“الجرّة المعبأة بحرارة الغرام” تتربع على عرش هدايا “عيد الحب” في سوريا
عشية ليلة عيد الحب أو “الفالنتاين”، تتلون مدن العالم باللون الأحمر، تعبيراً عن مشاعر الحب في هذا اليوم الذي غدا عيداً لدا شعوب العالم، تنطلق الحملات الترويجية لهدايا الحب وطرق الاحتفال من الورود إلى الدببة، والطعام، والملابس والذهب، وغيرها الكثير، أما في سوريا، فتميزت الحملات لهذا العالم بهدية “استثنائية” معبأة بحرارة الحب والغرام.
ويأتي “فالنتاين” 2020، تزامناً مع أزمة في تأمين الغاز المنزلي يعاني منها معظم السوريين ذلك أن الغاز، ولاسيما في الأيام الباردة التي تمر على البلاد، له استخدامات مختلفة لدى العائلات السورية، أهمها الطهي، وثانيها التدفئة، خاصة مع غياب المصادر الأخرى.
وكما يجري سنوياً، مع اقتراب هذه المناسبة التي ينقسم السوريون حولها، بدأت “النكات” حول هدية “جرة الغاز” بزركشة “رومانسية” تحيط بها، وأشرطة حمراء تلفها، كما تناقل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمحال مختصة بالهدايا، وضعت جرة الغاز حرفياً ضمن الخيارات.
ويقول “أحمد”، وهو شاب ثلاثيني متزوج، لتلفزيون الخبر، إنه “مازح زوجته بقوله إنه سيهديها جرة غاز في عيد الحب، ولاسيما أنهم مقطوعين من المادة منذ أسبوع تقريباً، إلا أن زوجته “ديمة”، أعجبت بالفكرة التي وصفتها “بأحلى هدية تزين البيت”.
أما “غادة”، قالت لتلفزيون الخبر، بأنها “اقترحت على شريكها، إن كان يحبها جدياً، بأن يعطي أهلها دور الغاز الخاص بهم، كونه يسبق دور أهلها “المضطرين على الغاز” بنحو 350 رقما عند المعتمد ذاته، حسب ما تبينه أعداد “البطاقة الذكية”.
وأعطى “رامي” (26 عاماً ) رأيه حول “الفالنتاين” هذا العام، مختصراً كامل معانيه “برسالة “الحصول على جرة الغاز من المعتمد الفلاني” والتي طال انتظارها، وهي على حد تعبيره “أسمى مشاعر الحب حالياً في سوريا، بعيداً عن الارتباط، والتزاماته”.
وتعد “جرة الغاز” هدية ثمينة في سوريا، ليست معنوياً فقط، بل حتى كقيمة مادية، حيث يتجاوز سعر الجرة الواحدة في السوق السوداء، في ببعض المناطق حاجز 20000 ليرة سورية، إن وجدت.
وبذلك ينفرد المواطنون “الصالحون” بأساليبهم الجديدة للاحتفال بعيد الحب، أساليب تشبه واقع حياتهم اللاهث وراء تأمين مستلزمات الحياة اليومية، من غاز وكهرباء ولقمة الطعام، وأجار البيت، وتكلفة الدواء، والتي أصبح الحصول عليها طريقة للتعبير عن أسمى مشاعر الحب.
أما “الفالنتاين” الذي حجز موعداً سنوياً في الرابع عشر من شباط، يعود إلى ذكرى إعدام الكاهن الروماني “فالنتاين”، الذي خالف أوامر الامبراطور “كلوديس الثاني” بحظر الزواج للخدمة بشكل أفضل في صفوف الجيش، حيث وجد أن القرار غير عادل، فأقدم على تزويج الشباب والشابات بطقوس سرية، وبعد أن فضح أمره، قرر الإمبراطور إعدامه فوراً، بحسب الأسطورة التاريخية المتداولة.
لين السعدي – تلفزيون الخبر