“سبدلا“ و”أم رعيدة“ و”أم عدل“ .. أساطير الرعب عند الأطفال السوريين
من منا لم يسمع بطفولته عن “سبدلا ، أم عدل، وشقبان ، وأم قمامو، وغريمش، وأم رعيدة، وضبعة السما، وأبو عين) بحسب اختلاف المناطق السورية، ومن منا لم ترافقه شخصية من هذه الشخصيات بخياله حتى بلوغه، والتي كان يصفها أهلنا لنا بدقة، حتى نكاد نشعر بوجودهم الحقيقي .
وتختلف أسماء الشخصيات وتتشابه بالتصرفات والغاية، فلكل أسطورة وقت معين للظهور، وحالة معينة وأدوات وتصرفات خاصة، وأغاني لمناداتهم للمجيء كأغنية (أم قمامو ولادي ما تعشوا وما نامو)، وأغنية (سبدلا شق الحيط واتدلى) .
وقالت أم علي (جدة 14حفيد) لتلفزيون الخبر: “أهالينا كانوا يقصون لنا حكايات، عن شخصيات مرعبة، ونحن بدورنا نقلناها الى أطفالنا وأحفادنا، لنستطيع ضبطهم وتربيتهم بشكل جيد ومنعهم من مغادرة المنزل في أوقات متأخرة”.
وشرحت الجدة أم علي عن بعض الشخصيات فقالت: ” “أم عدل” هي شخصية خرافية على شكل امرأة كبيرة بالسن، تحمل كيساً من الخيش (العدل او الشقبان ) على كتفها، وتلف شوارع القرية بحثا عن الأولاد المشاكسين لتضعهم داخله وتذهب بهم الى اعالي الجبال”
وأكملت أم علي: “تقوم “أم عدل” بتأديبهم عن طريق وضعهم على سرير من الإبر الحادة، وتلبس زياً طويلاً فضفاضاً لونه أسود، وتسترق السمع من خلال نوافذ البيت لتعرف الولد المهذب من المشاكس، وتستخدم لاخافة الاولاد حتى يناموا باكراً فهي لاتظهر الا ليلاً”.
وتكلمت الجدة عن وقت استخدام بعض الشخصيات: “فمثلاً “أم رعيدة” و”ضبعة السما” شخصيات تستخدم لإخافة الأولاد شتاءً بالبرق والرعد، وتشبيه صوت الرعد القوي بصوت “الضبعة” الغاضبة، وكل هذا التخويف للحفاظ وحماية الاولاد ومنعهم من مغادرة المنزل ليلاً “، حسب رأيها.
ويقول يامن (4 سنوات): “أنا أتذكر هذه الشخصيات قبل النوم، وأشعر بأنها تراقبني دائماً، وأخاف من ظهورها متى كنت وحيداً، وأحياناً أراها أثناء نومي، فأستيقظ وأصرخ لأمي بحجة أنني عطش او أريد الذهاب للحمام”.
ومن جهته قال الطبيب النفسي(اختصاص أطفال) يامن مصطفى لتلفزيون الخبر : “استخدام هذا الأسلوب في اخافة الاطفال غير جيد أبدا، فمن الممكن أن يفقد الطفل ثقته بأهله وبنفسه، فينظر لهم على أنهم لا يستطيعون حمايته فيخسرون ثقته”.
وأضاف الطبيب: “البديل لهذا الأسلوب هو توعية الطفل للمخاطر الحقيقية من مغادرته لمنزله ليلا أو عدم نومه لفترات كافية، أما ربط هذه التصرفات بشخصيات خرافية ومرعبة تلعب دوراً عكسياً مع الأيام”.
يشار إلى أن المجتمع العربي بشكل عام ، يعاني من أمراض نفسية واجتماعية عديدة، و من المؤكد أن بذور معظمها بدأت تنمو منذ الطفولة ، مع أسس تربوية غير صحيحة.
يزن شقرة_تلفزيون الخبر