العناوين الرئيسيةمن كل شارع

ماذا يأكل السوريون: موائد اللاذقانيين تحكمها نسبة اللحوم.. بين تصنيف الخمس نجوم و”مواطن على العضم”

تحوّلت موائد معظم اللاذقانيين إلى الصنف النباتي بعد أن انحاز اللحم الأبيض إلى صف اللحم الأحمر ليصبحا بحكم الغلاء وضعف القدرة الشرائية للمواطن من الكماليات التي دفعت المواطن مجبراً للاستغناء عنهما واستبدالهما بما تيسر من خضار.

وفيما تتنقل قائمة الطلبات اليومية لعامة الشعب في اللاذقية بين أنواع الخضار ليقع الاختيار على صنف يكون الطبق الوحيد وليس الرئيسي، يغض المواطن بصره عن واجهات محال بيع اللحوم حتى لا يشعر بالحسرة على أولاده في حال تجاوز حسرته على نفسه.

وبحسب أصناف الطعام تصنف موائد اللاذقانيون، فمن احتلت اللحوم موائدهم كطبق رئيسي أو (حباشات) في أكلات تتطلب حشوتها اللحم فهم مواطنون نخب أول أو خمس نجوم، فيما يقل التصنيف بحسب توفر اللحوم في الطعام ليقل تصنيف العائلات.

أغلب العائلات وبسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، باتت خارج قائمة تصنيف النجوم، فمن استغنى عن اللحم بالكامل وأصبح طعامه مقتصراً على الخضار أصبح مواطن على العضم بدون أي نجمة.

والأنكى أنه حتى أنواع الخضار تتفاوت بين موائد المواطنين، فأم أمجد تنقلت بين أصناف الخضار المعروضة على واجهة أحد المحال وعينيها تسترق النظر بعجلة على الأسعار لتستقر أخيراً أمام (فلينة) البطاطا.

“أرخص شي البطاطا والباذنجان والبصل”، بهذه العبارة التشاؤمية تجيب أم أمجد على ارتفاع الأسعار، وتضيف لتلفزيون الخبر: “البامية ب٧٠٠ ليرة والفاصولياء ب٨٠٠ ليرة، والملوخية ب٥٥٠٠ ليرة، الي عندو عيلة بدو يشتري ٢ كيلو أقل شي”.

وبينت أم أمجد أن “اكثر الطبخات التي تطهوها لعائلتها من البطاطا والباذنجان لأنهما أرخص شي في السوق حالياً، بالإضافة لسلطات الخضار والرز والبرغل”.

وعن اللحوم، ضحكت أم أمجد بسخرية، وقالت: “نسينا طعمة اللحمة، كنا نشتري لحم الفروج ونستعيض عنه بالطبخات التي تتطلب لحم الخاروف، واليوم أصبحنا نباتيين رغماً عنا”.

بدورها، قالت غادة (موظفة) لتلفزيون الخبر: “شراء اللحم سواء الأبيض أو الأحمر يتطلب راتب إضافي للموظف، ورغم أنه من الضروريات للجسم إلا أنه بات من الكماليات وحتى من المحرمات بالنسبة لذوي الدخل المحدود”.

وأضافت: “بتنا نشتري كيلو فخاذ أو الشرحات مرة واحدة في الشهر، أو عندما نقيم عزيمة غداء لأحد من الأقارب أو الأصدقاء”.

الموائد التي باتت تفتقد أصناف الطعام المدللة والضرورية في الوقت ذاته، لم تعد تقتصر على وجبات الغداء وإنما باتت تشمل وجبتي الفطور والعشاء أيضاً.

فالفطور الذي كان لا يخلو من حليب ولبن ولبنة وجبنة وبيض أصبح محروماً من معظمهم بعد أن احتل الزيت والزعتر والزيتون موائد شريحة واسعة من اللاذقانيين.

أم سامي تقول لتلفزيون الخبر: “رغم ضرورة تناول الطفل كأس من الحليب وبيضة مسلوقة كل صباح، الا أنه لم يعد باستطاعتي توفير ذلك لأطفالي الثلاثة فسعر البيضة ١٥٠ ليرة وكيلو الحليب ٧٠٠ ليرة، وكيلو اللبن ٨٠٠ ليرة، ولبنة ٩٠٠ غرام ٩٠٠ ليرة، والجبن لا أعرف سعره”.

بدورها، قالت أم أيهم: “اتدبر الفطور من مونة البيت زيتون ومكدوس من العام الماضي، بالاضافة للزيت والزعتر والشنكليش”.

من حيث يعلم ويحاول قدر الامكان مجاراة الوضع المعيشي الصعب، يأكل المواطن مما تيسر له من أنواع الخضار المتوفرة في السوق وبالسعر الأقل ويتحول إلى نباتي رغماً عنه في ظل مقاطعته من قبل اللحوم والاجبان والألبان وغيرها مما لذ وطاب وعن موائد المواطن المعتر غاب.

تلفزيون الخبر _ اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى