كاسة شاي

جسور مضيئة وطيور خرافية وعلق بنقطة ..”تخويتات” صفحات طرطوس تغزو “الفيسبوك”

جولة قصيرة بين الصفحات “الفيسبوكية” مساء يوم جمعة ممل، كافيه لتتعرف على أحدث ما وصل إليه العقل “الفيسبوكي” السوري من ذكاء وحنكة لتسلية جمهور المتابعين وإلهاء “الرضيع عن حليب أمه” كما يقال.

أحدث هذه “التخويتات” كانت ما نشرته إحدى صفحات بانياس عن جسر مضيء في غابات طرطوس وقالت “قام المواطن احسان من قرية كاف الجاع ببناء جسر من الاضواء في غابة النبي متى التابعة لناحية القدموس”.

وأضافت “استمر في العمل لمدة شهر متكامل مع أخيه ورفيقة والجسر بطول 500متر معلق بالاشجار ومضاء بالالوان على كامل طوله وقال احسان ان الفكرة خطرت على باله اثناه تواجده في فرنسا الشهر الماضي”.

وحظي المنشور بتفاعل كبير وتداولته الكثير من الصفحات علما أن غابة النبي متى في الدريكيش وليست القدموس كما أن الصورة من إحدى غابات اندونيسيا وليست في طرطوس.

وكانت صفحة “يحدث في بانياس” التي نشرت القصة عرّفت عن نفسها في منشورات سابقة بأنها للتسلية وقالت ” الصفحة تم انشاؤها من أجل التسلية وجمع الجميع على المحبة ومناشير التسلية تعرف من اول “هقة” أنها للتسلية”.

إلا أنه مع ازدياد الصفحات “الفيسبوكية” والمنافسة فيما بينها لجذب المتابعين ومع اعتماد السوريين على منصة “الفيسبوك” في استقاء الأخبار والمعلومات في كل المجالات، اختلط الجد مع المزاح واستحال تمييز خيط الحقيقة من الهذر .

وأصبح من الصعب للمتابع غير المختص أن يفرق بين المزح والجد، وبين منشور التسلية ومنشور المعلومة ومنشورات قياس ردود الإفعال وبالونات الاختبار.

ومن هنا انتشرت سابقا مخلوقات غريبة تأكل 15 بقرة و20 خروفا في اليوم مع صورة توثيقية، وانتشرت قصة مخلوق طائر شبيه بالتنين لم يراه إلا مسؤولي الصفحات .. إلى آخر تلك الابتكارات من تهجين النمل مع النحل لانتاج العسل بكميات وبجودة كبيرة.

وبالعودة إلى الجسر المضيء فإن صفحات عديدة تداولت المنشور على أنه واقع وبعضها أضاف الجملة العجيبة “علق بنقطه لتصلك التفاصيل فور ورودها”.

إحدى صفحات اللاذقية عدلت المنشور بعد أن اكتشفت اللعبة فكتبت “تنويه الصور للجسر الاصلي المستوحاة منه الفكرة” علما أن الجسر في اندونيسا بينما صاحب الفكرة كان بفرنسا “بعلمنا”؟.

لكن حتى هذا التعديل ينم عن حنكة الصفحة التي لم تقبل أن تحذف المنشور وأن يقال نشرنا منشور مدسوس ليس له جنس الصحة لا في الدريكيش ولا في القدموس.

و تأتي تعليقات السوريين على تلك المنشوارت لتكتمل الصورة، ولاسيما الذين يكتشفون اللعبة منذ اللحظة الأولى.

وعلّق أحدهم على خبر الجسر المضيئ ” اخد موافقة البلدية والمالية والعقارية ومديرية تخطيط وتنفيذ المشاريع؟ …خبرونا مشان يكمل المشروع”.

بينما كتب آخر ” يومين تلاتة وبينسرقوا الأضواء و الكبلات والخشبات، وبيختفوا العواميد ، وبيحترقوا الشجرات شي بيصير حطبات وشي بيصير فحمات”.

كيان جمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى