مدارس سوريا تحت تهديد الوباء.. أكثر من 50 تلميذا في الشعبة الواحدة بحمص والمعقمات لا تكفي
شهدت الأيام الأولى لافتتاح المدارس في محافظة حمص، ارتباكاً في بعض المدارس، من ناحية تطبيق الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا، أو ما يعرف بإسم البرتوكول الصحي الذي أطلقته وزارة التربية.
واختلف الوضع بين مدرسة و أخرى، لعدة ظروف، لعبت فيها الإدارات دوراً كبيراً، من خلال قدرتها على التعاطي مع الموقف، مع وجود أعداد كبيرة من الطلاب، في أغلب المدارس، الأمر الذي صعّب تطبيق الإجراءات الصحية.
كما اختلف الوضع بين الريف و المدينة، نظراً لفارق التعداد السكاني الراجح لكفة المدينة، ففي مدارس القرى كان التباعد المكاني مطبقاً، نظراً لأعداد الطلاب القليلة في أغلب المجمعات التربوية، أما في المدينة فالحال لا يرضي الكادر التدريسي ولا الأهالي.
وقالت مديرة مدرسة علي بن أبي طالب سلوى عيسى لتلفزيون الخبر : “بدأنا العام الدراسي بنشاط، وتم تعقيم المدرسة في الأسبوع الإداري، و لكن الأعداد كبيرة ومن الصعب تحقيق التباعد المكاني، بسبب أعداد الطلبة الكبير، 57 طالب في الشعبة”.
و أضافت عيسى: “الدعم قليل بعض الشيء، فالمعقمات و المنظفات لا تكفي، و من الصعب على المدرسة تأمينها، في ظل الغلاء و ارتفاع الأسعار” مشيرة إلى أنه “يفضل أن يصبح في المدرسة دوامين لتحقيق التباعد المكاني”.
و تابعت عيسى “تم توزيع الكتب المدرسية، و العملية التعليمة تسير بشكل جيد و نسبة الدوام كاملة ولا يوجد تسرب، و لكن الأمور الوقائية من الصعب تأمينها و خاصة المعقمات بشكل يومي”.
بدورها قالت المساعدة الصحية دانيا شدود لتلفزيون الخبر: “من أهم المشكلات التي تعترض تطبيق البرتوكول الصحي، عدم تعاون الأهالي بالإخبار حول أمراض أطفالهم و التي نسمع بها بالصدفة، و خاصة الأمراض المزمنة”.
و أضافت شدود “هذه الفترة حرجة بخصوص مرض كورونا، ومن الضروري تعاون الأهالي لتفادي تضاعف أي مرض عند الأطفال المصابين بأمراض أخرى”.
وتابعت شدود “إضافة الى الحاجة لوجود مساعدة ثانية، و خاصة أن المدرسة عدد طلابها يصل إلى ألف طالب “مشيرة إلى أن “قسم من الأهالي يرسل الصابونة و المنشفة مع طفلهم و هذا أفضل من الصابونة المشتركة في الحمامات”.
من جانبها قالت المشرفة الصحية إيمان جعلوك لتلفزيون الخبر : “على أرض الواقع من الصعب أن يكون كل طالبين في معقد واحد، و هذا غير ممكن فمعظم المدارس فيها ثلاثة طلاب في كل مقعد، و هناك كثافة عددية”.
وأضافت جعلوك، “جهل بعض الأهالي و غير المهتمين بمرض كورونا و “الوسوسة” عند آخرين يصعب الأمر علينا، ومنهم يرسل مع أطفاله مواد التعقيم والكمامة ولكن كل بحسب قدرته”.
وأردفت جعلوك “فمثلا الطلاب من الصف الأول إلى الثالث لا يرتدون الكمامة، لعدم قدرة الطفل على التعامل مع الكمامة، أما طلاب الصفوف الأخرى يسمح لهم”.
و بينت جعلوك أن “مهمة المشرف الصحي الإشراف على نظافة المدرسة و تعقيم الأبواب ودورات المياه و المناهل والإشراف على الندوات وتطبيق الشروط الصحية فيها”، مؤكدة أن “الأمر بحاجة تعاون كبير من الأهالي”.
و قال والد أحد الأطفال لتلفزيون الخبر : “لا يوجد إجراءات تعقيم عند دخول الأطفال إلى المدرسة، و حتى الحمامات، لا تتوفر فيها مقومات النظافة، فليس من المعقول أن يدخل الطلاب، و ثم نقوم بالإجراءات الوقائية”.
و أضاف أبو سالم “المخالطة وقعت بين الطلاب و ماذا يفيد التعقيم بعدها؟” مشيراً إلى أن “وزير التربية صرح بوجود فحص طبي و تعقيم قبل الدخول، و لكن لم يحصل ذلك “متسائلا” اذا دخل طفل مصاب الى المدرسة ألن يعدي كل الطلاب؟”.
و تابع ابو سالم “كيف يمكن تلافي إصابة الطلاب وسط العدد الكبير؟ و هل يستطيع المشرف الصحي منع اختلاط الطلاب في الباحة؟ وان تمكن فكيف يمنع العدوى، و كل ثلاثة او أربعة طلاب في مقعد واحد ؟”.
و أشار أبو سالم إلى أنه “بالرغم من هذا الواقع الصعب جداً، لم يتوانى عن إرسال طفله إلى المدرسة لكي يتعلم كغيره من الأهالي الذين ارسلوا أطفالهم إلى المدرسة”.
تجدر الإشارة الى أن الواقع في أرياف حمص لا يختلف عن المدينة، من ناحية صعوبة تطبيق الإجراءات وحاول تلفزيون الخبر التواصل مع عدد من المشرفين والكادر الإداري في مدارس الريف، إلا أنهم امتنعوا عن التصريح.
يذكر أنه كان توجه صباح يوم الأحد 364617 طالباً وطالبة، بمختلف المراحل التعليمية، إلى مقاعدهم الدراسية في 1474 مدرسة، في محافظة حمص.
تلفزيون الخبر _ حمص