“الفوال”.. انحلال الدم النوبي من الفول ومشتقاته
كثيراً ما يتبادر إلى مسامعنا عبارة “لا تاكول فول كتير.. هلق بتفول” مع نبرة النهي لا سيما من الأمهات والجدات، وتبين أن هذه العبارة ترتبط بمرض “الفوال” الذي يصيب الدم.
ويعرف أطباء فريق “ميددوز” مرض “الفوال” على أنه “مرض وراثي مرتبط بالجنس (يصيب الذكور، أما الإناث فعادة ما يحملن المرض دون أن تظهر أعراض الإصابة عليهن)، يؤدي إلى فقر دم شديد، ينجم عن عوز خميرة معينة حيث يؤدي هذا العوز لمجموعة من التبدلات التأكسدية تؤدي لحدوث انحلال للكريات الحمراء في الدم”.
ويحدث الانحلال الدموي عند الإصابة “بالفوال” على شكل “نوبي يثار بالعوامل الخارجية مثل الإنتانات (خاصة التهاب الكبد الفيروسي وذات الرئة)، فرط سكر الدم، تناول الفول ومشتقاته (كالبازلاء و الفاصولياء)، إضافة إلى بعض الأدوية (كمضادات الملاريا ومضادات الاختلاج)”.
وينحل الدم لدى هؤلاء المرضى “خلال ساعات إلى أيام من تناول الفول فيصبح المريض شاحباً مع تلون صلبتي العينين بالأصفر، و يتغير لون البول نحو الأحمر أو الغامق، ومن الممكن أن تحدث لديهم آلام بطنية، ويبقى الطحال طبيعياً دون أي تضخم”.
وتتحدد نوبة الانحلال من تلقاء نفسها، لذلك لا يوجد علاج نوعي للحالة، لكن يجب تأمين إماهة جيدة في حال النوبة الانحلالية الحادة، إضافة لنقل الدم عند الضرورة القصوى.
ويرى الأطباء أنه ” من المهم تثقيف المريض وأهله حول تجنب العوامل المثيرة للانحلال سواء الغذائية أو الدوائية”.
وينتشر “الفوال” في عدة مناطق من العالم منها “إفريقيا، شبه الجزيرة العربية، جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، كما يبلغ عدد المصابين به حوالي 400 مليون شخص موزعين على تلك المناطق.
الجدير بالذكر أن المصابين بمرض “الفوال” توجد لديهم مقاومة للملاريا، حيث يدمر “الفوال” الخلايا المسببة لمرض الملاريا بسبب التدخل الجغرافي بين منشأي المرضين.