“كل شيء للقضية الفلسطينية” .. المناضلة الهولندية مارغريت تيدراس تودع العالم عن 91 عاماً
ودعت الجالية الفلسطينية في امستردام المناضلة الهولندية والتي نذرت حياتها لمساندة الشعب الفلسطيني مارغريت تيدراس، منادية بحقوقه.
وتم تشييع تيدارس ملتفة بالعلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية تنفيذاً لوصيتها، مثلها كمثل المناضلين والشهداء في الأرض التي دافعت عن حريتها وتحررها طيلة سنين عمرها.
وبدأت حكاية النضال، التي امتدت على نحو 53 عاماً، حين ذهبت ابنة شقيقها للعمل في كيبوتس يهودي (شكل من أشكال الاستيطان)، في عام 1966، حيث وقعت في غرام أمريكي يهودي وتزوجته.
وفي العام ذاته، تزوجت من شاب فلسطيني، لتتوضح خلال السنوات التالية فارق الحياة والوضع الذي طرأ على صديقتها زوجة الفلسطيني، والصورة المعاكسة مع الزوج الأول”، وفقاً لتصريحاتها الصحفية.
وقالت تيدراس “حصلت على وجهين من القصة، ولكن القضية الفلسطينية فازت بتعاطفي بالرغم من مجيء صديقتي وابنة أخي معا في تجربتي، وشعرت أنهما اختلفا كثيرا وبشكل غير عادل من بعضهما البعض”.
وسعت تيدارس منذ 50 عاماً، لتحريك النضال الأوروبي ضد الاستيطان الصهيوني، وجمعت مع شريكها النضالي “بول لامب” 65 ألف صوت من أجل مبادرة “هدم جدار الفصل العنصري”.
وكان ضمن العبارات التي حملتها في يافطات مظاهراتها “وقع هنا على هدم الجدار “الإسرائيلي” في منطقة فلسطين المحتلة” كذلك”دولة الفصل العنصري القانوني ترتكب الإبادة الجماعية”.
وتذكر مارغريت أنه “في سبعينيات القرن الماضي، كان من المحرمات الكبيرة أن تنتقد “إسرائيل”، أو أن تكون مؤيدة لفلسطين، تغيرت الصور بشكل جذري، وذهبت ببطء، ولكن المزيد والمزيد من الناس يرون الظلم، وبعضهم يعترف بها، وسوف لن أجربه، لكني أؤمن بالعدالة “.
وكان آخر ما نشرته مارغريت على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لها تزين شرفتها التي تطل على شوارع، وأناس لهم اهتماماتهم وحيواتهم، بعلم فلسطين، لتذكر دائما المارين بعدالة القضية الفلسطينة”.
ومن اللفتات التي قوبلت من الجانب الفلسطيني تجاه مارغريت هو “رعاية شجرة زيتون باسمها، كما قرر زراعة أشجار زيتون كغابة في الموسم الزراعي المقبل داخل الأراضي الفلسطينية”.
رحلة الكفاح الطويلة لمارغريت تيدارس لم تكن وليدة خوف من الاعتقال أو قتل أو هدم البيت، بل كانت إيمان مطلق بأحقية شعب بأرضه ضد ممارسات قتل وترهيب وتعذيب تمارس عليه من قبل احتلال غاشم، أمام صمت العالم وقبوله.
تلفزيون الخبر