الطفل “زين الرافعي” من درعا إلى “كفرناحوم” ثم عالم “مارفل” السينمائي
أغرب قصص الخيال العلمي ما كانت لتتوقع مصير الطفل السوري “زين الرافعي” (13 عاماً)، فمن درعا، إلى أحد أكثر أحياء بيروت فقراً، ثم تجسيد بطولة فيلم كفرناحوم، ثم إلى السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، فالأوسكار، وصولاً إلى عالم “مارفل” السينمائي حيث تُروى قصص الأبطال الخارقين.
النقلات في حياة “زين” لم تقف عند انتقاله مع عائلته مؤخراً إلى النرويج، إذ أعلنت الممثلة “سلمى حايك” مؤخراً عن مشاركته في فيلم “The Eternals” (الأبديون) الذي يعود إلى سلسلة أفلام عالم “مارفل” الخيالية، ليصبح الفتى الموهوب أوّل لاجئ من سوريا يلعب دور بطل خارق في السلسلة المعروفة.
وعلقت لبكي على الخبر بالقول: “قلبي يكاد ينكسر.. أشعر بالسعادة”. كما تفاعل جمهور “سلمى حايك” كذلك، فقال أحدهم عن زين: “إنه البطل الخارق الحقيقي”، واعتبر آخر أن “زين يُمثل كل طفل سوري”، ولاحظ كثيرون الكوفية الفلسطينية التي يضعها على عنقه، ما دفعهم للقول “فلسطين حرة” و”تحيا فلسطين”.
عائلة “زين” نزحت من درعا عام 2012، وهو في السابعة من عمره، بعد إتمامه الصف الأول، بحثاً عن الأمان في لبنان، تحديداً في أحد أكثر الأحياء فقراً في بيروت، قبل أن تنتقل بعد ست سنوات إلى النرويج عقب قبول إعادة توطين العائلة بمساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتم اللقاء الأول بين لبكي وزين في أحد شوارع بيروت، ثم اختارته بطلاً للفيلم. تشرح لبكي: “عندما رأيت زين كان من الواضح أنه سيكون بطل الفيلم. هناك حزن ظاهر في عينيه وهو يعرف المعاناة التي نتناولها”.
وجسد الطفل السوري في الفيلم دوراً لا يختلف كثيراً عما يعيشه في حياته ما قبل الفيلم الذي تناول قضايا اجتماعية قاهرة كعمالة الأطفال والزواج المبكر وانعدام الجنسية والفقر.
معاناة زين وصلت إلى مهرجان كان السينمائي عام 2018، بعد تصوير 500 ساعة خلال 6 أشهر، ومونتاج دام سنةً ونصف. وتلا مشاهدة الفيلم تصفيقٌ استمر نحو 13 دقيقة، قبل أن يُعلن فوزه في نهاية الدورة من المهرجان بجائزة لجنة التحكيم، في حضور زين بكامل أناقته، وزغاريد لبكي.
قال زين آنذاك: “شعرت بأنني عاجز عن الحركة تماماً. لم ألقَ يوماً تصفيقاً حاراً كهذا، وكان ذلك أفضل ما في الحفل”.
وعقب عودة “زين” من مدينة كان الفرنسية بفترة قصيرة، تلقت أسرته رسالة من المفوضية أُبلغت فيها بإمكان إعادة توطينها في النرويج، وهو ما جعل الطفل يعبر حينها بالقول: “أنا سعيد وحزين في الوقت نفسه. سأشتاق إلى أبناء أعمامي هنا، لكنني هناك سأتمكن من الذهاب إلى المدرسة وتعلم القراءة والكتابة”.
أما لبكي، فودّعت زين برسالة تقول فيها: “لم يكن زين سورياً، أو لبنانياً، أو نرويجياً، أو مسيحياً، أو مسلماً. كان طفلاً يدفع ثمن حروبنا السخيفة من دون أن يدري سبب وقوعها”.
وكان للبكي وزين لقاء في لوس أنجلوس في شباط الماضي لدى حضور حفل الأوسكار على أمل الفوز عن فئة أفضل فيلم أجنبي، إلا أن الفيلم لم ينل الجائزة. وفي عام 2020 سيطلّ الطفل السوري بحلّة جديدة على العالم، ولكن هذه المرة في سلسلة عالم مارفل.
تلفزيون الخبر