شكاوى بالجملة في ريفي جبلة والقرداحة: انقطاعات طويلة لمياه الشرب ولا قدرة لنا على شراء الصهاريج
اشتكى عدد من أهالي قرى ريف مدينة جبلة، والقرداحة في محافظة اللاذقية، الانقطاعات الطويلة لمياه الشرب والتي دفعت البعض إلى تكبد أعباء مادية كبيرة عبر شراء المياه من الصهاريج، فيما توجه البعض الآخر إلى الينابيع لتعبئة “بيدونات” المياه لسد حاجات الأسرة من مياه الشرب.
رحلة شكوى العطش تبدأ من قرية الفاخورة في ريف مدينة القرداحة التي اشتكى عدد من سكانها لتلفزيون الخبر بالقول: “لا تأتينا مياه الشرب سوى ساعة كل عشرة أيام وتكون المياه ضعيفة جدا بحيث لا تصل إلى أغلب المنازل ولا تملأ سوى نصف برميل”.
كذلك اشتكى عدد من أهالي قرية يرتي في القرداحة لتلفزيون الخبر من الانقطاع الطويل للمياه، وقالوا: “لا تأتي المياه سوى ساعة كل عشرة أيام ما يدفع الكثير من الأهالي للبحث عن مصادر بديلة كالينابيع او الابار او شراء المياه من الصهاربج بأسعار مرتفعة”.
وتساءل المشتكون: “ماذا يكفي نصف برميل كل عشرة أيام في ظل ارتفاع درجات الحرارة، خاصة إذا كانت العائلة مؤلفة من خمسة أو ستة أشخاص”.
وأضاف المشتكون:” واقع الحال هذا دفع الكثير من الأهالي إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار باهظة تؤرق أصحاب الدخل المحدود ومن ليس لديه مصدر رزق”.
وطالب المشتكون “المعنيين في مؤسسة مياه الشرب انصافهم ومعاملتهم أسوة بالقرى المجاورة كالشامية واسطامو”.
كما اشتكى عدد من أهالي الدالية في ريف مدينة جبلة الذين تتم تغذية منازلهم بالمياه من خزان الشيخ صبح من “انقطاع المياه منذ أكثر من خمسة عشرة يوما في الوقت الذي تتم فيه تغذية بقية أحياء الدالية بالمياه باعتبارها تتغذى من خزان آخر”.
وأشار المشتكون إلى أنه بسبب الانقطاع الطويل لمياه الشرب أجبر الأهالي على شراء المياه من الصهاريج أو تعبئة “بيدونات” مياه من الأحياء المجاورة”.
وطالب المشتكون “بحل مشكلة ضخ المياه من خزان الشيخ صبح وتغذيتهم بالمياه أسوة بغيرهم في الدالية”.
مشكلة الانقطاعات الطويلة لمياه الشرب تعيد انتاج نفسها في قرية درميني، اذ قال مشتكون لتلفزيون الخبر:” كل ١٤ يوم تأتي المياه مرة واحدة ولمدة تتراوح بين ساعة وساعة وربع فقط، وتكون المياه ضعيفة جدا بحيث لا تكفي لتعبئة نصف برميل”.
وأضاف المشتكون :”أغلبية سكان القرية ليس لديهم إمكانية شراء صهاريج مياه والتي تتراوح أسعارها بين ٥٠-٦٠ الف ليرة، مع العلم أن هناك الكثير من أصحاب الصهاريج يرفضون الوصول إلى القرية نظرا لارتفاعها وبعدها عن المدينة”.
وأشار المشتكون إلى أن “واقع الحال يجعل أهالي القرية يضطرون للوقوف بالدور على نبع المياه الموجود في القرية لتعبئة “بيدون” لأغراض الشرب”.
وأكد المشتكون أنه “مؤخرا تم مشاهدة وجود علق في مياه النبع ما يهدد سلامة أهالي القرية ويزيد من مأساوية واقع المياه في القرية”.
إلى ذلك اشتكى عدد من أهالي قرية بطرة لتلفزيون الخبر :” منذ خمسة يوما لم يتم تغذية القرية بمياه الشرب ما يدفع الكثير من الأهالي لشراء صهاريج المياه”.
