موجوعين

“ الرصاص الضال ” يقتل الشهيد “ قصي زمام “ في تشييع أخيه الشهيد أسامة في صافيتا

وقف قصي زمام منتظرا مع جيرانه وعائلته وصول جثمان أخيه الشهيد أسامة زمام ليلقي نظرة الوداع الأخيرة عليه، ولم يكن في حسبانه أنه سيكون شهيدا في نفس الجنازة.

وبعد وصول جثمان الشهيد أسامة ليوارى الثرى بقرية بتلعوس في صافيتا، وفي “عرف” لا أحد يعرف لماذا وجد، بدأ بعض المشيعين بإطلاق الرصاص في الهواء، إحدى هذه الرصاصات استقرت في رأس قصي زمام أخ الشهيد، وفارق الحياة.

وقالت وجدان زمام أخت الشهيدين قصي وأسامة زمام لتلفزيون الخبر “إن قصيّ المسالم اللطيف لم يستطع الهروب من تلك الرصاصة الطائشة، لتستقر في رأسه وهو ينتظر جثمان أخيه الشهيد أسامة ليودعه”.

وتابعت حديثها “عاد قصيَ إلى طرطوس مع بداية الحرب، جاء لزيارة سوريا فترةً والعودة لعمله في الإمارات المتحدة، إلا أنه بعد عودته لم يستطيع أن يغادر سوريا وهو يجدها تعاني، كان مسالماً حزيناً على سوريا”.

وأضافت “وبعد استشهاد أسامة جمعنا أنفسنا، استعداداً للقائه، وهو الذي شارك بتحرير العديد من المناطق في مختلف محافظات سوريا، مع رفاق سلاحه، فكان له دور في مورك وبانياس و دير عطية وخناصر و كسب والغوطة الشرقية والقنيطرة و حمص، وكان آخرها طيبة الإمام في حماه التي عاد منها شهيداً”.

وتابعت أخت الشهداء حديثها “لم أكن اسمع صوتاً في مراسم تشييع أخي أسامة سوى صوت الرصاص، من كل جانب، وفي كل اتجاه، كان صوت الرصاص طاغياً، وكنت أعلم أن قصيّ ينتظرنا في المقبرة، ليوّدع أسامة”.

وأضافت “كان الجميع يحمل سلاحاً، و الجميع يطلق الرصاص، وأعداد كبيرة من الناس اتجهت بشكل مفاجئ لمكان وقوف أخي قصيَ، لم استطيع النظر، كانت رؤوس الناس تعيقني، إلى أن شاهدت أخي قصيَ بين الناس، والرصاصة قد استقرت في رأسه، لتوقف نبضات قلبه بشكل فوري ويفارق الحياة”.

وتابعت وجدان “نحن نعرف صاحب الرصاصة التي قتلت أخي قصيَ، ونعلم أن بندقيته تحركت قليلاً، لتغيّر الرصاصة اتجاهها وتصل إلى رأس أخي، وإن كانت شهادة قصيّ ثمناً لإيقاف هذه العادة السيئة، فنحن نقدم روحه فداءً لسوريا، ونطلب أن تكون قصة قصيّ عبرةً لمن يطلقون النار أثناء مراسم التشييع”.

وختمتت وجدان زمام عن جنازة أخيها قصي قائلة “سارت جنازة أخي قصيّ هادئة، وحزينة ومسالمةً مثله تماماً، لم تطلق ولا حتى رصاصةً واحدةً”.

سها كامل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى