مدينة سلمية “تسبح” في البنزين الحر
في ظل أزمة البنزين التي عصفت بالبلاد خلال الفترة الماضية، لم تنقطع مادة البنزين سوى في الكازيات، لأن تأمينه بأسعار السوق السوداء هو أمر ممكن وسهل، (عقد مصرياتك بتمشي سيارتك) .
وبالرغم من الضبوط التي نظّمت بحق عشرات الليترات، والتي أحاطت بها كاميرات المكاتب الصحفية لوزارة الداخلية ومديريات التموين بعدة مناطق، بقي تأمين المادة عن طريق تجّار الأزمة ممكناً.
والمثير للدهشة أن عملية بيع البنزين بطرق غير شرعية، لا تتم سراً بل على العلن و”على عينك يا تاجر”، فمنصات البيع موجودة في الدكاكين وفي الشوارع، ولافتات “على بُعد خمسين متر يوجد بنزين” تزيّن أشجار المدن وأعمدة انارتها.
وقال أحد مواطني مدينة سلمية، متسائلاً، لتلفزيون الخبر “لا أعلم حقيقة وجود أزمة بنزين من عدمها، لأن المادة متوفرة بالسوق السوداء ومقطوعة فقط بالكازيات”.
وأضاف المواطن “في ظل الأزمة وانقطاع البنزين، كنت أعتقد أن ما من بائع يمتلك جرأة عرض بدونات البنزين أمام دكانه على الرصيف، فتصريحات مسؤولي التموين كانت قاسية وشديدة اللهجة بحق أي مخالف أو مستغل للأزمة”.
وتابع المواطن “تفاجأت بالجرأة التي يمتلكونها، وتساءلت بيني وبين نفسي عن مصدرها، وعن غياب الدوريات في الشوارع أو مسؤولي المدينة عن هذه الظاهرة”.
من جهته قال مدير منطقة سلمية، عبد الله موسى، لتلفزيون الخبر “نحن نقوم بتسيير دوريات كل فترة للحد من هذه الظاهرة ومراقبتها، واتخاذ الاجراءات القانونية بحق مرتكبي المخالفات”.
وأكد موسى على أن “هذه الظاهرة موجودة في عدة مناطق، وليست فقط في مدينة سلمية، وأن الوضع في المدينة أفضل من بقية الأماكن”.
و وصل سعر ليتر البنزين الحر في مدينة سلمية الى 800 ليرة سورية، ولا يخلو شارع من شوارع المدينة من موجود بائع أو اثنين للبنزين الحر، لتدل رائحته المحتاجين على أماكن بيعه، وتختفي من أنوف المسؤولين.
يذكر أن أزمة البنزين بدأت بالانحسار تدريجياً ، ومن المرجح أن يقوم تجار”البنزين الحر” مستعدين ، لأي أزمة قادمة ، ليكونوا طوق النجاة للمواطن المحتاج، في أي مجال كان.
يزن شقرة – تلفزيون الخبر