عادات سورية تشكل بيئة خصبة للـ “كورونا”
تحول فيروس كورونا، خلال فترة قصيرة إلى حديث العالم، بسبب انتشاره الكبير، وسهولة انتقاله بالعدوى، حتى أصاب عشرات الالاف حول العالم، وأودى بحياة العديد منهم.
وعلى الرغم من تأكيد وزارة الصحة بعدم تسجيل أي حالة إصابة بالفايروس في سوريا حتى الآن، إلا أن السوريين يجتهدون في البحث عن طرق الوقاية من الفايروس، حيث تحفل كروبات الفيسبوك بالأسئلة المتكررة عن أعراض الفايروس، وسبل تجنب الأصابة به.
وينصح الأطباء بغسل اليدين وتعقيمهما دائما، والحرص على تجنب الأماكن المغلقة، واستعمال المناديل عند السعال او العطاس، وغسل الخضار والفواكه جيدا قبل استعمالها، لتجنب الإصابة بأعراض الفايروس.
إلا أن العديد من العادات التي يمارسها السوريون يوميا، قد تسبب الإصابة بالفايروس، وعلى الرغم من ذلك، ما زال الكثير منهم يستسهلها، ويحرص على طقوسها.
ورغم نصائح الأطباء بتجنب الأماكن المغلقة المزدحمة، إلا أن المقاهي مثلا امتلأت بزوارها يوم الأحد لحضور الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، حيث اختلط الهواء بدخان الأراكيل، الذي تقاسمه جميع من في القهوة، في تجسيد لظاهرة التدخين السلبي.
وتنشتر بين السوريين عادة أخرى، قد تسهم بالعدوى، حيث يتقاسم مدخنان “نفس أركيلة” واحد، يتناوبان عليه، مع اعتقادهما أن استخدام كل واحد ل”مبسم”، سيشكل عامل أمان لهما، رغم تناوبهما على “نربيج” واحد مشترك.
ولا يأبه كثير من السوريين بازدحام باص النقل الداخلي، قبل ركوبه، فما أن يصل الباص للموقف، حتى ترى جميع المنتظرين، يتعلقون لو بباب الباص، أملا بالحصول على موطئ قدم ضمن ممراته، غير مبالين بحالة الازدحام وتقارب مخارج النفس ضمن الباص، التي تشكل بيئة خصبة للامراض المعدية.
وما أن يلتقي شخص بآخر، حتى يبادر إليه بالأحضان والقبلات، دون الأخذ بعين الإعتبار احتمال إصابة الشخص بمرض معدي، حيث تعتبر الثلاث قبلات على الخد، “واجبا وطنيا” ، بغض النظر عن أي محاذير.
ومما يحذر منه الأطباء أيضا، الاعتماد على الوجبات السريعة في الغذاء، وخاصة منها المشبعة بالمواد الحافظة، إلا أن كثيرا من السوريين، يزور تلك المطاعم، ويحرص على الاعتماد عليها في طعامه، دون التحقق من مطابقتها لمعايير السلامة الصحية.
ويستسهل كثير من السوريين، أمراض الرشح والزكام التي تصيبهم، ويعتقد البعض أن “الكريب او الرشح” لا يستدعيان البقاء في المنزل وتجنب مخالطة الناس، بل يظنون أن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والخروج إلى الشمس، سيساعدهم في الشفاء منه من باب مواجهة المرض، متناسين أنهم بذلك يسببون انتشار العدوى للاشخاص الذين يخالطوهم، والتي قد تتطور لكورونا.
في حين يتحول بعض السوريين إلى أطباء مساعدين أثناء زيارة المرضى في المشافي، حيث يقومون بمعاينة مكان إصابة المريض، ويقيسون حرارته بوضع اليد على وجنته، ولا يخلو الأمر من البقاء طويلا في غرفة المريض، وتنفس هواءها، عبر “فتح أحاديث”، لا تشكل زيارة مريض، وقتا مناسبا لها، وكل ذلك يحدث بدون ارتداء كمامات تنفسية واقية.
ومن أسوأ عادات السوريين في التعامل مع أنماط الوقاية، الإستهزاء بمن يضع كمامة، أو يعقم يديه باستعمال الكحول والمطهرات المختلفة، ما يجعل الكثير من الناس يفكرون كثيرا بالتنمر الذي من الممكن أن يتعرضوا له في حال اتبعوا النصائح الوقائية.
يذكر أن مجلس الوزراء أقر إجراءات استباقية للوقاية من فيروس كورونا، تتضمن تعليق دخول المجموعات السياحية بشكل مؤقت من الدول التي أعلنت وجود إصابات بين مواطنيها.
تلفزيون الخبر