قائد منتخب سوريا يودّع كرة القدم
ودّع قائد منتخبنا الوطني، فراس الخطيب، كرة القدم، بعد مسيرة 19 عاما من الاحتراف، معلنا اعتزاله النهائي مباشرة على الهواء في برنامج “صدى الملاعب”، الذي حل ضيفا عليه مساء الأحد.
وقال اللاعب الدولي إنه تحدث مع مدرب المنتخب الوطني فجر ابراهيم عن رغبته في خوض لقائي المالديف وغوام في الجولتين القادمتين من التصفيات الآسيوية، وأبلغه الإبراهيم بأنه لن يستدعي أي لاعب غير ملتزم مع نادي.
وتابع الخطيب: “في الصيف تواجدت مع المنتخب، وتغيبت عن تحضيرات فريقي السالمية الكويتي، الذي فسخ عقدي بناء على تقديرات مدربه الفنية، لتغيبي عن التجهيز، فأصبحت بلا نادي”.
وذكر الخطيب أن هذا الوضع دفعه للتفكير بالاعتزال، مضيفا :”هنالك من نصحني بعدم الاعتزال، ومدرب المنتخب أخبرني أن أفعل ما يناسبني، واتخاذ القرار بوضع حد لمسيرتي الكروية حاليا، أفضل من اتخاذه لاحقا بناء على ضغوطات الجماهير”.
وكان فجر ابراهيم أعلن قبل عدة أيام غياب اسم الخطيب عن القائمة التي ستخوض الجولتين القادمتين من التصفيات الآسيوية بناء على اتفاق بينه وبين اللاعب على الاعتزال، تاركا أمر الإعلان عنه وتوقيته إلى الخطيب.
وعرضت الحلقة فيديوهات للاعبي منتخب سوريا، كعمر السوما، تامر حاج محمد، زاهر ميداني، مارديك مارديكيان، وحميد ميدو تحيي فراس الخطيب، تعرب عن حزنها لغيابه عن الملاعب، وتتمنى له التوفيق في مسيرته القادمة، وهو ما بادله الخطيب بالقول” هذه المحبة أهم شيء حققته في الملاعب”.
وأوضح اللاعب البالغ من العمر 36 عاما أنه سيبقى قريبا من الملاعب، قائلا “سأعمل كمدرب أو كمساعد، ولاحقًا قد أكون مدرب أول أو محلل”، حيث سبق له أن خاض تجربة التحليل الفني سابقا أثناء مونديال روسيا ونهائيات آسيا في الإمارات.
وشارك الخطيب مطلع الشهر في مباراة الفلبين الافتتاحية لسوريا في التصفيات الآسيوية، التي كانت آخر ظهور له في الملاعب، وشهدت على تحقيقه رقما قياسيا كأكثر لاعب في آسيا يخوض تصفيات كأس العالم، بمقدار ستة مشاركات.
وسيتذكر السوريون المشهد الأخير لفراس في الملاعب، حين خرج دون أن يسلم شارة الكابتن لأحد اللاعبين، بعدما قيل عن رفض الجميع حملها بعد خروجه، في لقطة توقف عندها المتابعون كثيرا، بعد ما انتشرت مرارا أخبار خلاف بعض اللاعبين حول شارة القيادة.
وانتقد متابعون قرار فجر ابراهيم بخصوص اللاعب غير المرتبط بعقد، فالخطيب ضحى بتجربته مع السالمية، لأجل أن يكون مع المنتخب في الدورات التحضيرية، ويستحق برأيهم أن يتواجد في المباراتين القادمتين، على أن يسبقهما بإعلانه نيته الاعتزال بعدهما، ليخرج قراره بشكل يليق بمسيرته الاحترافية.
وأثار الخطيب الجدل في مسيرته بعد اتخاذه في بداية الأزمة موقفا معارضا من الدولة السورية، وشارك في عدة فعاليات لما سمي “نصرة الشعب السوري”، معلنا آنذاك اعتكافه عن تمثيل المنتخب الوطني.
وانقسم السوريون بين مؤيد ومعارض لعودة الخطيب إلى صفوف المنتخب في 2017، حيث شكلت مباراة أوزبكستان نهاية لست سنوات من غياب النجم الدولي عن الفريق الوطني، إلا أن تألقه الذي ساهم في نقل المنتخب إلى الملحق الأسيوي، أفرح الجماهير، ووضع حدا لخلافاتهم.
ووضع الخطيب باعتزاله حدا لمسيرة احترافية طويلة بدأها في رجال الكرامة بسن 17 عاما، قبل أن يغادر باتجاه جينك البلجيكي، في تجربة قصيرة، عبر عن ندمه على عدم استمرارها في لقاء الأحد، ليبدأ بعدها مسيرته في الدوري الكويتي.
وبدأ كابتن سوريا مشواره في الكويت مع نادي النصر، قبل أن ينتقل للعربي، ثم إلى القادسية، وتنقل خارج الكويت بين الأهلي وأم صلال القطريين، زاخو العراقي وشنغهاي شينهوا الصيني، ليعود إلى الكويت، التي يعد هدافا تاريخيا لدوريها، متنقلا بين العربي، الكويت، والسالمية.
يذكر أن الخطيب خاض مع المنتخب الوطني 58 مباراة، سجل خلالها 29 هدفا، ولم يشارك في نهائيات آسيا مطلع العام بقرار من مدرب منتخبنا، الألماني شتانغه، كما حل ثانيا في قائمة أفضل لاعبي آسيا للعام 2009.
تلفزيون الخبر