مواد مسرطنة تدخل في صناعة الألبان والأجبان .. من يراقب الأسواق السورية؟
أصدرت هيئة المحلفين بولاية كاليفورنيا الأمريكية قراراً يلزم شركة “جونسون آند جونسون” بدفع 29 مليون دولار، لامرأة مصابة بورم نادر جراء مادة مسرطنة في منتجات الشركة.
وذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، أن “شركة جونسون آند جونسون، تستخدم مادة الأسبستوس أو الحرير الصخري ضمن مكونات بودرة الأطفال الخاصة لها منذ عام 1971 إلى 2000، وهذه المادة الخطيرة مسببة لأنواع عديدة من السرطان”.
وتعيش الأسواق السورية فوضى عارمة خصوصاً خلال ثماني سنوات من الحرب، وذلك بسبب الانتشار الكبير للمنتجات المصنعة في ورشات صغيرة غير مرخصة كالألبان والأجبان ومواد كيميائية كالشامبو وسائل الجلي.
كما تحتوي الأسواق السورية على المواد المهربة المجهولة المصدر، ناهيك عن العصائر التي تباع مباشرة في الشارع والتي لا تخضع لأي مراقبة صحية.
وتحدث تلفزيون الخبر مع أشخاص يعملون في مجال صناعة الألبان والأجبان رفضوا التصريح عن أسمائهم، وقالوا: “إن بعض الباعة يقومون بالغش بهدف زيادة الكمية كإضافة المياه للحليب ولزيادة جودة المظهر للجبنة أو اللبن عن طريق إضافة مادة النشاء”.
كل ما سبق من إضافات يبدو اعتيادياً ومألوفاً لدى الجميع، ولكن ماهو غير مألوف أن يتم وضع مواد كالإسمنت الأبيض إلى الحليب عند صناعة الألبان لامتصاص الماء ومواد كيميائية ضارة “كالفورمالين” و”السبيداج”، وجلب العبوات الفارغة من القمامة وتعبئتها بالشامبو المزور المصنوع يدوياً وبيعها في الأسواق.
من جانبه، بيّن رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان ومشتقاتها في دمشق عبد الرحمن الصعيدي لتلفزيون الخبر، أن “المشكلة الأكثر شيوعاً خلال هذه الفترة هو منتج اللبنة بالكريمة بسبب احتوائها على دسم نباتي بدلاً من الدسم البقري، وهو منتج صحي 100% وموجودة منذ أكثر من 10 سنوات”.
وأضاف الصعيدي “مادة الفورمالين يضيفها بعض ضعاف النفوس في مدينة حماة على الحليب بأنواعه بهدف التنشيف وتخفيف نسبة الماء وتعطي للأجبان وزن أكبر، والفورمالين مادة ضارة غير صالحة للاستهلاك البشري وكانت تستخدم في صناعة الشامبو”.
ونوه الصعيدي إلى أن “الأمر لا يتعدى الإشاعة فيما يتعلق بإضافة مادة السبيداج والإسمنت الأبيض للأجبان والألبان، وكل الأخبار التي تحدثت عن الموضوع كاذبة، ونحن أجرينا فحص لعدد كبير من المنتجات حتى التي تباع على الطرقات ولم نلحظ وجود أي من المادتين”.
وقال أبو عمار أحد الباعة لتلفزيون الخبر إنه “على الرغم من الحملات التي تقوم بها حماية المستهلك إلا أن هذه البضاعة مازالت موجودة في السوق، ويعمل بها صغار الكسبة ، كصناعة الشامبو وسائل الجلي”.
وقالت الدكتورة في كلية الصيدلة بجامعة دمشق ريما الدنيا لتلفزيون الخبر إن “الفورمالين مادة كيميائية تسبب سرطان الكبد والفشل الكلوي، وهى عبارة عن مادة عديمة اللون وقابلة للاشتعال وذات رائحة نفاذة وسريعة الذوبان في الماء، وتستخدم في عمليات التحنيط كمادة حافظة للحيوانات النافقة أو البشر”.
وأضافت الدكتورة الدنيا “ويحظر استخدام مادة الفورمالين نهائياً في المواد الغذائية، وفقاً لما نص عليه الدستور الغذائي الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، لما تسببه من أضرار على صحة الإنسان على المدى البعيد”.
ونوهت الدنيا إلى أن “الفورمالين مادة شديدة السمية عند دخولها جوف المريض ينتج عنها تقرحات والتهابات شديدة في المريء تصل إلى حد ثقبه إذا كان مركزاً أو تحدث على المدى البعيد تليفاً بالكبد، وهو يعد من المواد المسرطنة من الدرجة الأولى”.
من جهته، قال مدير مديرية حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية علي الخطيب لتلفزيون الخبر إن “جميع المنتجات التي تطرح في السوق تحمل بطاقة بيان وتتضمن البطاقة اسم المادة، وتركيبها وسعرها”.
وأضاف الخطيب “يجب على المحلات التي تبيع المنتجات أن يكون لديها فواتير بجميع المنتجات، وفي حال عدم وجود فواتير هذا يعني أن المنتجات غير نظامية وغير واضحة المنشأ، ويحول الحائز إلى القضاء بعد مصادرة المنتجات”.
ولفت الخطيب إلى أن “جميع المنتجات مراقبة، وفي حال حصل شك في إحدى المنتجات يتم إرسال عينة منها إلى مخبر حماية المستهلك لفحصها، وفي حال ثبت عدم مطابقتها للمعايير تتم مصادرتها، وتحويل المنتجين إلى القضاء”.
وأشار الخطيب إلى أنه “في حال تضرر أي مواطن نتيجة تناوله أو استخدامه لأي منتج، فعليه تقديم شكوى مباشرة لحماية المستهلك التي بدورها سترسل عينات للفحص ومحاسبة المصدر في حال كان معروفاً أو الحائز في حال عدم توافر فاتورة نظامية ومعلومات عن المنتج”.
وكانت ضبطت الجمارك وحماية المستهلك كميات كبيرة من البضاعة المزورة وغير الصالحة للاستخدام والاستهلاك البشري خلال الفترة السابقة، إما بسبب خلل في مكوناتها كالمنتجات الكيميائية أو القذارة أو احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة وضارة.
يذكر أن البيع لم يعد مقتصراً على الأسواق في سوريا، بل تعدى ذلك ليصبح على الأرصفة والطرقات في أغلب المناطق، خصوصاً تلك التي تعرف بازدحامها الدائم كالبرامكة وجسر الرئيس في دمشق، الأمر الذي يترقب السوريون حله منذ عقود.
سامر ميهوب – تلفزيون الخبر