مدارس في اللاذقية بلا تدفئة ولا نوافذ.. البرد ينخر عظام التلاميذ والإداريون يحتكرون المدافئ
اشتكى عدد من أهالي الطلاب في محافظة اللاذقية من عدم تشغيل المدافئ في القاعات الصفية، إن وجدت، مبينين أن “هناك مدارس لا يوجد فيها مدافئ في الصفوف لأنها محصورة على الغرف الإدارية” .
وقال المشتكون لتلفزيون الخبر: ” وصلت درجات الحرارة إلى صفر مئوية، فيما لا تزال مدارس اللاذقية بدون تدفئة حيث يشكو أولادنا من البرد طيلة الدوام”.
بدورها قالت مشتكية وأم لطفل صف ثاني ابتدائي في إحدى مدارس ريف جبلة: “أرسلت ولدي الى المدرسة الخميس الماضي، ولما رجع للمنزل كان يسعل بشدة ويشكو من التهاب حلقه، وطلب مني أن لا أرسله مجدداً إلى المدرسة طالما الجو بارداً”.
وأضافت المشتكية: “وجعني قلبي على ابني وهو يقول لي انه لا يستطيع مسك القلم بيده لان أصابعه تتجمد من البرد”.
بدورها قالت مشتكية أخرى: “ليت المشكلة توقفت على عدم إشعال المدافئ، ففي مدرسة قرية العرقوب الصفوف بلا نوافذ لأن البلور مكسور مما يجعل المطر والبرد ينخر في عظام التلاميذ”.
وتابعت المشتكية: “حفاظاً على صحة أولادنا ليس أمامنا خيار آخر سوى تعطيل أولادنا في أيام البرد والمطر، لأننا سئمنا من مراجعة الطبيب وإعطاء أدوية الالتهاب والكريب لأولادنا المرضى بسبب البرد”.
وفي مدينتي اللاذقية وجبلة، تأخذ معاناة الطلاب شكلاً آخر أنكى من حال الريف، حيث يحتكر عدد كبير من مدراء المدارس المدافئ لغرفهم وللغرف الإدارية فيما لا توجد أي مدفاة في الصفوف”.
وقال أحد المشتكين: “شيء مشين أن التلميذ يتجمد أثناء الحصة الدرسية ولا يستطيع استيعاب الدرس فيما تصطك أسنانه ببعضها بسبب البرد، في الوقت الذي يحتكر فيه الاداريون المدافئ في غرفهم”.
وأضاف المشتكي: “بدون أي وازع إنساني او أخلاقي أو حتى خوف من المساءلة، تشتعل المدافئ في الغرف الادارية فيما التلاميذ يشعرون بالبرد، متسائلاً:”لو كان ابن المدير أو أحداً من حاشيته موجود في أحد الصفوف سيتركه هكذا؟”.
بدوره، قال مشتك آخر: “الحل الأمثل في البرد والمطر أن تعطل ابنك وتمنحه الدفء بدلاً من أن يذهب إلى المدرسة ليعود إليك مريضاً”.
وأضاف المشتكي: “التربية تقول لك وزعنا المازوت على المدارس، ومدير المدرسة يقول لك ما وصلنا شي”، متسائلاً: “أين ذهب المازوت؟”.
بدوره، قال مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل لتلفزيون الخبر:”جميع المدارس في ريف المحافظة استلمت مخصصاتها من المازوت ١٠٠ ليتر لكل مدفأة، وقد تم التوزيع ابتداءاً من المناطق الجبلية والأكثر برداً باتجاه المدن”.
وأضاف أبو خليل: “أما في المدن، تفاجأت أن هناك مدارس توجد فيها المدافئ فقط في الغرف الإدارية، فيما لا توجد أي مدفأة في القاعات الصفية”.
وتابع أبو خليل: “لمعالجة هذه المشكلة، تم التوجيه لسحب المدافئ من الغرف الإدارية وتركيبها في القاعات الصفية ابتداءاً من الصفوف الدنيا، وعند الانتهاء من نقل المدافئ إلى الصفوف، يتم تزويها بمخصصاتها من المازوت”.
وشدد أبو خليل على أنه “يمنع منعاً باتاً تشغيل أي مدفأة في الغرف الإدارية قبل أن توجد المدافئ في جميع القاعات الصفية”.
وأردف أبو خليل: “كما تفاجأت بأمر آخر وهو وجود مدارس لا يوجد فيها مداخن للمدافئ، ولذلك قمنا بتشكيل لجنة مدعمة بورش لحل هذه المشكلة بأقصى سرعة”.
وبيّن أبو خليل أنه “تقدمنا بكتاب إلى وزارة التربية لرفدنا ب١٥٠٠ مدفأة حاجة مدارس المحافظة”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه “بناء على مقترح من تربية الاذقية تمت الموافقة من رئاسة الحكومة على توزيع نصف الكمية المخصصة لمدارس المدن على مدارس الأرياف”.
وأضاف أبو خليل: “قد يوجد مدراء تسوّل لهم أنفسهم توفير المازوت في المدارس بهدف بيعه أو أخذه الى منازلهم”، مؤكداً أن الباب مفتوح لأي شكوى للتدقيق فيها ومحاسبة المخالف”.
أما في ما يتعلق بمدرسة قرية العرقوب، أكد أبو خليل “أنه وجه الأبنية المدرسية للقيام بزيارة المدرسة والاطلاع على واقع الحال وإصلاح النوافذ المتكسرة، وبسبب تعذر ذهاب اللجنة بسبب الظروف الجوية تم الايعاز لإدارة المدرسة بتركيب الزجاج المتكسر للنوافذ على أن يتم تزويدهم بثمنها”.
الجدير بالذكر أنه تم تخصص كمية ١٠٠ ليتر من مادة المازوت لكل مدفأة موجودة في مدارس المحافظة. في الوقت الذي لا يزال فيه البحث جار عن المدفأة، قبل التدقيق في الكمية المستلمة!.
صفاء اسماعيل – تلفزيون الخبر