في حلب.. الزيت والزيتون والمكدوس محصول وفير بأسعار خيالية
عادت معامل زيت الزيتون في حلب إلى العمل بعد أن تضررت وتوقفت خلال سنوات الحرب. صعوبات كثيرة تواجه صناعة زيت الزيتون بعد أن تحولت أراضي زراعتها شمال حلب إلى أرض معركة.
وكانت سوريا رابع أكبر منتج زيتون في العالم، بمليون طن زيتون وينتج منه 200 ألف طن زيت قبل الحرب.
ويقدر إنتاج سوريا من الزيتون العام الماضي بنحو 830 ألف طن، و150 ألف طن من الزيت، بحسب إحصائيات مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، ويشمل الإنتاج جميع المناطق والمحافظات السورية بما فيها ريفي ادلب وحلب.
ورغم إنتاج ما يكفي حاجة سوريا والتي تقدر بنحو 100 إلى 110 طن بحسب وزارة الزراعة، وفي حين يمكن تصدير الفائض، إلا أن أسعار زيت الزيتون على وجه التحديد لا تبدو مقبولة وليس بمقدور أغلب العائلات السورية شراء كميات منها وهي التي تعد عنصراً أساسياً في المؤن.
ومن بين أصناف المؤن التي تحتاج لكميات من زيت الزيتون في تحضيرها، المكدوس، وهو أكلة شعبية محببة لدى السوريين في أغلب المحافظات.
ولتحضير المكدوس في حلب موسم محدد قبيل الشتاء، ومن مكوناته الأساسية الباذنجان والزيت والجوز ودبس الفليفلة.
فيوليت من بين السيدات اللواتي اعتدن على تموين المكدوس وتحضيره في المنزل، وتقول فيوليت للخبر: “لم يعد لدي رغبة بتموين أي صنف من أصناف المؤن، فأولادي هاجروا ونحن الآن عائلة مكونة من شخصين أنا وزوجي فقط، فلمن أحضّر المؤن…؟”
في حين تتحدث فيوليت عن الكميات السابقة التي كانت تقوم بتموينها في مثل هذه الأيام، وتقول: “كنا نجتمع سيدات العائلة كلنا ونتعاون في تحضير المؤن، كانت الكميات أكبر بكثير من الآن، 50 كيلو من الزيتون البلدي مثلاً و20 كيلو من المكدوس لعائلتي وحدها”.
حال فيوليت يتقاطع مع حال هويدا التي تبدو محرجة أمام أطفالها عندما يطلبون منها تحضير المكدوس، تقول هويدا لتلفزيون الخبر: ” موضوع المؤن بات مكلف جداً، إذا أخذنا المكدوس مثالاً وهو صنف أساسي من أصناف المؤن”.
وتكمل “عليّ أن أشتري الجوز أو اللوز والاثنين سعرهم مرتفع جداً، في حين أحتاج إلى كميات من زيت الزيتون الذي باتت العلبة الصغيرة الواحدة منه بسعر 5 آلاف ليرة تقريباً، وهو ذاته سابقاً كنا نأتي به بعلب التنك ذات العشرين كيلو”.
أما ريما فاستبدلت الجوز بفستق العبيد للمكدوس، وتقول لتلفزيون الخبر: ” بالتأكيد الطعمة ليست ذاتها لكنه صنف أساسي للمؤن، والأولاد لا يلحظون الفرق”.
وبالنسبة لإلهام فتكاليف المؤن باتت تكلفها ما فوق راتبها الشهري، تقول إلهام: “إذا أردنا تموين المكدوس فسيكلف راتبي لشهر أما باقي أصناف المؤن فحاولنا نسيانها هذا العام”.
وتضيف إلهام: ” أما عن الزيتون فنشتري ما هو متوفر في السوق من أنواع حسب حاجتنا، كيلو أو نصف كيلو أحياناً”.
وفي جولة ضمن أحد أسواق الخضار في حلب، يشترك البائعون بسعر واحد لأغلب الأصناف خصوصاً في المحلات المتجاورة، في حين يجمعون على سبب واحد رئيسي لغلاء أسعار الخضروات والفاكهة.
يقول أبو أحمد بائع الخضار في سوق الكلاس لتلفزيون الخبر: “يضاف إلى سعر الخضار تكاليف النقل من الريف إلى المدينة وهذه التكلفة يدفعها المواطن بكل الأحوال”.
وفي سوق الكلاس أسعار مضاعفة للخضار المنظّفة والمغلفة، أما فيما يخص شراء الكميات للمؤن من الزيتون مثلاً، فيكون هناك سعر جملة يختلف عن سعر الكيلو الواحد، نظراً لأن الزيتون يكون بحاجة إلى تحلية وإضافة بعض المكونات إليه ليصبح جاهزاً للحفظ.
أما الليمون والذي يعد أيضاً من مكونات تموين الزيتون، فقد حلقت أسعاره عالياً ووصلت إلى 4500 ل.س للكيلو الواحد نوع ثانٍ، ويبدو حتى الآن سبب ارتفاع سعر الليمون مجهولاً.
لكن شهدت حلب محاولات حكومية برزت عبر تفعيل الأسواق الشعبية، وميزة هذه الأسواق أنها موجهة من المنتج إلى المستهلك، لكن في هذه الحالة لم يتجاوزا تكاليف النقل من الريف إلى المدينة وهذه التكاليف مازالت تضاف على سعر الخضار والفاكهة ليدفعها المواطن.
وتتوزع هذه الأسواق الشعبية في عدد من مناطق حلب كالفيض وباب الجنين والجابرية والأشرفية، وكلها مناطق سكن شعبي، في حين لا يبدو تأثير هذه المحاولات على أرض الواقع واضحاً، فأسعار المواد في الأسواق الشعبية تتشابه مع باقي أسواق المدينة وما بوسع المواطن إلا تقليص حاجياته في محاولة للتكيّف مع واقع الحال.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب