“المصائب لا تأتي فرادى”.. حال فلاحي سهل عكار في ريف طرطوس
ضربت العاصفة المطرية، مع بداية العام الحالي، منطقة سهل عكار في ريف طرطوس، مرتين، خلال أسبوعين متتاليين، ما أدى إلى طوفان النهر الكبير الجنوبي في قرية خربة الأكراد والقرى المجاورة لها.
وفاضت مياه النهر حتى غمرت الكثير من البيوت والأراضي، مخلفة وراءها الكثير من الأضرار في المحاصيل الزراعية لا سيما البطاطا.
وأوضح رئيس الجمعية الفلاحية في قرية خربة الأكراد، علي مسعود، لتلفزيون الخبر أن “فيضان نهر الكبير الجنوبي الشديد اجتاح كل أراضي المزارعين في القرى الواقعة على حدود النهر”، مضيفاً “فاض النهر رغم وجود ساتر ترابي عند ملتقى النهرين في خربة الأكراد والبالغ ارتفاعه سبعة أمتار”.
واعتبر مسعود أن “الفيضان الذي شهدته خربة الأكراد والقرى المجاورة لها هو الأعنف والأشد، حيث بلغ ارتفاع منسوب النهر ثلاثة أمتار”، مشيراً إلى أنه “غمر أكثر من خمسة منازل في القرية على ارتفاع متر”.
وبيّن رئيس الجمعية الفلاحية أن “أكثر المزروعات المتضررة من الفيضان، هي زراعة البطاطا والبقدونس والكوسا”، لافتاً إلى أن “حجم خسائره تجاوزت مبلغ 5 مليون ل.س، تمثل أبرزها في زراعة البطاطا، التي جرفتها مياه النهر ما أدى إلى تلفها بالكامل”.
وأشار مسعود إلى أن “أضرار مزارعي خربة الأكراد والقرى المجاورة لها وللنهر تتوافق مع شروط التعويض لدى صندوق الكوارث، لأن الأضرار الحاصلة جسيمة”.
وأوضح أنه “بلغ عدد المزارعين المتضررين والمسجلين لدى الجمعية الفلاحية في خربة الأكراد 113 مزارع، وباقي المزارعين سجلوا أضرارهم في القطاع الخاص لدى الإرشادية الزراعية”، مشيراً إلى أنه “أتت عدة لجان من مديرية الزراعة وتحققت من الأضرار وتلف المحاصيل”.
وعزا مسعود غلاء أسعار الخضار في محافظة طرطوس إلى “الكوارث والعواصف التي حلت بسهل عكار”، مستغرباً بقوله “بعمرها ماوصل سعر باقة البقدونس إلى 100 ل.س”.
وتوالت المصائب على رؤوس الفلاحين في سهل عكار، مع الإعصار الهوائي (التنين) الذي زار أراضيهم وحصد فيها الخراب في الممتلكات والمحاصيل، ومن بعده الرياح الشرقية، وآخرها السرقات التي حصلت في عدة قرى من السهل.
من جانبه، أوضح رئيس الجمعية الفلاحية في قرية البصيصة، بسام عرابي، لتلفزيون الخبر أن “أكثر القرى المتضررة من الإعصار الهوائي هي قرى القبيبة ويحمور وميعار شاكر وكانت بالغة جداً، مقارنة مع باقي قرى سهل عكار”.
وأشار عرابي إلى “حصول عدة سرقات في قريته البصيصة وقريتي زاهد والدكيكة، وتمثلت بسرقة عدة بيوت بلاستيكية ومحاصيلها”، لافتاً “إلى قيام السارقين بكسر شتل المحصول بعد سرقته”.
وبيّن عرابي أن “أضرار المزارعين في البصيصة كانت بالغة جراء العاصفة المطرية وفيضان النهر وتجاوزت 80 %”، مؤكداً أن “طبيعة الأضرار تنسجم مع شروط التعويض لدى صندوق الكوارث” .
وطالب عرابي، عبر تلفزيون الخبر، “بفتح قروض ميّسرة للفلاحين خاصة بالبيوت البلاستيكية (قروض طويلة الأجل)”، منوهاً أنه”من خلال القرض، باستطاعة الفلاح أن يقوم بتحسين أرضه، وتقوية موسمه، ويزيد من وتيرة الإنتاج بشكل أفضل”.
وأشار عرابي إلى أن “الكثير من الأراضي في القرية لا تصلها مياه الري”، وعبر عن دهشته بالقول: “بالرغم من قيامنا بدفع رسوم الري كل سنة بسنتها، كانت النتيجة لا يوجد ري في المنطقة”.
يُذكر أن حجم خسائر قريتي خربة الأكراد والبصيصة بالغة جداً من زراعة البطاطا، حيث تبلغ كلفة الطن الواحد من بذار البطاطا على الفلاح، مبلغ ميلون و 200 ألف ل.س، ويتم شراؤه من التجار بعد أن يتم استيراده من الخارج، ويغطي ستة دونمات من مساحة الأرض.
علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس