ماذا لو اختفت غابات الأمازون؟
يرتبط استقرار مناخ الأرض والمستقبل البيئي للبشرية باستمرار وجود وازدهار غابات الأمازون المطيرة، إذ تعد شريان الحياة الذي تستند عليه الأرض والمركز الرئيسي للتنوع البيولوجي في العالم، واختفائها له نتائج كارثية لا يمكن تداركها.
شح الأمطار والمياه
غابات الأمازون هي المسبب الرئيسي لهطول الأمطار، ليس فقط للبرازيل وإنما لأمريكا الجنوبية بأكملها، حيث تنتج كتل هواء مشبعة ببخار الماء، تنشأ نتيجة للتبخر سواء من عالم النباتات أو المسطحات المائية.
وهذه السحب المطيرة تؤثر أيضًا على الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغواي وحتى في أقصى جنوب تشيلي، بالإضافة إلى توفير غابات الأمازون ما يقرب من خمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
واختفاء غابات الأمازون سيحرم الأرض من هطول الأمطار ويعرض الكوكب لمزيد من الجفاف تدريجيًا، ما يؤثر أيضًا على طقس العالم، ويؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في دراجات الحرارة.
تزعزع استقرار المناخ
تخزن غابات الأمازون ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون وتمد الأرض بحوالي 20% من الأكسجين الذي تحتاجه، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.
وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10٪ من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب، لذلك فإن دمارها سيؤدي لانبعاث كميات هائلة من الغازات الدفيئة ونتائج كارثية على مستوى الاحتباس الحراري كونها خط الدفاع الأول في مواجهته.
إبادة للتنوع البيولوجي
غابات الأمازون المطيرة هي أغنى مستودع بيولوجي في العالم وأكثرهم تنوعًا، حيث تحتوي على عدة ملايين من أنواع الحشرات والنباتات والطيور وأشكال الحياة الأخرى.
حيث يوجد في الأمازون حوالي 3 ملايين نوع من النباتات والحيوانات، ومليون شخص من السكان الأصليين، والنظام البيئي غني بشكل لا يصدق.
كما يوجد حوالي 40 ألف نوع من النباتات و1300 نوع من الطيور و4000 نوع من الأسماك و430 من الثدييات و2.5 مليون من الحشرات المختلفة، بحسب موقع “National Geographic”.
والحفاظ على التنوع البيولوجي أمر مهم لأنه يضمن الاستدامة لجميع أشكال الحياة، كما يساهم في تثبيت النظم البيئية الأخرى في المنطقة.
كما أن الشعاب المرجانية الضخمة قبالة مصب نهر الأمازون في المحيط الأطلسي هي موطن للشعاب المرجانية المهددة بالانقراض بفعل ارتفاع حرارة الأرض.
ووفقًا لعالم الأحياء “كارلوس إدواردو لايتى فيريرا” من جامعة “فيدرال فلومينينسى” في ريو دي جانيرو، فإن هذه الشعاب يمكن أن تساعد في إعادة ملء المناطق المتضررة في المحيطات بالشعاب المرجانية.
فقدان خدمات طبية ثمينة
تنتج غابات الأمازون نحو 25% من النباتات المستخدمة في صناعة الأدوية الحديثة، وتوفر أكثر من 10 آلاف نوع من النباتات في الغابات، مكونات فعالة للاستخدام في مستحضرات التجميل أو المكافحة البيولوجية للآفات.
ووفقا لدراسة أجرتها جامعة “ABC” في ساو باولو، فإن استخدام ما يسمى بـ”مخلب القط”، وهي نبتة موطنها غابات الأمازون ، لا يقتصر على علاج التهاب المفاصل والعظام فحسب، بل يمكن استخدامها أيضاً في التقليل من التعب وتحسين نوعية حياة مرضى السرطان في المراحل المتقدمة.
الجدير بالذكر أن الحرائق ليست المسبب الوحيد في دمار غابات الأمازون، فالزراعة وتربية الماشية وصناعة التعدين وتجارة الأخشاب تساهم في تدهور الوضع في الأمازون.
وبحسب “الصندوق العالمي للطبيعة” فإن 27% من منطقة الأمازون ستكون خالية من الأشجار والحياة بحلول عام 2030 إذا استمرت هذه الممارسات على وتيرتها الحالية.
وتبلغ مساحة غابات الأمازون نحو 5.5 مليون كيلو متر مربع، وتمر غابات الأمازون بـ9 دول في أمريكا الجنوبية، وهي البرازيل، بوليفيا، بيرو، اكوادور، كولومبيا، فينزويلا، جمهورية غيانا.
يشار إلى أن غابات الأمازون سجلت رقما قياسيا في الحرائق هذا العام، وبحسب مركز أبحاث الفضاء البرازيلي، نشب نحو 72 ألف حريق بها هذا العام ويرتفع الرقم بنسبة 83% عن الحرائق التي حدثت في الفترة نفسها من العام 2018.
تلفزيون الخبر