ميشيل كيلو “يخلع” “جبهة النصرة”
خرج المعارض السوري ميشيل كيلو عن طاعة “جبهة النصرة” وطلقها منهيا علاقة ودية جمعت بينه وبين مقاتليها الذين استقبلوه بـ”الأحضان والورود” ذات كذبة، ومطالبا إياها بمغادرة حلب “فورا”.
و”خلع” كيلو النصرة في مقال نشره في إحدى الصحف الخليجية، مطالبا إياها بالخروج من أحياء حلب، متهما إياها بـ”ركوب الحراك” لتحول بين الشعب وتحقيق أمنياته وتنخرط في القتال من أجل استبداد مذهبي”.
وقال كيلو مخالفا نفسه قبل أعوام “لا يشهد لثورة حريةٍ أن تحتاج إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، لكي يدافع عنها أو ينصرها، وليس من الثورية في شيء سكوتها عليه، وامتناعها ماضياً وحاضراً عن منعه من التوطّن في سوريا”.
وشبه كيلو “النصرة” بتنظيم “داعش” قائلا أن “جبهة النصرة ولم تكن يوماً جزءاً تكوينياً من ثورة الشعب السوري، (..) وترفض، في الوقت نفسه، اعتبار السوريين شعباً واحداً، وترى فيهم مللاً ونحلاً، معظمها مرتد أو كافر. بما أن تعايش مؤمني “النصرة” مع الكفرة محال، فإنها ستقضي عليهم، ما دام قتلهم لا يعدّ جريمة، بل هو فعل إيمانٍ، يحتسب لمرتكبيه عند الله”.
وأشار المعارض السوري إلى أنه اكتشف أن برنامج “النصرة” أسهم في قتل السوريين واضطهادهم، وقوّضت “ثورته” بحرفها عن مسارها الملبي حاجات ورؤى أغلبية الشعب، وطرحت برنامجا طائفيا شق المجتمع، متهما إياها بأنها تعد بحرب أهلية مفتوحة.
وتساءل المعارض الذي كان يدافع عن “النصرة” يوما ما “هل يجوز الدفاع عن تنظيمٍ هذه وعوده ومواقفه، والنتائج الداخلية والعربية والدولية التي ترتبت على توطّنه في بلادنا، وأدت إلى تقويته وإضعاف المقاتلين من أجل الحرية؟”.
وأضاف كيلو “هل يحقّ لأحدٍ التمسّك ببقائه في حلب، حيث يشجع على القتال بين التنظيمات، تمهيدا لاحتوائها وإقامة وضع على الأرض هو طرفه الأقوى أو الوحيد، بعد أن حال نيّفاً وشهراً دون إيصال الغذاء والدواء إلى قسمها الشرقي”.
وختم كيلو مقاله “إذا كانت مواقف “النصرة” تتعارض إلى هذا الحد مع مصالح الثورة والشعب السوري الواحد، هل يجوز التضحية بالثورة وسوريا من أجلها؟ لو كانت “النصرة” حريصةً على وطننا وشعبنا، لبادرت إلى الالتحاق بالجيش الحر، ولرفعت علم الثورة، وتخلت عن طابعها العصبوي/ الإرهابي الذي عاد إلى اليوم بضرر قاتلٍ على شعبنا وثورة الحرية”.
وأعلن كيلو أخيرا “لتخرج جبهة النصرة من حلب، ومن سوريا أيضاً، لأن طريقها غير طريقنا، وأهدافها معادية لأهدافنا، ولأننا نرفض ما تتبناه من خياراتٍ وأدلجة، ولا نقبل بديلاً عن برنامجنا: الحرية للشعب السوري الواحد”.
ولا يعرف أحد إن كان هذا “الخلع” من ميشيل كيلو لـ”النصرة” بائنا بينة كبرى أو صغرى، فمن الممكن أن يعود كيلو لأحضان “النصرة” ويعتبر مقاله “فشة خلق”، من يدري ما تخبئ الأيام لقصة الحب التي ابتدأت بعناق وأحضان وانتهت بمقال مقبوض ثمنه.