الروائي السوري نبيل قوشجي: “دان براون” سرقني
نشر الروائي السوري “نبيل نادر قوشجي” على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي اتهاماً صريحاً للمؤلف الأمريكي “دان براون” يقول فيه أن رواية “أصل” لـ”براون” الصادرة في تشرين الأول عام 2017 ليست هي الأصل، بل مأخوذة من روايته المعنونة بـ”أنا أعرف من قتلني” الصادرة بدمشق في كانون الثاني عام 2016.
حصل تلفزيون الخبر على مجموعة من الوثائق تُبيِّن بما لا يدع مجالاً للشك دقّة ما أشار إليه الروائي السوري، حيث أن متن الرواية واحد، وأحداثها تكاد تكون متماثلة، بمعنى أنه حتى الحبكة متطابقة، والبناء الروائي مشغول على تقنية النسخ لصق…
تحكي رواية قوشجي “أنا أعرف من قتلني” ومثلها رواية “الأصل” قصة رجل مرموق مصاب بالسرطان، مع جهل أقرب المقربين إليه بإصابته، وعندما يصل إلى مراحل متقدمة من مرضه يوقف المعالجة الكيماوية، مستثمراً موته الغريب، تاركاً وراءه شريطاً مسجلاً ضمن كتاب مُذَهَّب، يحتاج فتحه إلى كلمة سر.
وعندما يسعى المحقق لكشف معالم ذاك الموت الغريب يكتشف أن كل شيء كان مخططاً له من قبل الرجل المرموق ذاته، وأن التكنولوجيا ساعدت القاتل لتنفيذ مهمته، وساعدت المحقق لربط خيوط الجريمة مع بعضها، كما ساعدت الرجل المرموق ليحيك الخطوط جميعها حياً وميتاً.
وإضافة إلى التماثلات في الحبكة والأحداث، فإن تمويه الشخصيات لم يغير من السرقة شيئاً، فبدل “القاضي” سليل الأسرة ذات المجد في “أنا أعرف من قتلني” هناك “ادموند كريش” المهندس المرموق في “أصل”، وبدل سرطان الرئة عند الأول، هناك سرطان البنكرياس عند الثاني.
كما أن جَعْلَ أبطال رواية “أصل” هم أسقف إسبانيا وولي العهد الإسباني وغيرهم، بينما في رواية “قوشجي” هم المحيطون بالقاضي سليل العائلة المرموقة لا يغير من الحكاية شيئاً.
وفي كلا الروايتين ثمة دليل للجريمة وهو مسدس مطبوع بطابعة ثلاثية الأبعاد، وفي مسرح الجريمة ثمة قبة سماوية تُضاء في السقف، وأيضاً يُكْتَشف مرض السرطان عند الرجل المرموق بعد الوفاة، ويترك في الروايتين شريطاً مسجلاً لكشف خيوط الجريمة في تطابق كامل بين الروايتين وأحداثهما.
ومن التماثل أيضاً أن الجهاز الذي حُمِّلت عليه الأدلة مقفل بكلمة السر، لكنه في “أصل” هاتف ذكي بدل الكمبيوتر المحمول في “أنا أعرف من قتلني”، كما أن كلمة السر موجودة ضمن عمود رخامي في كلا الروايتين.
ولا تقتصر التشابهات والتماثلات على ذلك بل تتعداها إلى الكثير من الأفكار الثانوية ضمن الرواية كتلك المتعلقة بدلائل الجريمة واستخدام اليوتيوب والفيسبوك والقراءة بالمقلوب للساعة الجدارية أو المعادلة الرياضية وغيرها الكثير.
وعند استفسارنا من الروائي السوري “نبيل قوشجي” عن كيف يتوقع وصول روايته إلى “دان براون” مما مكنه من سرقتها، قال في تصريح لتلفزيون الخبر: “ببساطة روايتي “أنا أعرف من قتلني” موجودة باللغة الإنكليزية، ومثلها روايتي السابقة “رحلة إلى المريخ” التي بيعت عبر أمازون”.
وأضاف: الموضوع لم يعد مغلقاً، فمثلاً “رحلة إلى المريخ” قرئت في بريطانيا من قبل أستاذ البيولوجي بجامعة كامبردج، كما أنها قرئت في القارات الخمس، وتعليقات القراء على موقع أمازون دليل على ذلك، وفي حين أن الرواية تأخذ شهري عمل، لكنها تُقرأ بيوم وليلة وأحياناً بثلاث ساعات، هذا إن افترضنا أن دان براون لا يقرأ اللغة العربية”.
يقول “قوشجي”: “بصراحة لا أعرف كيف وصلت روايتي إلى “براون”. ثمة الكثير من الاحتمالات. لكن دعني أعطيك مثالاً: إن رأيت سيارتي مسروقة في الطريق مع شخص، حتى لو كان لديه كراج يحوي مئة سيارة، السؤال عندي لن يكون لماذا سرق سيارتي وهو يمتلك كل تلك السيارات؟ ولا كيف؟ ولماذا؟ هذا لا يعنيني، في حين إنني معني جداً بأنه سرقني وفقط”.
ويضيف “قوشجي” أن “دان براون” شخص لكنه يمثل مؤسسة، وعندما يصدر روايته في الشهر العاشر من عام 2017 باللغة الإنكليزية، وبعد شهرين تصدر بـ23 لغة، فمن المؤكد أنه يمثل مؤسسة، في حين أنني عندما أصدر روايتي بالإنكليزية فإنها تستغرق مني سنة لأن ذلك جهد شخصي”.
ويوضح الروائي السوري أن “براون” اعتاد أن يستبق إصدار رواياته بعدة مؤتمرات صحفية يتحدث فيها عن موعد إصدار الرواية الذي قد يتأخر أحياناً وعن الحبكة، أما في رواية “أصل” -وخلافاً لعادته- لم يذكر شيئاً عن الحبكة، كما أنه أصدر روايته قبل التاريخ الذي حدده بأشهر.
وفي السياق ذاته فإن قراء “دان براون” والذين بلغوا عشرات الآلاف على موقع “good readers.. غود ريديرز” أجمعوا أن أسلوبه كان مختلفاً في هذه الرواية، بعكس رواياته الأربعة السابقة، وبعضهم قال إن فيها نهجاً مختلفاً عما كان يقدمه.
يذكر أن الروائي السوري “نبيل نادر قوشجي” حائز على دكتوراه في علوم طب الأسنان من جامعة بروكسل عام 2005، ولديه 13 عشر مؤلفاً باللغة العربية، وكتابان مؤلفان باللغة الإنكليزية، وثلاث روايات منشورات بخمس طبعات وباللغتين العربية والإنكليزية.
كما أنه مشارك في كتاب طُبِعَ في ألمانيا باللغة الإنكليزية عن دار “سبرينغر springer” العالمية، وله العديد من المقالات المنشورة في مجلات عالمية محكَّمة، ويتكلم العربية والإنكليزية والفلمنكية بطلاقة ويكتب بهما، ولديه إلمام جيد باللغتين الألمانية والفرنسية قراءةً وكتابةً.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر