هل تحمي الأقنعة الطبية حقاً من فيروس “كورونا”؟
بدأ الناس في ارتداء أقنعة الوجه الجراحية في المطارات والشوارع سعياً للوقاية من فيروس “كورونا”، حيث وصل الطلب عليها في الصين إلى 200 مليون قناع يومياً، بحسب “رويترز”.
وتظهر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي أعداداً هائلة من البشر يرتدونها في الأماكن العامة حيث الحشود الكبيرة.
بدوره، رئيس قسم الأمراض المعدية والحيوانية المنشأ في مؤسسة الصحة العامة البريطانية، جيك دانينغ، أن هناك “أدلة قليلة للغاية على وجود فائدة واسعة لدى أفراد الجمهور ممن يرتدون هذه الأقنعة، بحسب “الأندبندنت”.
وشرح أن هناك عدة أسباب لعدم فعاليتها، حيث “يجب ارتداء أقنعة الوجه على نحو سليم، وتغييرها بشكل دائم، وإزالتها بشكل صحيح، والتخلص منها بأمان، واستخدامها جنبا إلى جنب مع سلوكيات النظافة العامة الجيدة، حتى تكون فعالة”.
ولا تحتوي معظم البدائل الورقية للأقنعة الطبية على جهاز تنفس لتنقية جزيئات الهواء المعدية، وإذا لم يتم ارتداؤها بشكل صحيح، أو لم تكن محكمة على الوجه، فهذا يعني أن البكتيريا والفيروسات يمكن أن تصل بسهولة إلى الأنف والفم.
ويحذر الخبراء أيضاً من أن الفيروس الجديد يمكن أن يدخل الجسم من خلال العينين، وحتى عندما يمتثل المستخدمون لهذه القواعد مبدئياً، فإن الأبحاث تؤكد على أن الأشخاص عادة ما يملّون من استخدامها لفترات طويلة.
وتشير دراسة، نشرت عام 2008، إلى أن “الامتثال” لاستخدام الأقنعة المناسبة كان أقل من 50%، ما يعني أن نصف الأشخاص التي شملتهم الدراسة لم يستمروا في ارتدائها حسب التوجيهات.
وأكدت هيئات الصحة العامة الأخرى والمركز الوطني الأمريكي للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي، عدم وجود أدلة كافية تشير إلى ضرورة ارتداء العامة الأقنعة الطبية.
وأظهرت نتائج دراسة أجريت عام 2014 بعد انتشار فيروس السارس، أن ارتداء الأقنعة أثبتت عدم فعاليتها تماماً، حيث تم ارتداء الأقنعة آنذاك على نطاق واسع في آسيا، و “تم العثور على نتائج غير متناسقة في المراجعة المنهجية لتقييم الدراسات المتعلقة بالجهاز التنفسي”.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بغسل الأيدي بشكل متكرر، بفرك اليدين بالكحول أو بالماء الدافئ والصابون، وتغطية الفم والأنف بالكوع أو بنسيج مرن عند العطس أو السعال، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يعاني من الحمى أو السعال.
وبينت المنظمة أهمية طلب المساعدة الطبية المبكرة، حال ظهور أي حمى أو سعال أو صعوبة في التنفس، كما تنصح بتجنب الاتصال المباشر، غير المحمي، مع الحيوانات الحية، والأسطح الملامسة للحيوانات عند زيارة الأسواق في المناطق المتأثرة.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيدا والحذر في التعامل معها أو مع الحليب أو الأعضاء الحيوانية لتجنب تلوث الأطعمة غير المطهوة.
يذكر أن فيروس كورونا سبب حتى الآن 213 حالة وفاة، وتأكدت إصابة 9962 حالة في الصين، كما انتقل الفيروس إلى 18 دولة أخرى، منها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا.