العمر: مراكز التدريب الإعلامي “دكاكين” لأصحاب الأموال غايتها الربح
وصف عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق الدكتور محمد العمر، مراكز التدريب الإعلامي ب”الدكاكين الإعلامية التي غايتها الربح”، مستنكراً “كيف يمكن لشخص يملك المال أن يفتتح مركزاً إعلامياً ويحضر مدرّبين ليقوم باستغلال المتدربين مادياً ومعنوياً، لكون الشهادات تكون مصدقة من وزارة الخارجية، فيعتقدون أنهم تخرجوا وأصبحوا إعلاميين؟”.
وبحسب صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، أشار العميد إلى أنه ” لا يحق لمراكز التدريب، من الجانب القانوني والمهني، أن تمنح صفة إعلامي للمتدرب، بغض النظر عن مدة التدريب سواء شهران أو ثلاثة أو ستة لديها”.
وأضاف العمر “يبقى خريجو كلية الإعلام يدرسون الجوانب الأكاديمية والتطبيقية بشكل مكثف لمدة 4 سنوات، ولا يقال عنهم إعلاميون، وصفة الإعلامي تحتاج إلى سنوات طويلة وإلى ممارسة أنواع الصحافة كافة”.
واعتبر العمر أنه “من واجب وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين وضع حد لهذه المهزلة، وهناك حديث عن العمل على الحد من هذه المركز غير المرخصة ومحاسبتها”، مشيراً إلى أنه “في الفترة الأخيرة لم يتم منح ترخيص لأي مركز”.
وتابع العميد “يجب التأكد من مدى تحقيق أي مركز تدريب إعلامي للشروط، سواء الحقيبة التدريبية أم المدربون أو الساعات التدريبية، فإذا لم يحققها يجب على وزارة الإعلام محاسبته حتى لو كان مرخصا”.
وتمنى العمر أن “تكون هذه المراكز على مستوى عال، من خلال توفير بنى تحتية جاهزة ومرخصة قانونياً، والاعتماد على أكاديميين وخبراء مختصين، لكون كلية الإعلام تفتقر إلى الجانب التطبيقي والعملي، وبالتالي هناك حاجة إلى مراكز تدريبية إعلامية جيدة ومتطورة ومواكبة وقانونية”.
وبيّن العمر أن “الوزارة غير معنية بالتدريب، لكون أي مؤسسة إعلامية هي مؤسسة إنتاجية، ومع ذلك نتيجة فقدان المركز الإعلامي في الكلية، تقدم وزارة الإعلام كل التسهيلات لتدريب الطلاب، لكن هذه الدورات ليست بالمستوى المطموح إليه”.
وتابع العمر “لأن مركز التدريب يختلف عن المؤسسة الإعلامية، كون المحررين الذين يقومون بالتدريب يتابعون أشغالهم المطلوبة منهم في المؤسسة التي يعملون بها، ولا يعطون نحو 10 بالمئة من وقتهم للطلاب”.
من جانبها أكدت نائب عميد كلية الإعلام، الدكتورة نهلة عيسى، أيضاً بحسب “الوطن”، أن “هذه الدورات ضرورة، ويجب أن تكون ثقافة في مجتمعنا فيما يتعلق بالإعلامي، كون مهنة الإعلام مهنة متجددة ومتغيرة على مدار الثواني في عصرنا الحالي، ولكن بشرط أن تستهدف هذه الدورات أصحاب المهنة العاملين بها أي الإعلاميين الذين يمارسون المهنة”.
ورفضت عيسى أن “تصبح هذه الدورات بديلاً من التحصيل العلمي الأكاديمي للإعلامي” واعتبرته ”أمراً غير مقبول، فالكثير من الذين يتبعون هذه الدورات غير حاصلين على شهادة تعليم إعلامي، فهم إما حاصلون على شهادات ثانوية أو ربما قليل منهم حاصل على شهادات في مجالات أخرى”.
وأضافت نائب العميد ” يحصل الذين يتبعون هذه الدورات على شهادات توهمهم وتؤهلهم قانونياً، نظراً إلى أنها موقعة من اتحاد الصحفيين ووزارة الخارجية للتقدم لوسائل الإعلام بهدف الحصول على وظيفة، هي من حق خريج الإعلام باعتباره درس على مدار 4 سنوات تعليماً أكاديمياً متعلقاً بالمهنة”.
وبيّنت عيسى أن “مهنة الإعلام أصبحت مهنة مستباحة إلى حد كبير، وأصبحت مهنة من لا مهنة له، معتبرة أن الدليل على ذلك وجود مئات الأسماء على مواقع التواصل الاجتماعي تطلق على نفسها لقب الإعلامي”.
ولفتت إلى “وجود فوضى في سوق التدريب، ووجود عدد كبير من المدربين ليس لهم علاقة بالإعلام” مبيّنة أنه “لديها طلاب ما يزالون يدرسون على مقاعد الدراسة، يقومون بالتدريب خاصة في المحافظات ويتقاضون أجوراً عالية، البعض منهم يعملون في وسائل إعلام غير وطنية”.
وتابعت عيسى “وربما يكونون مراسلين لقنوات عربية أو أجنبية لها حضور جماهيري في سوريا، فيقيمون دورات ويستغلون في ذلك أسماءهم، على الرغم من أنهم لا يمتلكون حرفية أو معلومات عن قواعد المهنة، وليس لديهم الخبرة الكافية للتدريب، فالتدريب فن وليس بالضرورة أن يكون الحاصل على شهادة الإعلام مدرباً إعلاميا”.
وحول نفس الموضوع، نقلت “الوطن” عن الدكتور في كلية الإعلام أحمد الشعراوي، قوله إن “التدريب مهم جداً وهو الطريق الأوحد لإحداث نقلة وتطور، بشرط أن يكون المدرب خبيراً لا يبحث عن المال، إضافة إلى ضرورة أن يكون المركز التدريبي وفقاً للمعايير الدولية للتدريب”.
ولفت الشعراوي إلى “وجود بعض المراكز التي تبحث عن المدرب الجيد ولا تسعى إلى التجارة، كون عملية التدريب رسالة وليست تجارة، ومن ثم هي غير مربحة ولا تجني المال، مضيفاً: إذا كان قصدك الربح فمن الأفضل أن تفتتح محل ألبسة أو مصنعاً أو شركة”.
واعتبر الشعراوي أن “صفة الإعلامي مسؤولية كبيرة جداً، أصعب من أن يحملها أحد أو أن يطلقها على نفسه، و من المعيب لشخص ما أن يكتب كلمة إعلامي قبل اسمه فهذا لقب يطلقه الناس وتطلقه مكانة الشخص في المجتمع ودوره ورد الفعل الذي يصدر عن الجمهور”.
وأشار إلى أن “الإعلامي الحقيقي دائماً في حالة خوف وتوجس لأنه دائم الشعور بأنه لم يكتسب المعلومات الجديدة كافة، أما الفقاعات يبحثون عن الشهرة دون أن يكونوا مشهورين، و يبحثون عن المجد دون أن يمتلكوا أدنى إمكانياته لذا هم لن ينجحوا”.
يذكر أن مديرية التراخيص في وزارة الإعلام حددت في شروط الترخيص لمراكز التدريب الإعلامي، المساعدة على الإرتقاء المهني، وأن تتناسب الأجور التي يتقاضاها مع الحالة الإقتصادية السورية وتحدد بموافقة الوزراة، وعدم قبول المركز لمتدربين لا يملكون الحد الأدنى الثقافي والعلمي، الشهادة الثانوية كحد أدنى.
تلفزيون الخبر