بين الوراثة والتربية .. ما سبب قلق الأطفال؟
يعد القلق من الحالات الطبيعية التي يمر بها الأشخاص في حال كان معتدلاً، إلا أن التوتر الشامل والمستمر الناتج عن التهديد المتوقع بشكل دائم يتحول لحالة مرضية، لا سيما إن عاشه الأطفال، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على سلوكهم وحياتهم اليومية.
وعرَّف أطباء فريق “ميددوز”، لتلفزيون الخبر، شعور القلق على أنه “حالة من عدم الارتياح والاضطراب والهم المتعلق بحوادث المستقبل، يعيشها الشخص بمشاعر من الضيق،انشغال الفكر، ترقب الشر، والخوف من المجهول أو اي أمر مبهم يجهله الإنسان”.
وأضاف الأطباء أن “القلق عند الأطفال لا يختلف كثيراً عن قلق الكبار، فالفرق الجوهري هو في إدارك الكبير لموضوع قلقه أكثر من الطفل، وقدرة الكبير على إدارة قلقه”.
ويظهر القلق عند الأطفال بصورة “خوف و اضطراب في سلوك الطفل، يكون أحياناً نتيجة لفراق الأم كما هو الحال في رهاب المدرسة (خوف الذهاب إلى المدرسة)، وغيرها من المخاوف”، بحسب الأطباء.
وأشار الأطباء إلى أن “هناك بعض المخاوف التي يعاني منها معظم الأطفال لوقت قصير في مرحلة معينة من العمر، كالخوف من فراق الأم في سن 8 أشهر، أو الخوف من الحيوانات في سن 2 إلى3 سنوات”.
إضافة إلى “الخوف من الموت في سن 8 سنوات، لكن الخوف المرضي هو ما يستمر لفترة طويلة و يعوق حياة الطفل”.
ويعزو الأطباء بعض أسباب القلق لدى الأطفال إلى “الوراثة”، حيث يوجد القلق بصورة واضحة في شخصية الأم أو كلا الوالدين، ويرث الطفل جهازاً عصبياً لا إرادياً سهل الإثارة، حيث ثبت أن هناك عائلات تتميز بجهاز عصبي لاإرادي سريع الإثارة”.
ومن جهة أخرى، تلعب التربية دور كبير في ظهور القلق لدى الطفل، إذ يبين الأطباء أن “قلق الوالدين في تصرفاتهما مع الطفل ينتقل القلق إليه، وهنا يصعب أن نفصل الوراثة عن البيئة كعاملين مؤثرين في الطفل، حيث ظهر القلق لدى الطفل كشعور داخلي بخوف غامض وتوتر مع اضطراب في النوم و حدوث كوابيس”.
وأوضح الأطباء أن “الطفل يعبر عن قلقه بأعراض جسدية مثل “الصداع، ألم بطني، غثيان، إقياء”، وأخرى نفسية سلوكية “كقلقه في الليل وابتعاده عن النوم، إضافة إلى كثرة البكاء، وضعف الشخصية، وقلة الثقة بالنفس، كذلك صعوبة التركيز، والخوف من المناسبات والزيارات الاجتماعية، والغضب بمجرد استثارته من أبسط الأمور”.
ولفت الأطباء إلى أنه “يعالج القلق بشقيه النفسي والجسدي من خلال “فسح المجال للطفل ليعبر عن خوفه بمساعدته على التخيل واللعب لتبيان الصراعات التي يعاني منها وبذلك يُساعد على التكيف السليم”.
ويوجه العلاج السلوكي عبر “التحصين المتدرج والتدريب على الارتخاء، و المكافأة للسلوك السليم، وإحاطة الطفل بجو من الحنية والأمان الأسري”، وفقاً للأطباء.
يشار إلى أن العلاج الدوائي من الممكن أن يتم من خلال إعطاء الطفل دواء “الديازيبام” بكميات صغيرة ولفترة قصيرة، وبعد استشارة الطبيب القادر على تشخيص الحالة.
تلفزيون الخبر