موجوعين

من 11 مركزاً إلى مركزين فقط.. فوج إطفاء حلب يلفظ أنفاسه الأخيرة ويناشد

يعاني فوج إطفاء حلب “الفهود السهود” في مدينة حلب من وضع يوصف بـ “المزري” من ناحية سوء التجهيزات وقلة الكادر وضعف الاهتمام به وإعادة إنعاشه بعد ما عاناه طيلة سنوات الحرب، ليقتصر الفوج على مركزين فقط بالمدينة بعد أن كان يملك 11 مركزاً.

ويعرف فوج إطفاء حلب بشكل كبير في المدينة لما له من إنجازات شبه يومية وسرعة في الاستجابة، على الرغم من قلة عدد الكادر والسيارات والمراكز، حتى أن الفوج تمكن في إحدى المرات من إخماد 17 حريقاً خلال 24 ساعة بمناطق مختلفة من المدينة.

إلا أن عمل هذا الفوج بكثافته وإنجازاته يخفي حالة “اهتراء” كبيرة فيه من الممكن أن تؤثر على عمله، فلا معدات أو ترميمات أو حتى رفد كوادر جديدة له حصلت منذ انتهاء الحرب في المدينة وحتى الآن.

وحول ذلك تحدث مدير المكتب الإعلامي في الفوج فؤاد الأتاسي لتلفزيون الخبر شارحاً أن “فوج إطفاء حلب يلفظ أنفاسه الأخيرة، فهذا الصرح الذي تم إنشاؤه عام 1911 وأصبح الأول على القطر بحسب تصنيف وزارة الإدارة المحلية عام 2000، أمسى الآن و بكل أسف بالحضيض”.

وبين الأتاسي أن “الأزمة أهلكت الفوج وسنتحدث هنا بالأرقام، فقبل الأزمة كان يملك الفوج أسطول هائل من الصهاريج و12 نجدة مجهزة وسبع نجدات صغيرة، بالإضافة لست نجدات إنقاذ بري و ثمان آليات بيك آب للإنقاذ البحري و الطوارئ”.

وأضاف أن “ملاك الفوج من العاملين كان 396 رجل إطفاء و عشر مراكز إطفاء وهي مراكز السليمانية
– الصاخور
– سوق الهال – المحلق – الحمدانية – عين التل
– باب النيرب
– القصر البلدي
– هنانو
– المدينة الجامعية – الأشرفية”.

وكشف الأتاسي أن “الفوج الآن قائم على نجدتين فقط ( أي عطل نجده فيهما يخرج المركز عن الخدمة ) وست صهاريج مهترئة أصبحت تكلفة صيانتها تقارب ثمنها و ملاك الفوج الآن 128رجل إطفاء بما فيهم الإداريين و المصابين و ذوي العاهات المستديمة و من لديهم أمراض حادة”.

أما عدد المراكز فبين الأتاسي أنهم “مركزان حالياً، هما الحمدانية والسليمانية”، منوهاً لوجود “مركز صوري غير مفعل بالقصر البلدي”.

وأردف مدير المكتب قائلاً: “باختصار لدينا فقط 43 رجل الآن قادرين على الإمساك بالقاذف و اقتحام الحريق، و
لدينا فقط 14 رجل لديهم القدرة على الغطس في المسطحات المائية لانتشال غريق”.

كما لفت الأتاسي إلى أن “الفوج لا يملك أي آلية إنقاذ ولو حتى بيك آب للإنقاذ المائي أو البري، والعتاد مهلهل ومنسق و أكل عليه الزمان وشرب”.

وعبر الأتاسي عن عمل الفوج الذي حقق بهذا الوضع السيء إنجازات كبيرة بأن “انطلاق نجدة الإطفاء باتجاه الحريق و إخماده يعتبر الآن معجزة ضمن هذه الإمكانات مع العلم أن الحرائق التي يخمدها رجال إطفاء حلب يومياً هي بمعدل عشرة حرائق، ناهيك عن مهام أخرى كثيرة”.

وفي الوقت ذاته، أشار الأتاسي إلى أنه “لا أحد ينكر الجهد الكبير الذي بذلته المحافظة ومجلس المدينة لمحاولات ترميم الفوج، لكن هذه الأمور تتم ضمن الإمكانات المتاحة والتي تدعم ولكن لا ترمم، كالعقود الموسمية التي تنتهي،
والمبلغ الذي ترصده لصيانة آلية و هي معدمة من الحرب لن يعيدها إلى سيرتها الأولى”.

وتوقع الأتاسي أنه “في حال بقي الوضع على حاله فمن الممكن أن يشهد مطلع العام القادم توقف عمل الفوج بشكل كامل، إن لم يتم دعمه نوعياً وبشكل تام”.

وعن احتياجات الفوج للنهوض به، ذكر الأتاسي أنه بحاجة، ضمن الحد الأدنى، لعشر نجدات إطفاء حديثة مجهزة بالعتاد اللازم وعشر “بيك آبات” دفع رباعي للإنقاذ البري والمائي و الكوارث الطبيعية”.

بالإضافة لـ “عشرين صهريج إطفاء مجهز بشكل أساسي ومئتي رجل إطفاء بعمر تحت الثلاثين عام مع خمسين سائق، كما يجب ترميم مراكز الإطفاء التي دمرها الإرهاب، وإتباع الفوج للمحافظة أسوة بفوج إطفاء دمشق، لأن ميزانية المحافظة و صلاحياتها أكبر”.

وناشد مدير المكتب الصحفي للفوج عبر تلفزيون الخبر كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الإدارة المحلية من أجل مساعدة الفوج في عمله ومنع توقفه، عبر تقديم الدعم الفعلي اللازم له وإعادة تأهيل مكوناته التي تضررت خلال الحرب بشكل جدي”، مشيراً إلى أن الفوج “أرسل للوزارة طلباً بخصوص هذا الأمر موضحاً بالأرقام الوضع السيء”.

يذكر أن فوج إطفاء حلب “الفهود السود” تم إنشاؤه عام 1911، وصنف عام 2000 بالفوج الأول على القطر بحسب تصنيف وزارة الإدارة المحلية.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى