الجعفري: يجب رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب عن سوريا .. ومكتب “أوتشا” تجاهل الشعب السوري
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، ضرورة رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها بعض الدول على سوريا، مشدداً على أن الشعب السوري لن يتخلى عن سيادته ولن يسمح بالمساس بخياراته الوطنية.
وذكر الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن، أن بعض موظفي الأمانة العامة وبعض مندوبي الدول يوردون في بياناتهم أرقاماً مفبركة حول سوريا، فثمة من قال: إن هناك ثلاثة أو أربعة ملايين مدني في إدلب، في حين العدد الدقيق فيها هو 800 ألف مدني، إضافة إلى 90 ألف إرهابي، أي إنه يوجد في إدلب مليون و100 ألف بين مدني وإرهابي معظمهم أجانب.
وبين الجعفري، أن الشعب السوري الذي يواجه إرهاب التنظيمات المدرجة على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية يتعرض لإرهاب آخر هو الإجراءات الاقتصادية القسرية وسياسات العقاب الجماعي التي تطبقها بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لثني سوريا عن خياراتها المستقلة ومواقفها الوطنية.
وأشار الجعفري إلى أن ملايين السوريين يعانون جراء الإجراءات القسرية التي تطالهم، في ظل تجاهل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، مطالبات سوريا المتكررة بإيلاء الأهمية اللازمة لهذه المسألة في تقاريرها.
واستغرب الدكتور الجعفري من ردود بعض ممثلي “أوتشا” بأنه من غير المسموح لهم الحديث عن هذه المسألة وإلا فإن مسارهم الوظيفي سيتضرر أو تتم معاقبتهم وإقصاؤهم، وهو تبرير غير منطقي لمن يعمل لتنفيذ ولاية إنسانية نبيلة على نحو يفترض به أن يكون مهنياً وحيادياً وإنسانياً.
وأوضح الجعفري أن مكتب “أوتشا” تجاهل في 64 تقريراً مكتوباً ومئات الإحاطات مسألة عجز الشعب السوري عن استيراد الكثير من احتياجاته المعيشية ومنها الغذاء والدواء جراء العقوبات المصرفية.
بالإضافة إلى تجاهله مصير عشرات آلاف السوريين ممن قضوا غرقاً في مياه المتوسط على يد عصابات التهريب والاتجار بالبشر التركية، وتجاهله معاناة الأطفال السوريين من البرد القارس بسبب الإجراءات التي تحول دون استيراد الوقود للتعويض عن إنتاج حقولنا الوطنية من النفط والغاز التي ينهبها المحتل الأمريكي.
ولفت الجعفري إلى أن تقارير “أوتشا” وإحاطاته تجاهلت أولئك الذين فقدوا أرواحهم في غرف العمليات الجراحية جراء الحظر على استيراد خيوط الجراحة ومضادات تخثر الدم والأجهزة الطبية الأساسية، والمواليد الجدد الذين فقدوا أرواحهم بسبب انقطاع الكهرباء عن حاضنات بعض المشافي أو المراكز الصحية.
وأكد الجعفري أن سوريا تعاونت مع عدد من وكالات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر و38 منظمة غير حكومية أجنبية مرخص لها العمل في سوريا، لافتاً إلى أن المشكلة ليست مع “أوتشا” كمؤسسة بل مع القائمين عليها ممن استبدلوا أجندة الأمم المتحدة الإنسانية بأجندة الدول التي ينتمون إليها.
ورداً على مندوبي الدول الأعضاء بين الجعفري أن الولايات المتحدة تحتل منطقة التنف وتحمي وتسلح وترعى في هذه المنطقة فصيلاً إرهابياً يدعى “مغاوير الشام”، وهذا الفصيل هاجم محافظة السويداء قبل عامين وقتل مئات المدنيين ومع ذلك تطالب المندوبة الأميركية سوريا وحلفاءها بإدخال المساعدات إلى مخيم الركبان ومنطقة التنف متناسية أن السلطة القائمة بالاحتلال هي التي يجب أن توفر إدخال المساعدات الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني.
الجدير بالذكر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، هو مكتب تابع للأمم المتحدة تشكل في كانون الاول عام 1991، بهدف تعزيز استجابة الأمم المتحدة لحالات الطوارئ المعقدة والكوارث الطبيعية والحالات الإنسانية.
تلفزيون الخبر