مدارس سوريا تحت تهديد الوباء: ازدحام في الصفوف ولا تباعد والمعقمات تكفي أسبوع في حلب
لعل ما نشر من صور للجولات الرسمية في اليوم الأول للمدرسة، كانت صوراً نموذجية تبيّن جلوس الطلاب بشكل إفرادي، طالب واحد في كل مقعد دراسي، ومن حوله بالونات ملونة احتفالاً بعام دراسي مجهول النتائج.!
ذلك في محاولة لتطبيق التباعد المكاني المزعوم بين طلاب الصف الواحد، وربما لم يستمر المشهد النموذجي سوى دقائق بعد التقاط الصور اللازمة للإيحاء ببداية مثالية للعام الدراسي الجديد.
لكن الحقيقة تبدو مخالفة للواقع، فلا قدرة على التباعد المكاني الذي حددته وزارة التربية في تعليماتها للعودة إلى المدرسة بحسب آراء بعض المدراء.
المدرسة بيت قديم
وفي إحدى المدارس التي تقع وسط مدينة حلب، ترتاد الطالبات المدرسة والتي هي عبارة عن (بيت عربي قديم) تتبع ملكيته لإحدى الطوائف المسيحية ومستولى عليه منذ الستينات.
وفي تجهيزاته لا يصلح لأن يكون مدرسة، فالباحة هي (أرض ديار) لا تتسع لمئات الطالبات اللواتي يخرجن إلى الفرصة الممتدة على ربع ساعة من الاختلاط العشوائي، ناهيك عن الدرج الخطر ذو الأحجار البيضاء الكبيرة والذي يمكن أي يودي بحياة أي طالبة أثناء تزاحمهن وتدافعهن على الدرج.
لا سيما وأن المدرسة تضم مدرستين وعلى فوجين، مدرسة إعدادية للبنات، ومدرسة أخرى ابتدائية تداوم بشكل مؤقت في هذا المبنى بسبب تضرر مبناها الأصلي.
50 طالبة في الصف
وفي سياق متصل تقول إحدى المديرات لتلفزيون الخبر: “لدي في بعض الصفوف أكثر من 50 طالبا، ولا إمكانية للتباعد المكاني في الواقع، حاولنا إخلاء الغرف الإدارية واجتمعنا الكادر التدريسي والإداري في غرفة واحدة كي نفسح المجال لشعب صفية جديدة لكن أن يجلس الكادر الإداري والتدريسي في غرفة واحدة هذا أيضاً أمر غير صحي”.
المعقمات تكفي أسبوعا
أما عن المعقمات فتقول: “مخصصات المدرسة علبة تتضمن 12 قنينة كلور، لكن الحصة وصلتنا ناقصة، ومن المفترض أن تكفي 3 أشهر وهي في الحقيقة لا تكفي أسبوع”.
مضيفة: “لا جديد عن العام الماضي، نحاول أن ننبه الطلاب إلى نظافتهم الشخصية وارتداء الكمامة لكن لا إمكانية لأكثر من ذلك”.
وفي إحدى مدارس حلب تضطر مديرة المدرسة إلى شراء المعقمات على نفقتها الشخصية، ريثما تصل مخصصات المدرسة من المعقمات، وبعد أن وصلت حصة المدرسة تقول المديرة لتلفزيون الخبر: “أن الكميات لا تكفي أسبوع وسنضطر إلى الاستمرار بشراء المنظفات على نفقتنا الشخصية، أما عن الصابون، فقد وصلنا صابون أزرق اللون ذو نوعية رديئة ورائحة غير مستحبّة بصراحة”.
وعن مدرستها تقول إنه “في العام الماضي كان هناك عدد من الطلاب المتسربين، الذين بدأوا هذا العالم بالالتحاق التدريجي ومازال هناك حركة تنقّل للطلاب بين المدارس حسب الأعداد”.
فيما وجهت مديرية تربية حلب حسب التعليمات الوزارية، بإجراء تسوية للطلاب، بحيث يتم نقل الطلاب من مدارسهم الحالية إلى المدارس الأقرب إلى سكنهم، في محاولة لتوزيع الكتلة العددية سعياً لتحقيق التباعد المكاني.
في حين لا يمكن إجراء التسوية لجميع المدارس، وذلك لعدم ضمان توفر مدرسة تناسب المرحلة الدراسية للطالب إلى جانب منطقة سكنه حسب ما يوضح لتلفزيون الخبر أحد مشرفي التعليم الإلزامي المعني بإجراء هذه التسويات.
وفي سياق متصل، بيّنت شعبة التعليم الإلزامي في مديرية تربية حلب لتلفزيون الخبر: “أن نسبة الطلاب المتسربين في العام الماضي كانت 3.7 % فيما كانت في العام 2018 4,7% من أصل عدد الطلاب.
في حين هناك إجراءات خاصة وعلى مراحل لإعادة الطلاب المتسربين إلى المدرسة، أبرزها إقناع الأهل عبر اللقاءات الشخصية وبمشاركة المرشد الاجتماعي بضرورة إرسال أبنائهم إلى المدرسة وفي حال عدم الاستجابة يمكن توجيه إنذار عبر أقسام الشرطة”.
الريف أسوأ من المدينة
في الريف الحلبي يزداد الحال سوءاً حسب شهادات بعض الأهالي متحدثين لتلفزيون الخبر، فهناك نقص بالمدرسين وبالمستخدمين المسؤولين عن نظافة المدرسة، كما أن التعامل مع موضوع الوقاية بحاجة إلى وعي وجدية أكبر.
فيما تستمر فوضى توزيع المعقمات بكميات غير كافية ولا معلومات دقيقة عن حقيقة وصول المعقمات اللازمة لمدارس الريف الحلبي بحسب الأهالي.
وفي ظل الإجراءات الوقائية المتخذة والتي قد لا يكون هناك إمكانية للاستمرار بها بنفس وتيرة اليوم الدراسي الأول، إلا أنه يبقى التخوّف من أن تشكل المدارس جواً خصباً لانتقال العدوى بين الطلاب ونقلها إلى ذويهم أيضاً، في حين مضت الأيام الدراسية الأولى دون الإعلان عن أي إصابة بكورونا في مدارس حلب حتى اللحظة.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب