“حكاية باسل الأمين “ .. الويل لمن ينتقد إذلال السوريين في لبنان
“صرماية صرماية اللاجئ والعامل والمواطن السوري بتسوى جمهوريتكم وأرزكم ولبنانكم ويمينكم واستقلالكم وحكومتكم وتاريخكم وثوراتكم ورؤسائكم شو فهمنا”، هذا المنشور هو ما دفع السلطات اللبنانية لتوقيف باسل الأمين واحالته للنيابة العامة ليحاكم بتهمة “إهانة الدولة اللبنانية”.
وقام الشاب باسل بحذف المنشور بعد تلقيه استدعاءا من مكتب جرائم المعلوماتية، وكتب عبر صفحته في “فيسبوك” مستهزئا “عمومًا، مكتب مكافحة مدري شو (غير تبع المخدرات) طالب ورا حضرتي بكرا، من دون استفسار أو خلفية، وموعدنا بكرا شو تأخر بكرا”.
وقام شبان لبنانيون بالاعتصام امام المكتب القصر العدلي في لبنان مطالبين بالافراج عن الأمين، فكان الرد من القاضية التي أمرت باعتقاله أنه ليس كل من يشاهد برنامج لا يعجبه، يقوم بشتم الدولة، في إشارة منها إلى البرنامج الذي عرض على شاشة OTV اللبنانية والذي قام بإهانة عامل سوري وذله.
اعتقال باسل يظهر الوجه الأقبح للحريات والديمقراطية في بلد مثل لبنان، العنصرية تأكله كما القمامة تنتشر في شوارعه، فيما يركض مكتب مكافحة الجريمة الالكترونية لاعتقال شاب بسبب منشور، هل باسل فام بأكثر مما قام به غيره؟ باستعراض بسيط مثلا لقضية اللاجئين السوريين في لبنان أو لقضية العنصرية في لبنان ماذا نجد؟.
البرنامج اللبناني المذكور ليس أول عمل يتم فيه إهانة وذل أحد السوريين أو سب الجمهورية العربية السورية، فـ”الصبايا” اللواتي ظهرن في فيديو في إحدى الجامعات اللبنانية تحت عنوان “بتضهري مع سوري” والذي ضم في اجوبة أولئك “الصبايا” عنصرية لا حدود لها.
هل يا ترى هل قامت السلطات اللبنانية باعتقال من صور ومن كان صاحب فكرة الفيديو؟، أم أن السلطات اللبنانية تبنت، كما بعض “مسئفي” سوريا، رواية الجامعة بأن الفيديو هو في إطار دراسة تعدها الجامعة ن هناك فيديو أخر معاكس له؟، وحتى اللحظة السوريون بانتظار انزال “الكر الذي طالعه مسئفو سوريا والجامعة المذكورة عن الشجرة”.
ولا يقتصر الأمر على وسائل الاعلام فهل ظل أحد في العالم ولم يسمع المعتوه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وهو يشحد على اللاجئين السوريين ويهاجمهم؟، أخره في اجتماع مع وزير خارجية كندا حيث طالب بإعادة توطين اللاجئين السوريين في كندا أو زيادة حصة لبنان من المساعدات.
باسل نفسه، الذي يحسب على التيار العوني الذي يفترض أنه في صف “جماعة 8 آذار”، كان طالب من قبل باطعام اللاجئين السوريين التفاح اللبناني الفاسد الذي كسد عند الفلاحين اللبنانيين، ومكتب مكافحة “المدري شو” لم يحرك ساكنا.
وحتى قبل الحرب السورية، هل يا ترى السوريين الذين قتلوا في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005 حتى سأل أحد فيهم؟، لا، بل صنفت عمليات القتل بوصفها كـ”رد فعل طبيعي” على عملية الاغتيال.
ومن ينسى المظاهرة التي قام بها أنصار النائب اللبناني وليد جنبلاط في حزبه الذي يحب أن يسميه “اشتراكي”، المظاهرة هتفت على اهواء وعلنا “&* أختك سوريا”، هل تحرك مكتب “المدري شو” لاعتقال أحد في المظاهرة بتهمة اهانة دولة جارة؟، الجواب بطبيعة الحال لا.
ما يهم السوريين في قصة الشاب باسل الأمبن هو ازدواجية المعايير في التعامل مع التصريحات والمنشورات تجاه اللاجئين السوريين، إذا كنت مع ما يحصل فأنت “Cool” لا وبل تلقى سوريين يشدون على يدك، أما إذا كنت ضد وعبرت عن رأيك فهناك تهم جاهزة بانتظارك.