلوس على طاولة الحوار، وفي ظل غيابها لن ندخل في أي حوار مع “النظام السوري” أو غيره”، بحسب تعبيره.

بدوره، رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة الشيخ ميزر المسلط بين لتلفزيون الخبر أن “هذه الملتقيات إعلامية لا أكثر، و أن القبائل السورية ترفض رفضاً قاطعاً الاتفاق الذي أعلن عنه الاحتلالان الأمريكي والتركي حول إنشاء ما تسمى “المنطقة الآمنة””.

وتابع المسلط “الحل الوحيد أمام “قسد” هو فك الارتباط مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود “التحالف الدولي”، ودمج قواتها في صفوف الجيش العربي السوري، والتوحد بشكل كامل كسوريين في الجزيرة السورية لمحاربة المشروع الأمريكي والتركي في هذه المنطقة التي تعتبر خزان غذاء وخيرات سوريا، وغير هذه الحلول مرفوضة بالمطلق من قبلنا”.

وتختلف أنقرة وواشنطن على نقاط عدة فيما يتعلق بـ “المنطقة الآمنة”، إذ تتطلع تركيا إلى إقامة المنطقة بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وتولّي السيطرة عليها، وإخراج مقاتلي “قسد” منها، بينما تريد “قسد” أن تكون المنطقة بعمق خمسة كيلومترات دون دخول القوات التركية أو المدعومة منها.

وتعتبر تركيا “وحدات حماية الشعب الكردية” المدعومة أمريكياً، امتداداً لحزب “العمال الكردستاني” المحظور في تركيا والمصنف إرهابياً وتحاول إبعادها عن حدودها الجنوبية.

عطية العطية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى