“السورية للحبوب” من جديد .. ١٨٠٠ طن من الطحين قيمتها نصف مليار مصابة “حشرياً” بسبب الإهمال
حصل تلفزيون الخبر على وثيقة هامة، وهي عبارة عن كتاب موجه من أمين مستودع الهنكارات في منطقة السبينة إلى مدير فرع مؤسسة “السورية للحبوب” بدمشق يعلمه بوجود 1800 طن من الدقيق المصاب إصابات حشرية بالغة و يقترح عليه مزجه مع ما ينتج من طحين من المطاحن الخاصة .
وبين الكتاب الصادر بتاريخ 23 – 6 -2019م وجود كمية 1800 طن من الدقيق ( الطحين ) موجودة في الهنكارين الرابع و الخامس من هنكارات مستودع الإنتاج التابع لفرع المؤسسة السورية للحبوب بمحافظة دمشق مضى على تخزينها مدة ستة أشهر متواصلة، ما أدى لفساد الكمية .
وتقدر قيمة هذه الكمية التي تعد خسارة لخزينة الدولة حوالي “نصف مليار ليرة سورية” وذلك نتيجة الإهمال.
وتحدث مصدر في المؤسسة (رفض الكشف عن اسمه) لتلفزيون الخبر عن الوضع السيئ الحالي في المطاحن خصوصاً في محافظة دمشق، حيث أن كميات الطحين المتواجدة حالياً في المستودعات، قليلة و غير كافية .
وأضاف المصدر “يتم الآن جلب الطحين للعاصمة من مطاحن محافظة حلب الخاصة، وهذا يسبب خسارة كبيرة للمؤسسة تصل للطن الواحد بحدود 15000 ل.س أجور طحن و نقل .”
وكشف المصدر عن إصلاحات وهمية بمئات الملايين من الليرات السورية، دون أن يقدم وثيقة، داعيا للتحقيق فيها، في ظل الحالة التي وصلت إليها المؤسسة .
وشرح المصدر أن الخسارة المالية بنقل و طحن الدقيق كان يمكن الاستغناء عنها لو تمت متابعة المطاحن العامة في دمشق من قبل إدارة السورية للحبوب.
وفي التفاصيل أوضح كتاب أمين المستودع المرسل إلى مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب في دمشق، “أن الكمية كانت مصابة إصابة حشرية بالغة بسبب وجود ثلاثة هنكارات من مادة النخالة في ذلك الوقت”.
مضيفا “أن الإصابة الحشرية انتقلت إلى الدقيق ( الطحين ) حيث تم حينها تعقيم كميات الدقيق بمواد التعقيم الموجودة في فرع دمشق و لعدة مرات .
وتابع الكتاب ولأن فعالية المواد المعقمة ( الموجودة لدى فرع السورية للحبوب في دمشق ) كانت شبه معدومة وعلى الرغم من زيادة الجرعات الموصى باستخدامها من مواد التعقيم و بشكل مضاعف إلا أن الإصابة بقيت على حالها .
و أشار الكتاب المذكور إلى أنه ” ونتيجة عمليات التعقيم والتشدير المتكررة و ولفترات طويلة، الأمر الذي أدى إلى ظهور رائحة غير مستساغة ظهرت بعد عمليات الخبز ، وبما أنه قد تم استصلاح كميات الدقيق المذكورة لتخليصها من الإصابة الحشرية وآثارها و بقاء الرائحة غير مستساغة فيها “.
وبعد كل هذا اقترح أمين المستودع الموافقة على مزج كميات الدقيق المذكورة ( الفاسدة ) في كل من مطحنتي الغزلانية والكسوة وبنسبة 20 % مع الدقيق الناتج من المطحنتين وبالسرعة الكلية، كي لا تصاب هذه الكميات المستصلحة من الدقيق مرة أخرى في حال التأخر في الترحيل في ظل ارتفاع درجات الحرارة الجوية .
وعلّق مصدر ( عرف عن نفسه بأنه حريص على المال العام ) من داخل المؤسسة أن ما سبق “يعتبر اعترافاً كاملاً من قبل القائمين على التخزين أن الكمية مصابة و أن مواد التعقيم غير فعالة وتم استخدامها بشكل مضاعف وهو مخالف لجميع المواصفات المتبعة”.
كذلك “اعترافهم الصريح الأخر، بطول فترة التخزين التي تصل إلى ستة أشهر، في حين أن التخزين النظامي لا يتعدى الشهر الواحد ، وأن عملية التخزين مخالفة وذلك بسبب وجود كميات من النخالة مخزنة بجوارها .”
وطالب المصدر، بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة حول أسباب تخزين النخالة بالقرب من الدقيق، ومن المسؤول عن ذلك؟ و لماذا لم تعالج الإصابة منذ البداية؟ علما أن عمليات الكشف الحشري على المخازين تتم كل 15 يوم ( نصف شهري )، و لماذا تركت الكمية لمدة 6 أشهر؟ علماً أن تعليمات التخزين تؤكد على استجرار المخازين من الأقدم ثم الأحدث .
وتساءل المصدر أيضاً ، لماذا فعالية مواد التعقيم غير جيدة ؟ و الأهم من كل ذلك أين رقابة المؤسسة السورية للحبوب؟ التي من المفترض أن تكون رقابة وقائية، ولماذا لم يتم تحويل الموضوع إلى الجهات التفتيشية الأعلى كما حدث في عملية فساد الطحين في منطقة الغاب بمحافظة حماة ؟.
تلفزيون الخبر