بعد نشر تلفزيون الخبر شكاوى حولهم.. تموين حلب تبدأ حملتها ضد “تجار الخبز”
بدأت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك حملتها ضد “تجار الخبز” الذين يقومون ببيع المادة بأسعار زائدة، مسببين ازدحامات وهمية على أفران المدينة، وذلك بعد أن نشر تلفزيون الخبر تقريراً مفصلاً، مستنداً على شكاوى الأهالي، حول انتشار هؤلاء التجار وما يسببوه من ضرر للأهالي المصطفين على الأفران.
وبيّن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب أحمد سنكري لتلفزيون الخبر أنه “بلغت الكميات المصادرة من الخبز التمويني الذي يباع من قبل “تجار الخبز” على الأرصفة بطريقة غير شرعية وأسعار زائدة 250 ربطة خلال الأسبوع الماضي”.
وأوضح سنكري أن “الخبز المصادر تم تسليمه إلى الجمعيات الخيرية من أجل توزيعه على مستحقيه”.
وأكد سنكري على أن “التجاوزات التي تتم من قبل تجار الخبز غير مقبولة ويتم ملاحقتها بشكل يومي، وهذه الظاهرة إلى زوال”.
وكان نشر تلفزيون الخبر تقريراً مستنداً على شكاوى العديد من أهالي المدينة حول “قيام معظم أفران المدينة بتفضيل بيع الخبز لبائعي الأرصفة الذين أصبحوا يسمون “تجار الخبز”، عوضاً عن تزويد الأهالي مباشرةً، وذلك بسبب أن أولئك البائعين يدفعون مبالغ زائدة ثمناً للربطة”.
ولا تعتبر تلك الممارسات مخفية على أحد، فهي واضحة في معظم أفران المدينة التي ترى فيها طوابير الناس مصطفة على الفرن، حيث يتم تخديم 3 أو 4 منهم كل نصف ساعة، بحين يأتي أحد “تجار الخبز” ويحصل على ما يريده من الخبز فوراً، ملقياً بها على إحدى الأرصفة لبيعها بسعر زائد.
وأوضح الأهالي أن هذا الأمر يسبب ازدحاما وهميا على الأفران، سببه أن العامل بالفرن يفضل تخديم “تاجر الخبز” المتفق معه، على تخديم الأهالي المنتظرين لساعات طويلة.
وبحسب آراء المشتكين الذين تحدثوا لتلفزيون الخبر فإن “التأخر في تزويد المواطن بالخبز تشعر أنه مقصود من أجل أن تذهب لأولئك التجار وتشتري منهم بسعر 50 – 100 ليرة زائدة، مستغلين ساعات الوقوف الطويلة التي تتعبك وتجعلك تستسلم بالنهاية”.
ورأى المشتكون أن “المشكلة الأكبر ليست بوجود هذه الظاهرة، أي لا أحد يمنع رزق أي شخص يقوم ببيع خبز خارج الفرن، لكن ما يحصل من ازدحامات وتأخر في تزويدنا بالخبز بسبب هؤلاء الأشخاص هو المشكلة”.
وانتشرت ظاهرة بيع الخبز على الأرصفة للمرة الأولى في حلب أيام الحصار الذي تعرضت له المدينة خلال سنوات الحرب، والتي كانت حوالي نصف أحياءها تحت سيطرة المسلحين المتشددين.
وبسبب قلة المادة حينها وما نتج عن هذا الأمر من ازدحامات شديدة على أفران المدينة، بدأ بعض الأشخاص ببيع الخبز، الذي يقفون على دوره لساعات تتجاوز الأربع، للمواطنين بزيادة عن سعره 100 ليرة سورية، كتوفير على الشاري عناء الوقوف الطويل.
وكان ومازال معظم البائعين الذين تراهم على الأرصفة أو في زوايا الساحات هم من الأطفال أو اليافعين، علماً أنه خلال سنوات الحرب ومع أزمات الخبز التي كثرت على المدينة، كان أولئك البائعون حلا للمواطن واختصارا لجهد وتعب، ومنه انتشرت ظاهرة “تجارة الخبز”.
وبعد تحرير مدينة حلب بشكل كامل بقيت هذه الظاهرة منتشرة، رغم عدم وجود أزمات خبز أو ازدحامات خانقة على الأفران، لتصبح هذه “التجارة” واحدة من مفرزات الحرب التي لم تنتهي بعد.
وفا أميري – تلفزيون الخبر