أسطوانة الغاز في السوق السوداء باللاذقية تصل إلى ٣٥ ألف ليرة.. و”تكامل” تتخبط
على إيقاع تطمينات فرع “سادكوب” اللاذقية بأن أزمة الغاز المنزلي ستشهد انفراجاً خلال الأيام القليلة القادمة، تجد أسطوانة الغاز طريقها إلى السوق السوداء بسعر يتراوح بين ١٩- ٣٥ الف ليرة سورية لمن استطاع إليها سبيلاً.
ومن كان يعلّل نفسه كل يوم بأن تصله رسالة من شركة “تكامل” على موبايله لتزف له نبأ أن أصبح من الأشخاص المبشرين بأسطوانة غاز، سدّت عليه “تكامل” باب التعلل بالأماني وابتكرت له رسالة الاستعلام عن دور الغاز.
والمضحك المبكي في رسالة الاستعلام عن دور الغاز، أن الدور يزيد ولا ينقص، مع أنه من المفروض حسب ما أعلنت “تكامل” أن أدوار استلام الغاز توزّع بشكل مؤتمت بدون أي تدخل من عنصر بشري.
وعليه، تحوّلت صفحات التواصل الاجتماعي إلى فسحة “للفضفضة” وتفريغ شحنات الاحتقان التي باتت تملأ صدور “اللاذقانيين” من إبداعات “تكامل”
وكتب أحدهم على صفحة إحدى الغروبات: “أرسلت لشركة (تكامل) لاستعلم عن دوري في استلام الغاز، وقد وردتني رسالة بأنه يوجد قبلي ٤٢٠ شخصاً، وفي اليوم التالي أرسلت رسالة أخرى فتفاجأت أنه أصبح أمامي ٤٥١ شخصاً!”.
وتساءل بتهكم: “كيف يزيد الدور بدل أن ينقص، إلا إذا كانت الواسطات والمحسوبيات دخلت على الخط، وأن العامل البشري هو من يتحكم بتوزيع الأدوار”.
ولم تكد تمر لحظات على التعليق السابق حتى انهالت التعليقات الأخرى من أشخاص تلقوا رسائل مشابهة عند استعلامهم عن دور الغاز، إذ ازداد عدد الأدوار بدل أن ينقص، فمنهم من كان دوره ١٢٠٠ وفي اليوم التالي اصبح ١٢٥٠، ومنهم من كان دوره ٢٧٦٥ ليصبح في اليوم التالي ٢٨٢٥”.
وحول ذلك وضح أحدهم أنه “ في كتير عالم لسة ما كانوا سجلوا الدور أو مسجلين عند معتمد تاني وبعد ما شفت رقم الدور آخر مرة سجلوا عند المعتمد تبعك نفسه، اللي دورهم سابق لدورك بحسب أقدمية التسليم آخر مرة رح يطلع لهم قبلك وبالتالي رح يزيد رقم دورك”
وفي تعليقات أخرى، يشكو بعض الأشخاص من استلامهم رسالة نصية تعلمهم بوجوب استلام أسطوانة غاز من معتمد لا يعرفونه وفي مكان مغاير لمكان سكنهم.
اذ كتب احد الاشخاص: “استلمت رسالة نصية بأنه علي استلام جرة الغاز من معتمد في الحفة، فيما انا أسكن في جبلة ولم أشتري أي جرة سابقا من المعتمد المشار اليه”.
وبغض النظر عن كيف تصل أسطوانات الغاز المنزلي الى السوق السوداء في ظل ابتكارات “تكامل”، يعد شراء أسطوانة الغاز من السوق السوداء أمراً شبه مستحيل بالنسبة لمعظم أصحاب الدخل المحدود و”المعترين المنتوفين” لأن أسعارها كاوية ولا يقدر على شراءها إلا زبون خمس نجوم.
الحاجة المرة للغاز في ظل انعدام الوسائل الأخرى، دفع عدة أشخاص للتوجه إلى صفحات “الفيسبوك” للسؤال عن سعر أسطوانة الغاز، وراحوا يوصّون من لديه اسطوانة، أو من يعرف من لديه غاز، أو من يستطيع أن يدبر أسطوانة مليانة.
أما السعر فحدّث ولا حرج، فالبازار يبدأ من ١٨ الف ليرة سورية وينتهي عند ٣٥ الف ليرة، والأسطوانة لمن يدفع أكثر، أو أن تكون حظك نصيبك بحسب طمع التاجر الذي يقع المواطن بين يديه.
والأنكى، أن متاهة البطاقة الذكية ومفرزاتها من تقنيات إبداعية يعجز المواطن عن فهمها، تحتاج الى توضيح وإرشاد، ولا سبيل للوصول إلى “تكامل” فالأرقام مشغولة دائماً.
وإذا كان الهدف من توزيع الغاز المنزلي عبر البطاقة الذكية وبموجب رسالة استلام مسبقة، هو ضبط عملية التوزيع وحرصاً على مصلحة المواطن والتخفيف من حالات الازدحام، فأين “تكامل” والجهات الرقابية مما يجري في اللاذقية.
تلفزيون الخبر