العناوين الرئيسيةمن كل شارع

ماذا يأكل السوريون: اللحوم من المنسيات .. والبرغل “عواميد الركب” .. والخضار تتربع على عرش مائدة “الحماصنة”

لا يخفى على أحد، وحتى أهل “المريخ” أن حال السوريين تغير كثيراً، لا بل أكثر بكثير، ليغدو المواطن السوري بين ليلة و ضحاه “نباتياً” بما تسير من أرخص الخضار الموسمية، مع رفع الأيدي بالأغلبية العظمى.

انخفاض القدرة الشرائية، والفجوة السعرية بين الدخل وأسعار المواد الغذائية، أدى إلى انخفاض أعداد الصحون و أصناف المأكولات، و كميتها على مائدة الحماصنة.

البندورة والبطاطا و الكوسا والباذنجان والخيار والحشائش وما لف لفيفها، حاضرة في كل طبخات البيت، و سعرها ليس مرتفعا جداً، مع العلم أن المواطن الحمصي لم يستغني عن اللحوم بأنواعها، و لكن هي من استغنت عنه “وصارت تتدلل و سعرها غالي”.

الخضروات “منعمل منها ما لذ و طاب من الأكلات، مشوي، مقلي، مطبوخ “بحسب ما قال أبو علي لتلفزيون الخبر “راتبي التقاعدي ودخلي من العمل الحر، لا يصمدان أمام غلاء كل المواد، وحالياً اشتري حاجتي وأقل، من ارخص شي موجود”.

يضيف أبو علي “الوجبات اليومية صارت وجبتين” اذا مو وجبة أحيانا”، والخبز هو العامل الرئيسي حتى نشبع، يعني “منضرب خبز كتير” مشيرا إلى أن “عائلته مكونة من ستة أفراد”.

و يستذكر أبا علي أيام النعم ويقول “كنا نعتمد على البرغل و نقول عنه “عواميد الركب”، و لكن العامود صار غالي مثل الأرز، و حالياً نتعايش مع الواقع بدك تتأقلم “غصب عنك”.

و يتابع أبو علي بجملة رافقها ضحكة “حتى لو انخفضت الأسعار و ارتفع الدخل، سوف اعتمد هذا النظام الغذائي لأنه صحي، و الحمدلله على النعم “صار الواحد ينام خفيف”.

و يضيف أبو علي “أما اللحمة صارت حلم و خارج قاموس المائدة، و الفروج يمكن مرة بالشهر في حال سمحت الظروف المادية، مع استخدامه في أكثر من طبخة “و يكتر خير مرتي عم تعرف تدير الأمور، لولاه منتبهدل”.

حال أبو علي يشبه إلى حد بعيد وضع الموظف إياد و الذي قال لتلفزيون الخبر “اللحوم الحمراء نسيناها و اشتري قطعة فروج للطبخة، كون راتبي لا يسمح لي شراء فروج كامل، واعتمد على الخضار في الوجبات اليومية و الخبز، أما الحلويات و الفوكه فهي ضيف ثقيل غير مرحب به”.

و يضيف “كان أطفالي الأربعة يفطرون يومياً، كل شخص بيضة، إضافة إلى اللبنة أو الجنبة التي ألغيتها من الوجبة، لارتفاع سعرها، و بما أن البيضة سعرها فوق 130 ليرة الوجبة للكل صارت بيضتين”.

متابعا القول “أما الزعتر ودعناه فهو يحتاج الزيت و الزيت غالي و طبخات المقالي باتت نادرة في أطباقنا”.

يشير إياد إلى أن “ارتفاع الأسعار، و ضعف الدخل، غيرا من أسلوب حياته و نمطه الغذائي “لافتا إلى أنه يبقى أمل في تحسن الوضع، فطالما نحن أحياء يوجد الأمل”، “إنما كيف يتحسن ؟ ” “لا يدري و يضعه في رسم المسؤولين”.

تجدر الإشارة إلى أنه، لم يختلف واقع حال الكثيرين ممن التقاهم تلفزيون الخبر، من مختلف الشرائح في حمص، حول شكل مائدتهم و تغير نمطهم الغذائي و تعايشهم معه، مع التنويه إلى أن أصحاب الدخل “المتين” اضطروا أيضا إلى تغيره.

الواقع المعيشي الصعب وغلاء الأسعار، فرض ثقاقة ونمط حياتي جديد على السوريين، لم يعتادوه من قبل حتى خلال أعتى أيام الحرب، واليوم باتوا يحاولون التأقلم معه بشتى الوسائل المتاحة، للتغلب على “عصافير البطن” التي تزقزق من الخضرا و الخبز.

تلفزيون الخبر _ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى