أضرار كبيرة نتيجة حريق في كاتدرائية نوتردام بباريس
اندلع حريق في كاتدرائية نوتردام الشهيرة في العاصمة الفرنسية باريس مساء الاثنين، 15 نيسان، وعرض التلفزيون الفرنسي صوراً تظهر فيها ألسنة دخان كثيفة تتصاعد من الكاتدرائية، ورفضت الشرطة حتى إشعار آخر الإدلاء بتصريحات بشأن الحريق.
وبحسب وكالة “فرانس 24” فإنه “من الممكن أن تكون هناك علاقة بين الحريق وأعمال الترميم الحالية”، وقالت الوكالة: إن “الحريق اندلع فوق سطح الكاتدرائية، واكتشف في نحو الساعة السابعة إلا ربع مساءً بالتوقيت المحلي”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن شاهد عيان أنه “رأى الدخان وهو يتصاعد من قمة الكاتدرائية، التي ترجع للعصور الوسطى، كما انتشرت ألسنة اللهب بجانب برجي الكاتدرائية”.
وأضافت الوكالة أن “إدارة الإطفاء في باريس تحدثت عن عملية إطفاء كبرى جارية”، بينما قال متحدث باسم بلدية المدينة على “تويتر”: إنه “يجري إخلاء المنطقة”.
وتعتبر هذه الكاتدرائية من أشهر المعالم السياحية في باريس، ويقصدها ملايين السياح سنوياً وتقع في قلب باريس، ويمتد تاريخها إلى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي.
واستغرق بناء الكاتدرائية نحو 200 عام، وهي ذات أبعاد هائلة، إذ يبلغ طولها 127 متراً، وعرضها 40 متراً، ويصل ارتفاعها إلى نحو 33 متراً.
بدورها، تحدثت رئيس بلدية باريس، آن هيدالغو، مساء الاثنين عن “حريق رهيب” اندلع في سقف كاتدرائية نوتردام، أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية في العاصمة الفرنسية”، بحسب مانقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية.
وكتبت رئيسة البلدية على “تويتر” “حريق رهيب في كاتدرائية نوتردام في باريس، فرق الإطفاء تحاول السيطرة على النيران”.
وتشهد الكاتدرائية كثافة في الزيارات من السياح تصل إلى نحو 13 مليون سائح كل عام، ويستقطب طراز بناء الكنيسة السياح لاعتماده على الطراز القوطي الأوروبي وهي مثال على روعة العمارة الباريسية.
وتتميز العمارة القوطية بأشكال هيكلية مميزة وتعبيرية اشتهرت في أواخر القرون الوسطى وبخاصة من منتصف القرن الثاني عشر الميلادي إلى نحو عام 1400.
ويصل ارتفاع قبة الكاتدرائية إلى 33 متراً، وهي مدعومة بأقوس ولا توجد أعمدة تحمل قبتها، وبنيت الكنيسة العملاقة على أنقاض أول كنيسة مسيحية في باريس وكانت تسمى بازيليك القديس استيفان، والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتر الروماني.
وتتميز الكنيسة بالشبابيك الزجاجية الملونة الدائرية العملاقة الخاصة بها، حيث تضم ثلاثة شبابيك يصل قطرها إلى 13 متراً، وتحوي الكنيسة صليب برونزي ضخم يقبع في مدخلها أهداه لها نابليون بونابرت ليعبر عن اهتمامه بالدين.
كما تضم الكنيسة أبراج نوتدرام العملاقة ذات الـ422 درجة، وهذه الأبراج تشكل الواجهة الرئيسية لهذا المبنى العملاق وتعتبر مزار سياحي منفصل عن الكنيسة، يتوجه إليه السياح لمشاهدة المناظر الخلابة لمدينة النور من أعلى.
وتعتبر هذه الكاتدرائية، التي تعود إلى 800 عام، واحدة من أهم معالم باريس في فرنسا وواحدة من أهم الملتقيات الثقافية والدينية فيها.
إضافة إلى كونها مركز للكثير من الاحتفالات الدينية الهامة، ومما يرسخ الطابع الثقافي لهذه الكاتدرائية ورودها في رواية “أحدب نوتردام” للكاتب والشاعر الفرنسي “فيكتور هيجو”.
تلفزيون الخبر