مئذنة أثرية مهددة بالسقوط فوق أحياء في حلب القديمة

نالت نصيبها من الزمن، لكن الحرب وحدها هي من لوى عنقها، مهددة الأحياء القديمة بكارثة أخرى تضاف إلى كارثة انهيار عدة أبنية مؤخراً في حلب، وأخرى مهددة بالسقوط بين لحظة وأخرى.

من خلال صورة التقطها شبان منذ عدة أيام ومقارنتها مع صور سابقة، لوحظ أن مئذنة جامع العادلية بدأت بالميلان مهددة بالسقوط بشكل شاقولي فوق الأحياء والأسواق القديمة، بعد أن تضررت بفعل الحرب.

وناشد عدة ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجهات المعنية للتدخل والحيلولة دون وقوع الكارثة، التي ستكون إنسانية وأثرية وتاريخية لحلب القديمة بالكامل، حسب وصفهم.

أحد أول من لاحظ الميلان في المئذنة، الناشط طوني مقديس، الذي قال لتلفزيون الخبر: إن “الجامع الأثري والمئذنة يشكلان جزءاً من الهوية البصرية للمدينة، ونقطة تراثية هامة، لكنه تعرض للتخريب خلال الحرب ويحتاج إلى تدخل سريع قبل وقوع كارثة”.

وأضاف مقديس “إذا سقطت المئذنة ستتسبب بدمار الجامع الأثري، إضافة إلى عدة حارات أثرية مأهولة بالسكان تحتها، هناك مطالب بترميم الجامع كله، لكن الأولوية اليوم للمئذنة فهي في فترة حرجة لكنها قابلة للاستدراك “.

ونوّه الناشط إلى أن “الجهات المسؤولة عن الموضوع هي مديرية الأوقاف في المدينة بالدرجة الأولى، ومديرية الآثار والمدينة القديمة، ونحن نطالب بتدخلها بأسرع وقت”.

وأشار مصدر (فضل عدم الكشف عن اسمه) لتلفزيون الخبر أن “مطالب لترميم الجامع الأثري جرى إيصالها إلى وزارة الأوقاف منذ حوالي شهرين، دون أن تلقى تجاوباً، ودون حجة واضحة”.

ويقع جامع العادلية في ساحة بزه بالقرب من المدرسة السفاحية، حيث بناه والي حلب محمد باشا عام 1550م، وسمي بجامع العادلية لوقوعه قرب دار العدل التي كانت أمام باب قلعة حلب.

وقال أحد الباحثين التاريخيين لتلفزيون الخبر: إن “الوالي محمد باشا أوقف للجامع عدة مباني بنيت على مساحة ثلاثة هكتارات ضمنها الجامع، وثلاث قيساريات وثلاث خانات”.

وأشار إلى أن “من أوقافه أيضاً عدة أسواق بجانب بعضها البعض هي سوق الجوخ، ويضم 42 دكاناً، وسوق العلبية ويتضمن 20 دكاناً، جميعها بالقرب من جامع العادلية”.

وكانت مئذنة الجامع الأموي في حلب تعرضت للانهيار بسبب الحرب، و الجامع الأموي يعد ضمن الإرث الحضاري العالمي لمنظمة اليونسكو ويعود بناؤه إلى العهد الأموي أي قبل نحو 1000 عام.

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر