“أمبيرات” حلب تحصد أرواح 14 شخصاً منذ بداية العام
بلغ عدد الوفيات جراء الصعق بالكهرباء في مدينة حلب 14 شخصاً منذ بداية العام الحالي، برقم يعد غير اعتيادي، خصوصاً أن كافة حالات الوفيات هي جراء تعرضها لضربة كهربائية من مولدات “الأمبيرات” وأشرطتها الممتدة.
وتنتشر مولدات “الأمبيرات” بكافة أحياء مدينة حلب، علماً أنها كانت الوسيلة الأساسية والوحيدة لتزويد المدينة بالكهرباء خلال سنوات الحرب التي انقطعت فيها الكهرباء النظامية عن المدينة بشكل كامل.
ورغم عودة التيار الكهربائي الحكومي لأحياء مدينة حلب بعد تحرير أحيائها الشرقية، ومع بدء تزويد الأحياء المحررة أيضاً بالكهرباء منذ حوالي الشهرين، ما زال الاعتماد على مولدات “الأمبيرات” واضحا ومنتشرا.
وبحسب ما أكده رئيس الطبابة الشرعية بحلب الدكتور هاشم شلاش لتلفزيون الخبر فإن “عدد الوفيات جراء تعرضهم لضربة كهربائية بلغ 14 شخصاً، منهم أطفال”.
وبين شلاش أن “الحالات جميعها كان سببها الأمبيرات، وأشرطتها التي تكون ممدودة بشكل غير نظامي أو دون التأكد من سلامة الكبل أو حتى ربط الكبل بعمود حديد أو عدم تركيب القواطع بشكل آمن وبقاء علبة الكهرباء مفتوحة”.
وأشار شلاش إلى أن “نوعية الكابلات إن كانت سيئة، فإنها تتعرض للاهتراء، وهذا الأمر لا يمكن ملاحظته فوراً، ما يسبب الحوادث، خصوصاً إذا كان الكبل المهترء ملفوف أو مركب على أسطح ناقلة للكهرباء، كـ “دربزون” الحديد مثلاً”.
وأضاف: “كما أن عملية تركيب القواطع دون وضع حماية لها أو تغطية علبة القواطع، يؤدي لوقوع تلك الحوادث أيضاً، خصوصاً للأطفال غير الواعين لهذا الأمر”.
ولفت شلاش إلى أن “لارتفاع درجات الحرارة دوراً أيضاً في ذوبان الكابلات وانكشافها، وجميعنا يعلم أن تلك الكابلات تمد دون أي تنظيم، ففي حال كشف كابل بجزء صغير منه على أحد عواميد الحديد، فإنه يصبح قاتلاً لأي شخص يقوم بلمسه، وخلال دقائق”.
وتابع رئيس الطبابة: “هناك حالات وفيات سببها رفع قواطع الأمبيرات مساءً بالظلام، دون الانتباه لأن أحد أسلاك القاطع مكشوفة، أو بسبب أن علبة القواطع هي بالأصل غير محمية ومغلقة”.
ونوه شلاش بأن “هذا العدد من الوفيات نتيجة الكهرباء هو أمر غير مألوف، ويعد كبيراً، ويحكمه ظرف المدينة بانتشار “الأمبيرات” فيها، مع عدم الاهتمام بإجراءات السلامة في عمليات مد الكابلات من كلا أصحاب المولدات والمواطنين”.
وشدد رئيس الطبابة على “أهمية الانتباه لكابلات مولدات “الأمبيرات” وحالتها، وضرورة قيام أصحاب تلك المولدات بفحص الكابلات بشكل دوري”.
ودعا شلاش أصحاب المولدات “لفحص علب القواطع وعدم ابقاءها مكشوفة أو مفتوحة”، ناصحاً بـ “إيجاد حل للكابلات المتشابكة عبر تنظيم عملية مدها بطريقة تمنع تقطعها”.
يذكر أن مدينة حلب كانت شهدت أيضاً ارتفاعاً بعدد الوفيات جراء حوادث الغرق هذا العام، خصوصاً في قناة جر المياه بمنطقة السفيرة، التي غرق فيها “12 شخصاً، معظمهم شبان، مع تسجيل 8 حوادث غرق في مسابح مدينة حلب”.
وفا أميري – تلفزيون الخبر