فوق الموتة عصة برد .. كيلو الحطب 300 ليرة ولم يبق لدى الديريين ما يكسرونه من أثاث بيوتهم
استقبلت الأحياء المحاصرة بمدينة دير الزور فصل الشتاء في ظروف قاسية نتيجة الحصار المفروض من قبل تنظيم “داعش” ، وتصاعدت محنة المدنين بشكل كبير مع إرتفاع أسعار الحطب وإنعدام الوقود لتصبح وسائل التدفئة أمر صعب المنال.
ومع دخول فصل الشتاء ازدادت معاناة السكان المحاصرين في المدينة في ظل عدو وجود أي وسيلة من وسائل التدفئة ولا أي نوع من أنواع الوقود ماعدا الحطب الذي يتواجد بكميات قليلة وبأسعار باهضة ويستخدمونه في الطهي إضافة للتدفئة.
وتعاني الأحياء المحاصرة في المدينة من انعدام الغاز والكاز بشكل نهائي وشبه إنعدام للوقود وإن وجد يكون بكميات قليلة جدا وبأسعار باهضة الثمن، مشيرة إلى أن سعر 1 ليتر من المازوت المكرر 2500 ل.س، و1 ليتر البانزين 4500 ل.س، و 1 كغ الحطب 300 ل.س.
وقال أبو كرم من سكان حي الجورة لتلفزيون الخبر “نحن عاجزون عن شراء الطعام حتى نفكر بشراء الوقود أو الخشب للتدفئة، فالأسعار هنا في ديرالزور ترتفع بشكل جنوني بسبب الحصار ولم يعد بإستطاعتي تحمل هذا الغلاء بدخلي الشهري المحدود”.
وأضاف أبو كرم “في السنوات السابقة كنا نعتمد على الأخشاب في التدفئة، فالوقود هو أصلا غالي الثمن، وفي هذه الأيام هو مفقود تماما، وكذلك الأخشاب لم تعد رخيصة كما كانت في السابق ،الآن كل شيء غالي الثمن وأعمالنا توقفت بسبب الحصار، والناس جميعهم يعيشون في جحيم محتم”.
وتابع أبو كرم “في الليل يصبح الجو بارد، ولكن في الأيام المقبلة ستنخفض درجات الحرارة ما سيضطرنا إلى إحراق بعض أثاث المنزل وخاصة المصنوع من الخشب كما حدث في العام السابق حيث قمت أنا وزوجتي بتكسير أبواب الخزانة من أجل حرقها للتدفئة والطبخ”.
يشار إلى أن التيار الكهربائي الذي كان أحد مصادر الإنارة والتدفئة منقطع تماما عن الأحياء المحاصرة منذ قرابة العامين وذلك بعد سيطرة تنظيم “داعش” على حقل التييم الذي تتواجد فيه العنفات الغازية والتي كانت تغذي الأحياء المحاصرة بالكهرباء.
إلى ذلك، يستمر الديريون بالبحث عن مصدر يقيهم البرد القادم متجهين نحو وسائل تؤمن حاجة التدفئة والطهي بآن واحد وبسعر يتناسب مع معيشتهم الحالية المتواضعة منطلقين من مصادر رخيصة الثمن وذات فعالية وخاصة في ظل الحصار الخانق الذي فرضه تنظيم “داعش” على هذه المدينة.
حلا المشهور – دير الزور