والأنكى بحسب المشتكين أن” القرى المجاورة لبطرة كبستان الباشا وحميميم والقبو لا تعاني من أي مشكلة في ضخ مياه الشرب إليها”، مطالبين بحل مشكلة البطرة أسوة بالقرى المجاورة لها”.
وأردف المشتكون: “منذ أكثر من أربع سنوات وواقع الماء الشرب في قريتنا من سيء إلى أسوأ مع العلم أن مديرية مياه بجبلة على علم بمشكلة القرية”.
وضم جميع المشتكين من قرى ريف جبلة العطشى أصواتهم مناشدين مؤسسة مياه الشرب تغذيتهم بالمياه بشكل عادل ومراعاة ارتفاع درجات الحرارة للتقليل من أيام القطع وزيادة عدد ساعات الضخ”.
بدوره، قال معاون مدير عام مؤسسة مياه اللاذقية المهندس مضر منصورة لتلفزيون الخبر: “بالنسبة لانقطاع المياه في الفاخورة، كان هناك عطل في محور الفاخورة- اسطامو، بالإضافة إلى عطل آخر في خط الضخ”.
وأوضح منصورة أن “محور اسطامو- الفاحورة طويل ويعاني بالفعل من نقص المياه الواردة إليه”.
وأكد منصورة أنه “مطلع الأسبوع القادم سيطرأ تحسن ملحوظ على واقع المياه في القرى التي تتغذى من هذا المحور، حيث سيتم تغذية هذا القرى بالمياه بشكل عادل”.
وتابع منصورة: “بالنسبة ليرتي فهي تتغذى أيضا بالمياه من محور اسطامو- الفاخورة الذي طرأ عطل عليه وتقوم ورش الصيانة حاليا بإصلاحه”.
ووعد منصورة” أهالي قرية يرتي بأن يتحسن واقع ضخ المياه إلى القرية بدءا من الأسبوع القادم وفق برنامج نظامي”.
وفيما يتعلق بواقع المياه في الدالية، أكد منصورة أنه “كان هناك مشكلة تكلس على الخط المغذي الدالية بالمياه وقد أدى التكلس إلى انسداد كامل في الأنبوب البالغ قطره ٢٢٥ ملم “.
وأشار منصورة الى أنه “تم إجراء الصيانة واستبدال كمية من الأنابيب وقد تم حل مشكلة المياه في الدالية، إلا إذا كانت هناك حالات أعطال فردية”.
وبيّن منصورة أن “الدالية من أكثر القرى التي تعاني من نقص المياه نظرا لعدم وجود ينابيع قوية فيها فالينابيع الموجودة ضعيفة وسطحية تجف سريعا ما يجعلها بحاجة إلى وارد مائي”.
كما أكد منصورة ان “قرية درميني تتغذى بالمياه من محور بيت ياشوط الذي كان يعاني من عطل في محطة الضخ، بالإضافة لعطل في خط الضخ لخزان درميني”.
وأوضح منصورة أنه “تم إصلاح الأعطال وصيانة محور بيت ياشوط وأصبحت المياه تصل إلى القرية كل خمسة أيام لمدة ساعتين”.
وفيما يتعلق بقرية البطرة فقد قال منصورة: “هناك حوالي ١٥ منزلا في القرية تعاني من عدم وصول المياه بسبب ضعف ضغط المياه”.
وأضاف منصورة: “قمنا خلال الفترة الماضية بإرسال صهاريج مياه إلى القرية كل ثلاثة أو أربعة أيام لسد احتياجات الأهالي الذين لا تصلهم المياه كحل اسعافي آني”.
وتابع منصورة:” أما الحل الجذري والدائم لمشكلة الأهالي فتتمثل بتركيب مخطة ضخ تسريع لحل مشكلة ضعف ضغط المياه”.
واكد منصورة أنه ” تم إحضار المضخة ويصار العمل حاليا على تجهيز بناء غرفة للمضخة لتركيبها وحل مشكلة نقص المياه في قرية البطرة”.
الجدير بالذكر أن العديد من قرى ريف اللاذقية تعاني من شح المياه في ظل ضعف ضغط المياه والانقطاعات الطويلة، واقع الحال الذي بات يؤرق الأهالي خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحاجة للمياه.
صفاء اسماعيل – تلفزيون الخبر -اللاذقية